شرع ستيفن بانون، كبير المساعدين الاستراتيجيين السابق للرئيس دونالد ترامب، بالتحضير لمعركة جديدة في مواجهة رجال المؤسسة الحزبية الجمهورية.
بانون الذي نجح في هزيمة الرئيس وكبار مسؤولي الحزب الجمهوري بعدما تمكن مرشحه روي مور في انزال هزيمة كبيرة بمرشح المؤسسة والبيت الأبيض لوثر سترينج، يعد العدة لإكمال ما بدأه في ولاية الاباما.
وبات جليًا ان بانون الذي عاد ليشرف على إدارة موقع بريتبارت اليميني المحافظ، يسعى لانشاء الكيان الموازي داخل الحزب الجمهوري، ولهذا يحضر لخوض معارك عديدة على جبهتي مجلس النواب والشيوخ وحتى حكام الولايات، وهو يستند الى دعم مالي من المانح الجمهوري روبرت ميرسر وابنته ريبيكا.
ومن المرجح ان يدفع بانون بإريك برينس مؤسس شركة بلاكووتر لخوض انتخابات تمهيدية في الحزب الجمهوري لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية وايومنج.
برينس سيواجه السيناتور الحالي جون باراسو الذي يعد احد افراد قيادة الحزب الجمهوري في الكونجرس الأميركي.
ويعد برينس من المقربين من ستيفن بانون، وعملا معًا لمحاولة ثني الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن تبني استراتيجية الجنرالات في أفغانستان والقاضية بارسال مزيد من الجنود الاميركيين الى هناك، واستبدالها بخطة ثانية تهدف الى الاستعانة بشركات امنية خاصة ترفد الجبهة الأفغانية بالعناصر.
وفي الوقت الذي يطوف فيه بانون بين الولايات التي يمتلك التيار القومي قاعدة قوية فيها، خرج الرئيس ترامب ليطلق سلسلة من التغريدات التي استهدفت رئيس اللجنة الخارجية في مجلس الشيوخ، السيناتور الجمهوري بوب كوركر.
ويعد كوركر من ابرز المسؤولين الذين لعبوا دورًا في جعل ترمب يتجرع “مقلب” لوثر سترينج في الاباما الى جانب صهر الرئيس جاريد كوشنر وزعيم الأغلبية الجمهورية، ميتش ماكونيل، فرئيس اللجنة الخارجية في مجلس الشيوخ شجع الرئيس على التوجه الى الولاية والمشاركة في مهرجان انتخابي لسترينج، وبالتزامن مع صدور النتائج اعلن كوركر الذي يمثل ولاية تينيسي رغبته بعدم الترشح مجددا للانتخابات.
ترمب قال على حسابه على موقع تويتر، “توسل بوب كوركر كي أؤيده في الانتخابات النصفية، لانه يعلم ان فوزه مستحيل بدون دعم الرئيس فقلت لا، وكذلك طلب تولي وزارة الخارجية فقلت لا شكرًا”، متابعًا،” هو مسؤول عن صفقة ايران النووية، وهو صوت سلبي يقف بوجه أجندتنا التشريعية العظيمة”.
كوركر الذي يعد من المقربين لوزير الخارجية ريكس تيلرسون، رد من جهته بشكل قاسٍ على ترمب معتبراً ان البيت الأبيض اصبح مركزًا لرعاية البالغين، ومحذرًا من ان سلوك الرئيس قد يؤدي الى حرب عالمية ثالثة.
ومن المتوقع ان يساهم الصراع الجديد بحال عدم احتوائه بعرقلة تنفيذ ترمب لجدول اعماله خصوصاً في الملفات المتعلقة بالتخفيض الضريبي والرعاية الصحية، إضافة الى ان جهوده ضد ايران ستصاب هي الأخرى بنكسة جراء إمكانية انتهاج كوركر لخط معارض للرئيس.