متابعة للاخبار و على مايبدو لكثير من المحللين لم يكن هناك حل في الامد القريب لأزمة قطر و دول الجوار الخليجي ماعدا الكويت. غير ان الكويت لربما بقت على حياد بأيعاز من باقي دول الخليج بغية عدم تسكير الابواب كلها و كما راينا بالايام القليلة الماضية قامت الكويت بخطوة جريئة بعد ان سكرت الملحقية الثقافية و العسكرية الايرانية و طلبت من موظفيها الايرانيين بمغادرة البلاد. و تاتي هذا الخطوة بعد ان اعطت دول التحالف الخليجي و مصر بمقاطعتها لقطر الدافع القوي للكويت بان تقول كلمتها امام الايرانيين بلا خوف و خجل و هذا ان دل على شئ فأنه يدل على ان حاجز الخوف قد انكسر عند الاشقاء الخليجيين و ان المعركة اصبحت مصيرية للكل فأما ان تكون مع العرب او ضدهم لا خيار ثالث ولا حد وسط موجود و على هذا الاساس الخطوط الرمادية في العلاقات الاقليمية بين ايران و جيرانها سوف تتضح يوما بعد يوم و تاخذ لونها الاساسي الذي يجب ان يكون احمر بطبيعة الحال مع الايرانيين الذين لا يرضون بأقل من اسقاط الانظمة العربية بأكملها و استبدالها بحكام عملاء يحكمون بالنيابة كما حصل في العراق و سوريا و لبنان و اخيرا باليمن!
شئنا ام ابينا لابد من القول بأن معركة اخواننا العرب مع ايران وصلت الى طرق مسدودة و الحرب مع ايران وشيكة و ان ما يحدث في الساحة الخليجية خير دليل على ذلك حيث اصبحت علاقات الاشقاء في مجلس التعاون في مهب الرياح و يوشك ان تكون معركة كسر عظام بعد تزمَت قطر في الاحتفاظ بعلاقاتها الودية مع العدو الإيراني بل و الطلب من ايران بأنشاء قواعد عسكرية و عدم الرضوخ لمطالب اشقائها الخليجيين بالكف عن اللعب على الحبلين! بعد ان سقطت كل أوراق التوت من عورات ايران وآخرها القرار الكويتي بطرد الديبلوماسيين الايرانيين.
في النهاية وبغض النظر عما يجري من معركة كسر العظام بين ايران و عملائها من جانب و الاشقاء العرب المتحالفين من جانب اخر علينا كأحوازيين ان نكون يقظين و نتابع الامور عن كثب وان بقينا على حيادنا حتى الان في الأزمة الخليجية ، لأنه ليس من مصلحتنا التراخي و الجمود ولا نريد ان نكون ورقة يلعب بها الاخرون! نحن نعرف استحقاقاتنا و سوف نقف عليها و لا نعول على احد في مواجهتنا لأيران ولكن على الاشقاء العرب الذين اصبحوا اليوم بحاجة الى الاحوازيين ان يتفهموننا و لا يحاولوا التعامل معنا كورقة حيث اثبتت هذه السياسة فشلها في السابق و لا فائدة من تكرارها الان بل على الاشقاء العرب ان يعطوا الحق لأهله و يتعاملوا مع الاحواز كدولة خليجية ذات سيادة احتلت من جانب ايران سنة 1925 فأن هذا سوف يضمن للعرب الفوز في الحرب التي باتت وشيكة! نحن نعلم ايضا ان بود الاخوة العرب ايقاف هذا الصراع و العيش بسلام مع الجاره الكبيرة ايران لو ابدت طهران مرونة كما يتمنونه الكثير و لكن ولله الحمد لايرضى بذلك قيادات ايران المتغطرسين و الذي لا تتوقف افكارهم التوسعية عند هذا الحد القليل بل يريدون الاستيلاء على كافة الدول العربية و احياء امجاد ساسان بكامله و لكن هذا التغطرس المعهود القديم لديهم سوف يهلكهم كما فعل بأشياعهم من قبل فلا تأملوا الكثير منهم واستعدوا للأسوء المقبل اذا كنتم متهاونين !!
يوسف يعقوب الأحوازي
مركز الدراسات والأبحاث الاستراتيجية التابع للجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية