أقامت هيئة أبناء العرقوب ومزارع شبعا (إحدى مؤسسات المؤتمر الشعبي اللبناني) حفل عشائها السنوي الخيري في مجمع الدانا السياحي في إبل السقي في مرجعيون، كرَمت خلاله كل من رئيس اللجنة الوطنية لقدامى القوات المسلحة في لبنان العميد الركن مارون خريش ورئيس بلدية الهبارية أحمد بركات، بحضور ممثلين عن النواب قاسم هاشم وأنور الخليل، قائد الجيش العماد جوزف عون ممثلا بالعميد الركن طارق الشامي، مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم ممثلا بالرائد علي حلاوي، الرائد حنا حليحل ممثلا مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، قائمقام حاصبيا أحمد كريدي، المتروبوليت الياس الكفوري ممثلا بالأب يوحنا عازار، ورؤساء بلديات وممثلي أحزاب وجمعيات وفعاليات وحشد من الشخصيات.
وبعد تقديم مرهج نجم عضو مجلس بلدية الهبارية والمسؤول الشبابي في هيئة ابناء العرقوب الذي رحب بالحضور وعدد اهم انجازات الهيئة وخدماتها خلال السنة الماضية، ألقى رئيس الهيئة الدكتور محمد حمدان كلمة بالمناسبة هنأ فيها الحضور بالنصر الذي حققه جيشنا اللبناني البطل على الارهاب في الجرود بالتعاون مع المقاومة ومؤازرة كل الشعب اللبناني، وقال: نحن في هذه المنطقة من حقنا أن نفخر أننا نجحنا بالتعاون الحثيث مع جيشنا الوطني والقوى الأمنية بتحصين منطقتنا من اي اختراق ارهابي ومنعنا بالتعاون مع القوى والفعاليات نشوء أية بيئة حاضنة للارهاب.
وأضاف: إن مطلبنا الأساس هو العمل على تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر، ونطالب الحكومة اللبنانية بتشكيل لجنة لمتابعة هذه القضية لدى المحافل الدولية وكذلك ملف التعويضات والخسائر الاقتصادية التي تقدر بمليارات الدولارات. وتساءل: ألا يحق لنا أن نسأل أين هي التعويضات عن أضرارنا و فقدان أرزاقنا في مزارعنا وتلالنا لمدة خمسين عاما ؟ ألسنا جزءاً من هذا الوطن؟ نعم نحن جزء أساس ونفتخر بذلك، لكننا لا ننتمي الى الطبقة السياسية الفاسدة التي تحرمنا من حقوقنا كما حرمت الكثير من الفئات من حقوقهم.
وأكد حمدان على خوض الاستحقاق الانتخابي في العرقوب والذي يفتح الباب على التلاقي والحوار وطرح البرامج والأفكار، وكذلك على التقويم والنقد، وبالتالي لا يجب أن يتحول هذا الاستحقاق الى مادة للتنابذ والتجريح أو تغذية العصبيات من أي نوع، وقال: نحن في هيئة أبناء العرقوب سنخوض الانتخابات النيابية ترشحاً ودعماً وانتخاباً انطلاقا من مبادئنا الوطنية العروبية المؤمنة وبما يحفظ الوحدة والتلاحم بين أبناء هذا المنطقة وبين أبناء الوطن ويحقق الأهداف التي نناضل من أجلها، ونتمنى على الجميع ملاقاتنا الى هذا الهدف من أجل تقديم النخب والكفاءات القادرة على العطاء والتخطيط والمحاسبة والضبط والمراقبة في ظل تراكم ملفات الفساد والتسيب والهدر.
وأعلن حمدان أن الهيئة قدمت حتى الآن أكثر من 300 ألف خدمة صحية واجتماعية من خلال مستوصفاتها الثلاث ومراكزها في منطقة العرقوب ومناطق الانتشار، وباشرت منذ ستة أشهر بتسيير مستوصف العرقوب المتجول الذي عاين حتى الآن أكثر من 1400 مريض وقدم أكثر من 1700 دواء بشكل مجاني، وعلى الرغم من انتهاء العقد مع مجلس الانماء والاعمار في 31/7/2017 سنستمر في تسيير هذا المستوصف النقال على نفقة الهيئة ومسؤوليتها. وختم بتوجيه التحية لنضال الشعب الفلسطيني، وحيّا المصالحة الفلسطينية التي تعيد تفعيل النضال الفلسطيني وتصويبه لتبقى فلسطين بوصلة نضال كل الوطنيين والعرب وأحرار العالم.
هذا، وقد ألقى عضو قيادة المؤتمر الشعبي الدكتور عماد جبري كلمة رئيس المؤتمر الشعبي كمال شاتيلا فنقل تحياته الى الحضور، وقال: منطقة العرقوب هي منطقة العزة والكرامة، وأرضه أرض جهاد ورباط على تخوم فلسطين الحبيبة، منها انطلقت المقاومة ضد العدو الصهيوني عام 1967، واستمرت بعد الإجتياح الصهيوني لتدحره عام 2000 وتصدت له عام 2006، لتسقط مقولة قوة لبنان في ضعفه، وتحلّ مكانها قوة لبنان بثالوث الجيش والشعب والمقاومة والتي هي الضمانة الفعلية لهزيمة أي عدوان صهيوني جديد.
وأعلن أن المؤتمر الشعبي سيشارك في الانتخابات النيابية، ترشيحاً واقتراعاً في كل المحافظات، وسيعمل من أجل قيام تحالفات وطنية لايصال نواب ملتزمين بحقوق الشعب، وقرر في العرقوب ترشيح شخصية وطنية عروبية لأن هذه المنطقة تحتاج الى كل جهد لرفع الحرمان عنها ومتابعة قضاياها.
ولفت الى أن قانون الانتخابات الحالي أفضل من القوانين السابقة، إلا أنه لا يؤمن صحة التمثيل الفعلي للشعب، فبدون رقابة على صرف الاموال لمنع شراء الاصوات وتحقيق مساواة اعلامية بين المرشحين، لن تكون النتائج لصالح الاغلبية الشعبية رغم أن الاختراق للطبقة السياسية يبقى سبيلاً ممكنا، وهنا واجب الشعب لمحاسبة كل من أخلّ بمسؤولياته أو أفسد أو تعامل مع الوطن على أنه مزارع خاصة.
ودعا شاتيلا الأكراد في شمال العراق للاتعاظ من 300 ألف ضحية سقطت في جنوب السودان منذ الانفصال، وأن لا يتنكروا لتاريخهم، فمنهم خرج القائد الفاتح صلاح الدين الايوبي والمفكر العروبي ساطع الحصري، مندداً بطروحات الفيدرالية في لبنان، وقال: اننا نؤيد تطبيق اللامركزية الادارية من أجل تحقيق الانماء المتكامل والمتوازن، لكن نرفض اللامركزية السياسية أو الفدرالية التي تخرب وحدة لبنان وتتناقض مع الدستور اللبناني الذي نص على وحدة لبنان أرضاً شعباً ومؤسسات، فالدعوة للفدرالية هي مشبوهة تنسجم مع أهداف مشروع الشرق الأوسط الكبير، ونطالب الحكومة باعلان واضح يرفض أي طروحات تقسيمية ويجدد التمسك باتفاق الطائف، وسيبقى لبنان بقواه التوحيدية بالمرصاد لكل محاولة تقسيمية.
ووجه في الذكرى الرابعة والأربعين لحرب تشرين المجيدة، لشهداء الجيشين العربيين المصري والسوري وجرحاهم في تلك الحرب الخالدة التي كسرت كما حرب الاستنزاف أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وحيا الجيش اللبناني البطل وأبطال فلسطين المقاومين، مرحباً بالمصالحة الفلسطينية ومنوها بدور القيادة المصرية في الوصول الى هذا الانجاز. العميد الركن مارون خريش القى كلمة المكرمين فوجه التحية لهيئة أبناء العرقوب على هذا التكريم، وقال: في حياتي العسكرية آليت على نفسي أن لا أخدم الا مصلحة بلدي، وما يزيدني فخرا باختياركم لي، انني بحكم وجودي في مدرسة الشرف والتضحية والوفاء، نظمت بحثا عن شبعا ومزارعها اللبنانية وضعت فيه كل الخرائط والوثائق الموجودة بتصرفي والتي حصلت عليها بالبحث والتحريات، وقد زادني هذا البحث تأكدا أنها لبنانيه فحملته الى الأمم المتحدة ووضعته مع وثائقه في الأمانة العامة بتصرف المسؤول عن الخرائط وترجم بحثي الى اللغات المعترف بها في الأمم المتحدة.
