المؤتمر الشعبي اللبناني: انفصال كردستان مشكلة كبيرة للأكراد في العراق وخارجه

آخر تحديث : الأربعاء 27 سبتمبر 2017 - 12:59 صباحًا
المؤتمر الشعبي اللبناني: انفصال كردستان مشكلة كبيرة للأكراد في العراق وخارجه
بيروت:

>> التقسيم قاعدة صهيونية طبقا لمقررات المؤتمر اليهودي العالمي في 1982 >> المهمة الاساسية لجامعة الدول العربية الآن التحرك الجاد لوقف عملية تجزئة العراق

وصف المؤتمر الشعبي اللبناني الإستفتاء الانفصالي في شمال العراق بأنه يتسبب بمشكلة كبيرة للأكراد وليس حلاً، مطالباً القوى العراقية الوحدوية وجامعة الدول العربية بالتحرك لمنع كل أشكال التقسيم. وقال بيان صادر عن قيادة “المؤتمر”، تلقت “العربي الأفريقي” نسخة منه: إن الأغلبية الساحقة من العراقيين، وبرغم الدستور الاميركي الانقسامي والعبث الاسرائيلي وإثارة النعرات المذهبية، تتمسك بوحدة العراق الكاملة، وترفض انفصال “الإقليم البرزاني” أو أي مكوّن آخر، فقوى التغيير ومعظم السليمانية ونواب أكراد يعارضون الانفصال، والمحيط العراقي والتركي والايراني والسوري يرفض الانفصال، ويخشى تمدده ليصب في مخطط التقسيم الذي يشمل المنطقة الرازحة تحت ضربات مشروع الشرق الاوسط الكبير الأميركي الصهيوني. وبحسب البيان، فإن طبيعة المشكلة ومخاطر الاستفتاء الانفصالي تستدعي وضع الملاحظات الآتية:

أولاً: إن الفتح العربي الاسلامي الحضاري للمنطقة تفاعل مع كل الحضارات القديمة والأعراق والرسالات السماوية الأخرى، فاستفاد منها وأخذ كل ايجابياتها، واندمجت هذه الحضارات مع العرب ودياً، حتى أصبح الجميع أمة واحدة تحترم خصائص الأعراق والرسالات السماوية، وكانت المساواة في المواطنة هي السائدة في أغلب الاحيان من تاريخ المنطقة، ولم يكن هناك تمييز إلاّ في حالات نادرة. وقد كان الأكراد دائماً شركاء العرب في كل أوجه الحياة، وبرز منهم علماء وقادة ومفكرون، في طليعتهم صلاح الدين الايوبي الذي وحّد مصر وسوريا ضد الأفرنجة، ولم يسعَ الى كيان انفصالي كردي، دون أن ننسى مشاركة المسيحيين معه في حروبه.

ثانياً: إن اضطهاد أنظمة لفئات من الشعب ليس مبرراً للانفصال، وإذا كان مشروعاً معارضة أنظمة، فلا يعني ذلك معارضة وحدة الوطن وتقسيمه، فتلك قاعدة مدمّرة أصلها صهيوني، كما جاء في مقررات المؤتمر اليهودي العالمي عام 1982.

ثالثاً: ان العراق لا زال يقع تحت التأثير المدمّر للاحتلال الاميركي للعراق عام 2003، فنظامه فدرالي طائفي، والفساد ينتشر فيه بصورة مريعة، والوحدة الوطنية متصدّعة، والتدخلات الاقليمية والدولية مستمرة، وهذا يتطلب لمواجهته إصلاح النظام على أسس ديمقراطية لا طائفية، وتثبيت حقوق المساواة والعدالة بين المواطنين، وبناء مؤسسات دستورية سليمة بعد أن يتخلص العراق من الارهاب.

رابعاً: ليس شرفاً للفريق الحاكم في الاقليم أن يكون العدو الصهيوني هو الوحيد المساند لانفصال الاكراد في العالم، ولن يستطيع هذا الاقليم أن يوفر الاستقرار والتنمية وسط قوى معادية، فمن يضمن أن لا ينفجر صراع مسلح بين أربيل والسليمانية كما حصل في الثمانينيات وكما حصل أيام الدولة العثمانية؟ وها هو جنوب السودان يخسر 300 ألف ضحية، والحرب لا تزال مفتوحة، فهذه المآسي يجب أن تكون درساً للفريق الحاكم في الاقليم.

خامساً: قبل أن نطالب الدول المحيطة بالإقليم بالعمل لمنع الانفصال، نتوجّه الى كل القوى العراقية الوحدوية الوطنية بمن فيهم المعارضة الكردية للانفصال، بتشكيل جبهة عريضة تعلن تمسكها بوحدة العراق أرضاً وشعباً ومؤسسات، وترفض كل أشكال التقسيم تمهيداً لتعديل الدستور الأميركي، وإزالة أي شكل من الفيدرالية والطائفية السياسية، واعتماد نظام ديمقراطي تعددي قائم على المساواة في المواطنة.

وشدد البيان على أن المهمة الاساسية لجامعة الدول العربية الآن التحرك الجاد لوقف عملية تجزئة العراق، مع التأكيد على حقوق المواطنة المتساوية لكل العراقيين ومنهم الاكراد، ومساندة الحكومة العراقية في الحفاظ على وحدة العراق ورفض ومقاطعة أي جهة انفصالية، والتوجه للامم المتحدة برفض الاعتراف بأي كيان انفصالي.

وإذا كان من حق الاكراد حكماً ذاتياً يحافظ على لغتهم وثقافتهم، فإن العرب يساندون هذا الحق، لكن خطوة الانفصال سوف ترتد سلباً على أكراد العراق، وعلى الأكراد في كل البلدان، وستكون عليهم كارثة لا نريدها ولا نتمناها، فيما المطلوب أن تنتصر الأخوة العربية الكردية، وقاعدة ذلك التمسك التام بوحدة الوطن العراقي.

رابط مختصر
2017-09-27
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر