بعد أن تم كشف أمر الملا اللبناني محمد علي الحسيني والذي جندته المخابرات الإيرانية لصالحها ضد المعارضة الإيرانية، التي تتخذ من العاصمة الفرنسية مقرا لها، تحاول وزارة المخابرات الإيرانية تبييض وجه “الحسيني” وإخفاءه عن الأنظار لبعض الوقت، بعد أن انفضح أمره وأنه كان يقوم بدور العميل المزدوج، حيث أظهر أنه معارض لنظام الملالي الإيراني ليتمكن من الانخراط داخل صفوف المعارضة الإيرانية؛ مما سهل له ابتزازهم ماديا بحجة احتياجه للمال وأنه طالته ملاحظات أمنية.
وبحسب بيان للجنة الأمن ومكافحة الإرهاب بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، تلقت “العربي الأفريقي” نسخة منه، فقد تم الكشف عن آخر الخطط التي أعدتها وزارة المخابرات الإيرانية المتعلقة بالملا اللبناني، والتي حصلت عليها المعارضة الإيرانية من داخل إيران؛ حيث تهدف الخطة إلى تسويق “الحسيني” في عدد من الدول العربية ضد المقاومة الإيرانية.
وبحسب البيان تنوي وزارة مخابرات الملالي التي أظهرت عميلها محمد علي الحسيني بجانب عملاء النظام في باريس مما تسبب في تحويله إلى ورقة محترقة، العمل على إظهارهذا العميل واعادة استخدامه لتسويقه في دول مختلفة والأوساط العربية من أجل استخدامه ضد المقاومة الإيرانية.
وأوضح البيان أنه تم الكشف عن عمالة هذا الملا لوزارة المخابرات وقوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني والفرع اللبناني لقوات الحرس وظهوره بين أقذر عملاء وزارة المخابرات (بحسب تعبير البيان) حيث كان رد فعل متسرع وخائف لمخابرات الملالي على المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية، في بيان لجنة الأمن ومكافحة الارهاب في 9 يوليو 2017.
وقد كشف البيان الخطة الجديدة وفيما يلي تفاصيلها:
- أمرت وزارة المخابرات هذا الملا اخفاء علاقاته مع العملاء الآخرين قدر المستطاع للحؤول دون مزيد من فضحه وفقدان مصداقيته. ولذلك فإنه تجنب وضع صور وتسجيل لقائه بالعملاء يوم 8 يوليو في باريس على حسابه في الفيسبوك وتويتر.
- من أجل تبرير زيارته لباريس في يوليو الماضي أعلن الملا الحسيني في عمل تضليلي في مقابلة مع بعض الصحافة العربية أنه قد قام بتلك الزيارة للبحث عن «عوامل وجذور الارهاب» بدعوة من «مجموعات فرنسية وألمانية». بينما كانت الزيارة مرتبة بالكامل من قبل وزارة المخابرات التي كانت قد دفعت نفقاتها ولا تمت بصلة لمزاعمه المثيرة للضحك.
- هذا العميل الذي كان يمتنع عن اجراء مقابلة وابداء الرأي ضد نظام الملالي وحزب الله، منذ العام الماضي وبذريعة محظوريات أمنية، عاد وبأمر من وزارة المخابرات ومن أجل تبييض وجهه والتوغل في الدول والأوساط العربية ليصدر بيانات ويجري مقابلات ضد ولاية الفقيه وحزب الله. انه تكتيك مكشوف لوزارة المخابرات التي تحاول رسم وجه معارض لعملاء النظام لإعطاء مصداقية لهم.
- من جهة أخرى قامت وزارة المخابرات خلال الأسابيع الماضية بتكثيف الاتصالات بين الملا الحسيني وعملائها وعناصرها منها في باريس وبروكسل وبيروت وكلفت الملا اللبناني بزيارة بروكسل بالقيام وبمساعدة عدد من العملاء المأجورين الأجانب وعدد من العملاء المكشوفين من أمثال قربان علي حسين نجاد وغلام رضا صادقي جبلي وداود باقروند وبتول سلطاني بهدف احباط المعارضة الواسعة لأعضاء البرلمان الأوروبي والبرلمان البلجيكي لانتهاكات حقوق الانسان في إيران ودعمهم للمقاومة. «جبلي» هو عميل آخر كلفته وزارة المخابرات في فبراير 2008 بالذهاب من إيران الى معسكر أشرف في العراق لإيذاء مجاهدي خلق فتم اعتقاله من قبل الشرطة العسكرية الأمريكية والشرطة العراقية، كما اعتقل وادين في سنوات لاحقة في كندا بتهمة تورطه في عملية اختطاف طفل. الصور والوثائق مرفقة طيا.
- تعتزم وزارة المخابرات تأسيس مركز في أوروبا باسم هذا الملا العميل وتوظيف عدد من الموظفين في هذا الصدد لكي ينشط ضد مجاهدي خلق ومناصريهم وحماتهم خاصة بين العرب تحت غطاء مكافحة الإرهاب.
- وحسب خطة وزارة المخابرات، من المقرر أن ينشط الملا الحسيني مع عدد من المأمورين والمرتزقة الأحوازيين للمخابرات ممن يدعون كذبا مدافعين عن مواطنينا العرب المغلوب على أمرهم، ضد المقاومة الإيرانية ويصورون مجاهدي خلق معادين للمواطنين في الأهواز بصفتهم أناسا يحملون أفكارا شوفينية.
- كلفت وزارة المخابرات هذا الملا اللبناني بتقديم بعض آخر من عملاء وزارة المخابرات كعناصر معارضة لدى الدول والأوساط العربية.
إن لجنة الأمن ومكافحة الإرهاب إذ تعيد إلى الأذهان أن الوثائق الدامغة لعمالة الملا الحسيني وأعماله الابتزازية قابلة لتقديمها لأي محكمة، تحذر من المؤامرات القذرة لمخابرات الملالي وقوة القدس عبر هذا العميل المذكور ضد المقاومة الإيرانية ودول الجوار.
من هو الملا محمد علي الحسيني؟
كان الملا الحسيني قد قضى في السابق مدة عقد من الزمن في مدينة قم وفي حينه كان عضوا في حزب الله اللبناني. وبعد مغادرة إيران واتخاذ مواقف ضد حزب الله، أعلن عن تضامنه مع منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، والتزم «بمواجهة الإرهاب والاستبداد الديني المتمثل في نظام ولاية الفقيه في إيران» مؤكدًا « بأنه يعتبر أي اقتراب أو إقامة علاقة مع هذا النظام وعملائه، خيانة كبرى» [الميثاق الموقع عليه بتاريخ 28 أغسطس 2007 – مرفق]
وأكد على هذا الخط ” الخط الأحمر” وصادق عليه عدة مرات خلال السنوات اللاحقة ومنها في 29 سبتمبر 2014و الثاني من يونيو 2015.
- خلال هذه السنوات وبينما كان مجاهدو خلق في أشرف وليبرتي يعيشون تحت حصار لا إنساني وظروف صعبة، وتلبية لطلباته الملحة التي كان يتقاضاها من أجل « الدعم المالي والمساعدة لحوزة بني هاشم في لبنان» ولدعم الشيعة ضد النظام الإيراني،قدّم المجاهدون مساعدات مالية له (وثائق الوصولات كلها موجودة وقابلة للنشر). وعندما اعتقل في لبنان وكان في السجن، تبنّى مجاهدو خلق بتسديد جميع التكاليف الخاصة بالإجراءات القضائية واختيار المحامين ورعاية عائلته ووفّروا غطاءاً سياسيا له.الى أن نكث ميثاقه وعهده بكل صراحة، واعلن ذلك في رسالة الكترونية ارسلها يوم 13 اذار 2017 واعتبر الميثاق لاغياً.وفي الوقت نفسه واصل ابتزازه اليومي لأخذ المال من مجاهدي خلق وهدد بانه سوف يترك المجاهدين على حالهم فقط إذا ما دفعوا له مبلغ 30 ألف دولار خلال اسبوع واحد! غير ان المجاهدين لم يكترثوا اهتماما به و قطعوا علاقاتهم معه بعد ذلك. بعض من وثائق الابتزاز مرفقة طيا.
- وظفت مخابرات الملالي في 8 يوليو هذا الملا العميل مع عملاء آخرين مسودة الوجوه لاطلاق تخرصات ضد المقاومة الإيرانية في باريس. وكرر هذا الملا اللبناني في جمع العملاء كل مزاعم نظام الملالي ضد مجاهدي خلق منها قال:
- لمجاهدي خلق كانت أهدافهم السياسية أهم من آرواح المجاهدين في أشرف وكانوا يريدون المتاجرة بكل مشكلة انسانية في أشرف… المجاهدون هم كانوا يعطون رسالة أن يقصفوا ليبرتي بالصواريخ…
- مجاهدو خلق لم يكونوا يصلّون… وفي شهر الصيام كانوا يقولون اننا صائمون الا أنهم كانوا يأكلون ويشربون.
- عندما علمت الأعمال الإرهابية التي نفذها مجاهدو خلق أصبت بالصدمة. ما كان فرق بينهم وبين النظام.
- الآن الواجب المقدس هو(انقاذ) المغرر بهم في ألبانيا فعلينا جذبهم. بالله انهم في حالة الانهيار… انهم لا يدركون الحقائق… أهم واجبنا هو انقاذ هؤلاء من الجحيم.