سفير سلطنة عمان فى بريطانيا: العمانيون بنوا مساجد في أفريقيا في العهد النبوي الأول قبل تغيير القبلة

 نقدر للأردن وقوفه مع السلطنة في مواجهة التمرد الشيوعي في ظفار

آخر تحديث : الأربعاء 13 سبتمبر 2017 - 4:27 مساءً
سفير سلطنة عمان فى بريطانيا: العمانيون بنوا مساجد في أفريقيا في العهد النبوي الأول قبل تغيير القبلة

أكد السفير عبدالعزيز الهنائي، سفير سلطنة عمان  في المملكة المتحدة أن سياسة السلطنة وقراراتها الصائبة وبعد النظر في القضايا العربية والعالمية إيجابية، وهي تنطلق من منطلق تاريخي. موضحًا بأن تاريخ عُمان، يُعدّ كياناً سياسياً مستقلاً منذ آلاف السنين على الأقل منذ أربعة آلاف إلى خمسة آلاف سنة. والعلاقات الدولية تأتي من التراث العماني، من التاريخ العماني، ومن الثقافة العمانية. وعمان لأنها كانت واحدة من القوى البحرية الكبرى في المنطقة وفي العالم في القرن السادس عشر، السابع عشر، صار لها ارتباطات دولية كبيرة واسعة. ومثال على ذلك هو أن أول سفير ذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية كان سفيراً عمانياً هو أحمد بن نعمان الكعبي. وهو سفير عمان منذ نحو مائتي عام، وكان ذلك أيام السلطان سعيد بن سلطان كما أن لعمان علاقات دبلوماسية مع أوروبا، ومع الدولة العثمانية.

وأضاف في حوار أجراه معه موقع ( شرق وغرب ) :علاقاتنا واسعة مع شعوب كثيرة في العالم. وبخاصة مع شبه القارة الهندية، وإفريقيا. بالإضافة إلى علاقاتنا التي هي من صميم تاريخنا وصميم انتمائنا العربي مع البلدان العربية. ربما علاقاتنا الجيدة مع مصر أيام الدولة العلوية لا أحد يذكرها. ولنا علاقة جيدة أيضاً مع المملكة المغربية في عهد الدولة العلوية وما قبلها. كذلك علاقتنا مع الأردن علاقة مميزة جداً. فالنظام السياسي في عُمان وفي الأردن يشبه أحدهما الآخر. وهذه العلاقة توطدت فعلاً في عهد السلطان قابوس والملك حسين رحمه الله  فلقد وقف الأردن مع السلطنة موقفاً أخوياً وودياً في مواجهة التمرد الشيوعي الذي حدث في ظفار. وكان الأردن من أوائل الدول التي وقفت بجانب السلطنة، وهذا موقف للأردن نقدره في السلطنة.

وأكد أن  سلطنه عمان كانت دولة بحرية وامبراطورية من الامبراطوريات القليلة التي بقيت في المنطقة العربية لأحد ١٥٠ سنة. وآخر بقايا الإمبراطورية العمانية كان في الستينيات. وقد أصبح الارتباط بهذه المنطقة ارتباطاً بشرياً. وعلاقتنا مع أغلب دول شرق أفريقيا علاقة أخوية وودية. ولا يزال الكثير من العمانيين موجودين في هذه المنطقة. وأيضاً علاقتنا في الجانب الآخر من شبه القارة الهندية هي علاقة جيدة جداً و تربطنا معهم علاقات تجارية وعلاقات إنسانية وتواصل بشري. ويشهد المؤرخون أن العمانيين كان لهم دور كبير في نشر الإسلام، سواء كان في شرق أفريقيا أو شرق آسيا. وخصوصاً في الشرق الأقصى.

وعن أوجه التشابه بين الإمبراطورية العمانية والإمبراطورية البريطانية أجاب قائلا: هي كما يقولون دول بحرية اعتمدت على أساطيلها واعتمدت على التجارة وعلى الامتداد البشري. ولعل المفارقة هنا هو أن حجم بريطانيا مثل حجم عُمان. حجم المساحة الجغرافية يكاد يكون نحو ٣٠٠٠٠٠ ألف كيلومتر للبلدين ويزيد. المملكة المتحدة والسلطنة لهما نفس المساحة الجغرافية. لكن عدد سكان بريطانيا أكثر. وكان امتدادنا في شرق أفريقيا وشرق آسيا قبل البريطانيين. ونذكر هنا أن علاقتنا بأفريقيا تمتد إلى ما قبل الإسلام. و يقال إن العمانيين بنو مساجد في أفريقيا في العهد النبوي الأول، حتى قبل تغيير القبلة. ووجدت مساجد كثيرة هناك. وعندما خرج ملوك عُمان في أول ظهور للإسلام، ذهبوا لأفريقيا، وبالذات لجزيرة زنجبار وكان سبب تجارة الأوروبيين سفنهم البخارية. نحن كنا نستخدم علم البحار. والعمانيون استفادوا من علم البحار خصوصاً في استعمال السفن الشراعية العمانية التي تُبحر من عمان في موسم الرياح عندما كانت تهب إلى ناحية الجنوب ونعود من أفريقيا في موسم الشتاء عندما تهب منه باتجاه الشمال. وكانت علاقاتنا مع شبه القارة الهندية وايران فارس علاقات جيدة. وكذلك مع العراق، منذ عهد الكلدانيين والآشوريين ويوجد ما يشير إلى هذه العلاقة ما بين عمان ودول بلاد الرافدين وهناك شواهد تاريخية على ذلك، وقد امتدت هذه العلاقات بيننا وبين سائر الدول وصولاً إلى الفراعنة. وعند ظهور السيد المسيح عليه السلام، يقال ان شجرة اللبان كانت من الأشياء التي اهديت الى المسيح عليه السلام ويشار إلى هذا في العهد الجديد.

وقال بأن عمان لم تكن دولة استعمارية، بل هو توسع امبراطوري، وتوسع بشري لم يكن من باب الغزو ولا الاستعمار. والدليل على ذلك هو أنه عندما يذهب المرء إلى أفريقيا يلمس روح الود بين الأفارقة والعمانيين. ويلحظ المرء ترحيب بالعمانيين في أفريقيا بشكل عام، وخصوصاً في شرق أفريقيا وصولاً إلى الموزمبيق. وقد دافع العمانيون عن وجودهم في وجه القوى الاستعمارية وخصوصاً البرتغاليين الذين حاولوا أن يستعمروا عمان. حيث بقوا حوالي ١٥٠سنة في بعض المدن الساحلية العمانية وتم مواجهتهم وفي المحيطات وحتى في شرق أفريقيا. ودفع العمانيون دماً كبيرا في ممباسا لتحريرها من البرتغاليين. واستطاعت الأساطيل والبحارة العمانية أن يسلبوا السفن البحرية العسكرية البرتغالية ويكوّنوا منها أسطولاً كبيراً. وكانت ملحمة في التاريخ بيننا وبين البرتغاليين.

رابط مختصر
2017-09-13
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر