“الصالون العربي” يناقش المتغيرات الثقافية

آخر تحديث : الثلاثاء 3 أكتوبر 2017 - 1:08 مساءً
“الصالون العربي” يناقش المتغيرات الثقافية
العربي الأفريقي:

عقد الصالون الثقافي العربي، مؤخرا، جلسته الجديدة بعنوان (المتغيرات الثقافية العربية) في المجلس الاعلى للثقافة المصرية بدار الاوبرا.

وقدم الجلسة الامين العام للصالون السفير قيس العزاوي الذي هنأ في بداية حديثه تقلد رئيس الصالون مصطفى الفقي منصب مدير عام مكتبة الاسكندرية، واثنى على دوره الثقافي والدبلوماسي بحضور عدد كبير من المثقفين والاعلاميين والدبلوماسيين العرب في القاهرة.واعلن الدكتور مصطفى الفقي، دمج الصالون الثقافي لمكتبة الاسكندرية، مع الصالون الثقافي العربي الذي يرأسه بالقاهرة، على أن يعقد الصالون الجديد بأعضائه من الجانبين كل ثلاثة أشهر، سواء بمقر المكتبة الرئيس أو في أحد مقراتها الفرعية التابعة لها بالإسكندرية أو القاهرة.

ورحب الدكتور قيس العزاوي بقرار الفقي ورعاية مكتبة الإسكندرية له، معربًا عن ارتياح أعضاء الصالون لهذه الخطوة، متطلعا إلى تغييرات كبرى على أنشطة وفعاليات مكتبة الإسكندرية على نحو يليق بسمعتها التاريخية وإمكاناتها المعرفية.

من جهته قال الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة المصري الأسبق : إن هناك فارقا كبيرا في التوجهات بين التعليم المدني الممثل في جامعة القاهرة والتعليم الديني الذي تمثله جامعة الأزهر.

وأضاف “عصفور” خلال الصالون الثقافي أن التحرش الأول بين الجامعتين كان بسبب رسالة طه حسين عن أبي العلاء المعري، وهي واقعة مشهورة، حيث كان عميد الادب العربي قد سافر إلى باريس، وبدأ يقارن بين طريقة دراسة الأدب لدى كل من العرب والغرب في مقارنات كانت لصالح الغرب وأشار إلى أن هذا الأمر فجر أزمة كبيرة داخل الازهر دفع اساتذة طه حسين ومنهم شيخه محمد مهدي للمطالبة بإعادته من باريس متهمينه بإهانتهم، وهذا يوضح باختصار الصراع بين الدولة المدنية والتفكير الديني الذي ما زال يحكمنا حتى الآن، حيث إن التفكير الديني لا يقبل النقد، أو التعديل على أفكاره.

اما الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء المصري الأسبق فقد قال خلال كلمته: ان السبب الرئيس لاستمرار الصراع بين الدين والحداثة، هو عدم وجود مشروعات تنويرية، مؤكدا أنه إذا لم تكن هناك مشروعات تنويرية فسنظل في صراع دائم بين الدولة الدينية والمدنية واضاف أن التفكير الديني لا يقبل النقد، أو التعديل على أفكاره، وأن الحل الوحيد للصراع بين الدين والدولة، والتقليدية والحداثة، يكمن حله من خلال قبول الآخر فقط لا غير.

من جهته قال الدكتور قيس العزاوي: نحن جيل الاباء لانفهم الابناء لانهم جيل الصورة والتواصل الاجتماعي وكل الذين ينتمون للتيارات التكفيرية تم تجنيدهم عبر الانترنت وهناك تناقض كبير مابين جيلي التعليم الديني والمدني والان نعيش نفس الحالة مع اولادنا ولانستطيع فهم اولادنا لان الثقافة التي يكتسبوها ليس عبر المقال والكتاب وانما عن طريق وسائل حديثة ولابد لنا ان نستدرك الامر من الان لتلافي هذا الصراع ويكون هناك تواصل بين الجيلين.

اما الكاتب جورج اسحاق فقد خلص إلى انه لابد من مراجعة الكتب التي تصدرها المؤسسات الدينية ففيها الكثير من الاخطاء التي تجعل الشباب ينحرف اضافة الى ضرورة التركيز على القوى الناعمة التي لها دور كبير في صناعة المجتمع.

وشهد الصالون نقاشات ومداخلات عميقة شخصت المشكلات، وطرحت تصورات الخروج من المأزق الثقافي، والذي يتمثل فيما وصفه الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة المصري السابق بالثنائية الضدية المتمثلة في التعليم الديني والتعليم المدني، مؤكدًا أن حال الأمة لن يصحح إلا إذا تحول التعليم كله إلى تعليم مدني محذرًا من المخاطر التي تواجهها القوى الناعمة المصرية في المرحلة الراهنة مشددًا على ضرورة إيجاد البيئة القادرة على انتشالها من عثرتها.

رابط مختصر
2017-10-03
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر