شهد الفريق مُهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، رئيس الهيئة العامة الاقتصادية لمنطقة القناة، اليوم الثلاثاء، توقيع عقد بناء وتوريد عدد 2 كراكة ماصة طاردة ذات حفار مع شركة IHC الهولندية إحدى أكبر الشركات المتخصصة في مجال بناء الكراكات، بحضور الفريق أسامة ربيع نائب رئيس الهيئة والسيد Arnold Den Boon المسئول التنفيذي للتسويق بالشركة، والمهندس محمد الدسوقي مدير إدارة الكراكات، وأعضاء مجلس إدارة الهيئة، وذلك بمركز المحاكاة والتدريب البحري بالإسماعيلية.
في بداية كلمته رحب الفريق مميش بالسادة الضيوف من الجانب الهولندي، موضحاً أنهم ليسوا ضيوفاً ولكنهم شركاء تطوير هيئة قناة السويس، مشيراً إلى أن اليوم يعد من أسعد أيامه لما شهده من إنجاز حقيقي يعمل على تطوير إمكانيات الهيئة ويدعم قدراتها في الحفاظ على قناة السويس كأسرع وأهم ممر ملاحي في العالم.
وأوضح الفريق مميش أن المفاوضات مع الجانب الهولندي كانت شاقة ولولا الدعم الكبير الذي تلقته الهيئة من القيادة السياسية لما تمت المفاوضات بنجاح، وقدم الفريق مميش الشكر للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي والسيد رئيس الوزارء ووزيرة الاستثمارعلى الدعم الكبير لإنجاح المفاوضات.
وأكد الفريق مميش على أن امتلاك الهيئة لكراكتين جديدتين يمثل إضافة قوية في طريق الهيئة نحو أعمال التطوير ورفع كفاءة قناة السويس بما يجعلها قادرة على منافسة الممرات الملاحية الأخرى سواء المنافسة أوالبديلة.
وكشف رئيس هيئة قناة السويس على أن العائدات خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر 2017 شهدت ارتفاعاً ملحوظاً حيث بلغت 3.869 مليار دولار مقابل 3.783 مليار دولار عن نفس الفترة من العام الماضي محققة زيادة 2.2%، فيما بلغت العائدات بالجنيه المصري خلال التسعة شهور الأولى من 2017 إجمالي 68.912 مليار جنيه مقابل 32.137 مليار جنيه خلال نفس الفترة من العام الماضي بزيادة 114.4%، لافتاً إلى أن هيئة قناة السويس نجحت في تحقيق هذه الزيادات رغم حالة الركود العالمي التي ألقت بظلالها على انخفاض معدلات التجارة العالمية.
هذا وقد حققت القناة زيادة كبيرة في أعداد وحمولات السفن العابرة خلال الفترة من يناير حتى سبتمبر 2017 حيث عبرت القناة خلال تلك الفترة 12934 سفينة مقابل 12613 سفينة خلال نفس الفترة من العام الماضي بزيادة 2.5%. كما بلغت الحمولات العابرة خلال التسعة أشهر الأولى من عام 2017 إجمالي 765 مليون طن مقابل 731 مليون طن عن نفس الفترة من العام الماضي بزيادة 4.6%.
وأرجع الفريق مُهاب مميش نجاح الهيئة في الحفاظ على نمو عائداتها لحزمة السياسات التسويقية المرنة التي تبنتها الهيئة خلال الفترة الماضية بالإضافة إلى تطوير المجرى الملاحي بإنشاء قناة السويس الجديدة لتظل القناة قادرة على استيعاب هذه الزيادات في الحمولات وعدد السفن المارة، وهو ما دفع الهيئة للحصول على كراكتين جديدتين هما الأكبر عالمياً.
وأشار الفريق مميش إلى أن كراكات الهيئة ستبدأ خلال الفترة القادمة في توسيع قاعدة عملها لتشمل كافة الموانئ المصرية حيث تعمل حالياً الكراكات في كل من موانئ الإسكندرية ودمياط والبحر الأحمر.
كما كشف الفريق مميش عن أن الفترة القادمة ستشهد التركيز على تطوير معدات الهيئة، خاصة على صعيدي الترسانات والشركات، حيث تبحث الهيئة حالياً التعاون مع شريك ألماني لتطوير ترسانات الهيئة لمواكبة الترسانات العالمية.
وفي ختام كلمته توجه الفريق مميش بالشكر للفريق أسامة ربيع نائب رئيس الهيئة وأعضاء مجلس إدارة الهيئة وكافة العاملين بها، وأعضاء الوفد الهولندي وفريقي التفاوض من الجانبين، مجدداً العهد أمام الله والوطن على أن تظل قناة السويس الأهم والأسرع عالمياً.
ومن جانبه قال المهندس محمد الدسوقي مدير إدارة الكراكات أن توقيع عقد الكراكتين يعد حدثاً هاماً وتاريخياً في تاريخ إدارة الكراكات لما تمثله هاتين الكراكيتن من أهمية كبيرة للحفاظ على كفاءة وتطوير القناة وقدرتها على استعياب كافة أنواع السفن مُشيداً بالدعم الكامل الذي قدمه الفريق مُهاب مميش للجنة الخبراء المصريين أثناء المفاوضات بين الجانبين حتى الوصول إلى المقاييس الفنية التي تنشدها إدارة الكراكات والتوصل إلى صيغة مشتركة من الشروط المالية والفنية المُرضية للجانبين.
وأوضح المهندس الدسوقي أن الكراكتين الجديدتين يعدان الأكبر عالمياً في الوقت الحالي من حيث القدرة الكلية للكراكة والتي تبلغ 29190 كيلو وات، كما تتميز الكراكتان بحفار بقدرة 4800 كيلووات، وهو ما يمّكن الكراكتين من العمل في جميع أنواع التربة الرملية والطينية والصخرية.
كما أكد على أن الكراكتين يعدان مثاليتين للغاية للعمل في قناة السويس حيث يصل أقصى عمق حفر للكراكة 35 متر، وهو ما يغطي احتياجات القناة والتي تبلغ عمقها القناة 24.5 متر، ملمحاً إلى أن الكراكتين الجديدتين يتطابقان مع تصميم الكراكة مشهور، ولكن باختلاف الأبعاد والقدرات، كما أنهما يستطيعان العمل لمدة 24 ساعة متواصلة في كافة الأحوال الجوية.
وكشف المهندس الدسوقي عن أن العائد من تشغيل الكراكتين بخلاف تكاليف الأجور والتشغييل سوف يصل إلى 60 مليون دولار سنوياً، وهو ما يعني أن وصول الكراكتين سيوفر على الدولة هذا المبلغ بصورة سنوية.
وألمح مدير إدارة الكراكات أن كراكات هيئة قناة السويس لا يقتصر دورها على خدمة المجرى الملاحي فقط، فبخلاف الدور البطولي الذي قامت به هذه الكراكات في إنجاح مشروع قناة السويس الجديدة والمتمثل في فتح قنوات الاتصال بين القناتين لمرور الكراكات الأجنبية، علاوة على إنجاز ما يقرب من 19 مليون متر مكعب من ناتج التكريك بتفريعة البلاح الغربية، كما كان لها دور هام في تنفيذ عدد من المشروعات القومية الأخرى.
وأضاف الدسوقي بشأن المشروعات القومية التي تشارك فيها كراكات هيئة قناة السويس، أن كراكات الهيئة استطاعت تنفيذ الميناء بطول أرصفة يبلغ 5 كيلو متر، وبلغت قيمة أعمال التكريك في المشروع 276 مليون دولار، بحجم أعمال تكريك بلغت 44 مليون متر مكعب.
وأضاف أنه في مارس من العام الجاري، تم تكليف الكراكة مكة بفتح بوغاز ميناء دمياط، واستطاعت الكراكة خلال شهر واحد تكريك 641 ألف متر مكعب من الرمال.
وفي نهاية اللقاء قام الجانبان المصري والهولندي بتوقيع عقد بناء وتوريد عدد 2 كراكة ماصة طاردة ذات حفار، حيث وقع عن شركة IHC السيد Arnold Den Boon المسئول التنفيذي للتسويق بالشركة، فيما وقع عن هيئة قناة السويس المهندس محمد الدسوقي مدير إدارة الكراكات، وذلك بحضور الفريق مُهاب مميش رئيس الهيئة، والفريق أسامة ربيع نائب رئيس الهيئة، وعدد من أعضاء مجلس إدارة الهيئة.