«صحيح البخاري نهاية أسطورة» لمؤلفه رشيد إيلال، كتاب كان يفترض أن تحتضن قاعة الإجتماعات الكبرى التابعة للمجلس الجماعي لمراكش حفل توقيعه، إلا أن منتدى المغرب المتعدد، الجهة المنظمة للحفل، فوجئت بمنع استغلال القاعة، رغم استكمال كل الإجراءات الإدارية والمسطرية من أجل الحصول على الترخيص.
وخلق منع النشاط جدلا قويا داخل مواقع التواصل الإجتماعي الذين اعتبروا أن المنع نابع من خلفيات إيديولوجية يمثلها رئيس المجلس الجماعي لمراكش محمد العربي بلقايد المحسوب على حزب العدالة و التنمية،ذي المرجعيات الإسلامية ، نظرا لما يمثله الكتاب من حساسية كما اعتقد المسؤولون.
وبحسب موقع “إيلاف”، قال مؤلف الكتاب رشيد إيلال: إن الجهة المنظمة والمتمثلة في منتدى المغرب المتعدد قامت بكل الإجراءات القانونية المتعلقة بالحصول على الإذن باستغلال قاعة الإجتماعات الكبرى التابعة للمجلس الجماعي لمدينة مراكش، بما فيها أداء الواجبات الجبائية للإستفادة من قاعة عمومية من حق كل المواطنين، شريطة أن تكون مذيلة بإشعار من السلطات المحلية بالقيام بالنشاط الذي يفترض أن تحتضنه القاعة، وهو ما تم بالفعل، إلا أنها فوجئت بتراجع وكيل المداخيل يرفض منحها الترخيص بحجة أن رئيس القسم الثقافي راسله بشأن النشاط وطلب منه عدم منح الترخيص.
وانتقد إيلال أن يمنع المسؤولون بالمدينة حفل توقيع كتاب لم يقرؤوه و لم يدركوا مضامينه، معتمدين على استنتاجات استخلصوها من عنوان الكتاب، الذي بدا أنه يتضمن هجوما على « صحيح البخاري ».
وأضاف الكاتب أن الجهة المنظمة و المدعوين فوجئوا مساء أمس، السبت، بإغلاق القاعة في وجوههم، و أنه عندما أراد استفسار الأمر، أخبره عمدة المدينة بلهجة حادة بان القاعة لن تمنح وانتهى الكلام.
وأمام هذا الوضع لم يجد المنظمون من وسيلة إلا التوجه لأقرب مقهى على حافة الشارع المقابل لقاعة الإجتماعات لتنظيم الحفل وتوقيع الكتاب.
واستبعد الكاتب أن يكون المنع صادرا عن السلطات بدليل أن مسؤولين محليين حصلوا على نسخهم موقعة، و أنهم تعاملوا معه بكامل الإحترام الواجب.
وذكر المؤلف أن خطيب مسجد الوحدة الخامسة بحي الداوديات بمراكش، ندد بالكتاب ومؤلفه أثناء خطبة الجمعة الماضية، كما أشاد بموقع عمدة مراكش بالقول «منعك الله من نار جهنم كما منعت كتاب «صحيح البخاري نهاية أسطورة »، و هو ما اعتبره المؤلف تحريضا صريحا ضده وضد مؤلفه، ينبغي فتح تحقيق بشأنه.
وقال الكاتب إنه سيسلك كل المساطر القانونية و سيلجأ للقضاء ليقول كلمته بخصوص منع اعتبره غير قانوني، على اعتبار أن القاعة عمومية و مفتوحة في وجه العموم، و لا ينبغي مصادرة الفكر بهذا الشكل، مؤكدا أن كتابه لا يتضمن هجوما على « صحيح البخاري » كما يعتقد المسؤولين، بل هو دراسة كوديكولوجية تدخل في علم المخطوطات.
من جهته، قال يونس بنسليمان نائب عمدة مراكش في اتصال هاتفي مع ” إيلاف المغرب» إن المجلس الجماعي ليس من اختصاصه المنع أو الترخيص، لأن المسطرة في هذا الشأن واضحة، فبعد أن يتقدم أي فرد أو جهة بطلب الإستفادة من قاعة الإجتماعات الكبرى، ينظر ما إذا كانت القاعة فارغة في التاريخ المحدد، و يطلب منه تقديم وصل بإشعار السلطة المحلية بالإضافة لأداء الواجب الجبائي، وهو الأمر الذي لم يتم في حالة المعنيين بالأمر.
ونفى نائب العمدة وجود أي نية مبيتة لمنع أي نشاط من هذا النوع، مضيفا أنه لا علم للمجلس بحقيقة الكتاب المزمع توقيعه أصلا، حيث انه مع احترام المساطر الجاري بها العمل لا يحق للمجلس الجماعي أن يغلق القاعة في وجه أي كان.