جولة السيسي الأفريقية أكدت عمق التحرك المصري في القارة السمراء

 مصر حريصة على تنمية العنصر البشري في كل من تنزانيا ورواندا وتشاد والجابون

آخر تحديث : الإثنين 25 سبتمبر 2017 - 9:28 مساءً
جولة السيسي الأفريقية أكدت عمق التحرك المصري في القارة السمراء

تحمل الجولة الأفريقية للرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تستغرق أربعة أيام، يزور خلالها كلا من: تنزانيا، ورواندا، والجابون، وتشاد. العديد من الدلالات الاستراتيجية للسياسة المصرية على مختلف الأصعدة الأفريقية والإقليمية والدولية.. حيث تمثل الجولة ترجمة حقيقية لحركة السياسة الخارجية المصرية في قارة أفريقيا، وذلك في إطار “انفتاح مصر على القارة، وحرصها على مواصلة تعزيز علاقاتها بدولها في كل المجالات، وتكثيف التواصل والتنسيق مع دول قارة أفريقيا، أحد أهم دوائر السياسة الخارجية المصرية.

التنمية الاقتصادية ومكافحة الإرهاب والنيل والتكامل .. أهداف مشتركة مع دول الجولة

وفي تحليل سياسي أصدرته الهيئة العامة للاستعلامات، فقد رأى التحليل أنه بإمعان النظر في دول الجولة الأربع، نلاحظ تعدد محاور ودوائر التحرك المصري على الصعيد القاري: تنزانيا في شرق أفريقيا، ورواندا من دول حوض النيل، وتشاد والجابون من دول وسط أفريقيا.. بما يرسخ فكرة تعدد الدوائر الفرعية للدور المصري فى أفريقيا، يضاف لمناطق القرن الأفريقي، والجنوب الأفريقي، وغرب أفريقيا.

وفي هذا السياق، تحرص السياسة المصرية تجاه دول الجولة الأربع، والمحيط الأفريقي بشكل عام، على التأكيد على جملة من الثوابت التاريخية والاستراتيجية، لعل أبرزها:إعلاء مبادئ التعاون الإقليمي، وتبنى دور مصري في مجال التنمية البشرية والاقتصادية.. بحيث يمكن القول أن شعار ” الأمن والتنمية والتكامل الإقليمي” أصبح الرسالة المصرية لدول القارة  من ناحية، والمنهج المصري في المحافل الدولية من ناحية أخرى.

ويشير تحليل هيئة الاستعلامات إلى أن تاريخ العلاقات المصرية مع دول : تنزانيا ورواندا والجابون وتشاد يعكس تعدد مجالات الاهتمام المتبادل بين الطرفين، على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية والتعليمية.. علاوة على ذلك تشترك مصر مع هذه الدول في العديد  من التجمعات والتنظيمات المختلفة: الاتحاد الأفريقي، منظمة التعاون الإسلامي، الكوميسا، مبادرة دول حوض النيل، مبادرة النيباد، تجمع الساحل والصحراء.. وهو الأمر الذي يسمح بتنوع وتشعب وتعدد مجالات العلاقات والتعاون ثنائياً وقارياً ودولياً، خاصة في مجالات بناء السلم والأمن الأفريقي، ومكافحة الإرهاب، التنمية المستدامة… الخ.

وفي هذا الإطار ، يمثل تنمية العنصر البشري أبرز جوانب التعاون المصري مع الدول الأربع سواء من خلال إيفاد مئات الخبراء المصريين، واستقبال أعداد كبيرة من المواطنين الأفارقة للتدريب في مصر في مجالات:التعاون القضائي، التعاون الشرطي، التعليم، المساعدات الطبية، المساعدات الغذائية، دورات للدبلوماسيين الأفارقة، التعاون والتدريب الإعلامي.

تنزانيا

تشير هيئة الاستعلامات في تحليلها للعلاقات بين مصر وتنزانيا إلى أنها قائمة على مبدأ التعاون والتفاهم في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدفاع والأمن ، بالإضافة إلى الساحة السياسية والتعاون الدولي والدفاع عن حقوق الإنسان والتأكيد على وحدة وتنمية القارة الإفريقية.. كما ترتبط الدولتان بعلاقات سياسية قوية تعود لفترة الزعيمين التاريخيين عبد الناصر ونيريري، وهو الأمر الذي ساهم في التأسيس لمنظمة الوحدة الأفريقية..ومن ثم فإن القيادة الحالية للبلدين ستعمل على البناء على هذا الإرث التاريخي للدفع بمسيرة تنمية الاتحاد الأفريقي.

ومن الناحية السياسية، تظل ملفات شرق أفريقيا، على رأس اهتمام البلدين، خاصة دعم استقرار الدولة الصومالية وإعادة بنائها.

رواندا

تركز مصر ورواندا على الجانب الاقتصادي، للدفع بأفق العلاقات الاقتصادية، كما يعول الجانب الرواندي على دور الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية للدفع في اتجاه تطوير القدرات البشرية، كما يمثل ملف الاستثمارات المصرية، أبرز مجالات التعاون المستقبلية على أجندة الزيارة الرئاسية.

في الإطار ذاته، تتمتع العلاقات الاقتصادية المصرية الرواندية، بميزة نسبية في إطار عضوية البلدين في تجمع “الكوميسا” ، كما تشهد المنتجات المصرية رواجاً متزايداً بالسوق الرواندية..

الجابون:

تعد دولة الجابون من أبرز اللاعبين السياسيين في منطقة وسط أفريقيا، ومن ثم فإن تنسيق المواقف بين البلدين يحظى بأهمية خاصة، وتحديدا الأوضاع في أفريقيا الوسطى ودولة الكونغو، بجانب الدفع بأطر العلاقات الاقتصادية

وعلى الصعيد الثقافي والتعليمي، تتواجد بالجابون بعثة أزهرية يقدر عددها بـ 13 مبعوثا، تسهم في خلق جسور للتقارب الثقافي والتعليمي بين البلدين، هذا بالإضافة إلى المنح المقدمة من الأزهر الشريف سنوياً لأفراد الجالية المسلمة الجابونية.

  تشاد:

تمثل الأوضاع الأمنية في منطقة الساحل والصحراء، طبقاً لتحليل هيئة الاستعلامات أبرز أبعاد التنسيق المصري التشادي، لما لهذه الدولة من أدوار مهمة في تلك المنطقة، وفي ضوء استضافة مصر اجتماعات وزراء دفاع دول الساحل والصحراء العام الماضي، والمبادرة المصرية لإنشاء مركز لمكافحة الإرهاب، وعرض مصر استضافة ضباط من دول التجمع للتدريب بالقاهرة.

في الإطار نفسه، يمثل التشاور المصري مع تشاد أهمية خاصة بشأن الملف الليبي، بحكم الجوار الجغرافي، واشتراك البلدين في آلية “دول الجوار الليبي” .

رابط مختصر
2017-09-25
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر