أكد مصدر في حكومة إقليم كاتالونيا الإسباني أن إدارة الإقليم مصممة على خطوة الانفصال وستتحرك الاثنين المقبل لإعلان استقلالها عن إسبانيا، مما يجعل الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي على شفا تمزق يهدد أسس ديمقراطيتها الحديثة.
وأضاف المصدر أن الأحزاب الداعمة للاستقلال والتي تسيطر على برلمان الإقليم طلبت عقد جلسة للنقاش والتصويت على إعلان الاستقلال الأسبوع القادم.
وقال زعيم إقليم كاتالونيا كارلس بودجمون إن حكومته ستطلب من برلمان الإقليم إعلان الاستقلال بعد الانتهاء من إحصاء أصوات الناخبين في الاستفتاء الذي تعتبره مدريد غير قانوني. وأضاف “سنعلن الاستقلال بعد مرور 48 ساعة على الانتهاء من إحصاء كل النتائج الرسمية”، مشيرا إلى أن هذا سينتهي على الأرجح بعد وصول كل الأصوات من خارج البلاد مطلع الأسبوع المقبل.
وجاءت تصريحات بودجمون بعد اتهام العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس له الثلاثاء بالنيل من مبادئ الديمقراطية وتقسيم مجتمع كاتالونيا بعد احتجاج عشرات الآلاف من الأشخاص على حملة عنيفة للشرطة أثناء إجراء الاستفتاء الأحد الماضي.
وهز الاستفتاء ورد فعل الشرطة عليه المجتمع الإسباني الذي فوجئ باستخدام الهراوات والطلقات المطاطية لمنع الناخبين من الإدلاء بأصواتهم. وأصيب المئات فيما أثارت تلك المشاهد تنديدا دوليا.
وحمّل ممثل الحكومة الإسبانية في كاتالونيا أنريك ميلو، السلطات الانفصالية في المنطقة مسؤولية ما حدث في الإقليم من اشتباكات بين عناصر الأمن والمواطنين، داعيا إلى وقف “مهزلة” الاستفتاء على الاستقلال.
ويواجه رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي، وهو محافظ اتخذ موقفا متشددا تجاه الاستفتاء، تحديا كبيرا يتمثل في كيفية إنهاء أزمة استقلال كاتالونيا دون المزيد من القلاقل. واتفق رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك مع الحجج الدستورية لراخوي لكن بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي انتقدت خططه. وناشد توسك رئيس الوزراء الإسباني البحث عن سبل لتجنب التصعيد واستخدام القوة في كاتالونيا.
ويعرف عن الكاتالونيين لغتهم الخاصة بهم وثقافتهم المختلفة عن سكان مدريد وبقية مناطق إسبانيا، حيث نمت في الإقليم على مدى الأعوام الماضية حركة سياسية انفصالية.
وخارج كاتالونيا يرفض الإسبان بشدة مسعى الإقليم للاستقلال. وقال الملك فيليبي السادس إن “السلوك غير المسؤول لزعماء كاتالونيا أدى إلى تقويض الوئام الاجتماعي في الإقليم”.