لبنان يعيش لحظات التوافق الأخيرة.. والتحالفات ستتبدل!

آخر تحديث : الإثنين 16 أكتوبر 2017 - 11:19 صباحًا
لبنان يعيش لحظات التوافق الأخيرة.. والتحالفات ستتبدل!

>> عودة التدخّلات الخارجيّة إلى السّاحة اللبنانيّة الداخليّة

>> لبنان يعيش اليوم إرباكاً سياسيّاً واضحاً ومخاوف كثيرة

>> لحظات التوافق السياسي الأخيرة وأوراق التحالفات ستعود وتتبدل

على مرّ التّاريخ، عَرف لبنان التدخّلات الخارجيّة، سواء الدوليّة أو العربيّة أو الاقليميّة، و”تقبّل” الكثير من المساعدات والهِبات وما يزال يفعل، ليس لافتقاده الثروات الطبيعيّة والموارد والقدرات البشريّة التي تغني اقتصاده وماليّته، بل لانتشار الفساد والهدر والصفقات التي وضعت هذا البلد الصغير أمام مخاطر كبيرة أرغمته على اللّجوء إلى دولٍ لتمدّ يد “العون” إليه فوقع في عجزٍ وديونٍ هائلة، وضعته في موقعٍ ضعيفٍ جدّاً يجعله في عوزٍ دائمٍ إلى الخارج وفي موقفٍ سياسيٍّ خجولٍ أمامها.

وضع لبنان هذا، والانقسامات السياسيّة الداخليّة، جعلت منه ساحةً سهلة “الاحتلال” سواء السّياسيّ أو الاقتصاديّ، فبغضّ النظرِ عن التسميات والمُبرّرات إلّا أنّ التدخّل الخارجيّ السياسيّ هو شبيهٌ تماماً بالتدخّل الاقتصادي، إذ إنّ الدولة التي تساعد لبنان ماديّاً وعسكريّاً لها حتماً أطماعاً سياسيّة، ولن تتفرّج على القِوى السياسيّة اللبنانيّة وهي تقصف جبهاتها وتتعارض مع مبادئها ومشروعها السياسيّ في المنطقة، بل ستُهدّد بسحب مساعداتها المادّيّة وهباتها، ما يجعل السياسيّ اللبنانيّ أسير مواقفها، لا مواقفه الوطنيّة، لنكون بالتالي، أمام “تدخّلٍ واحتلال” من نوعٍ آخر، والدليل أنّه بمجرّد أن تستاءَ إحدى الدول من مواقف قادة لبنانيّين، تبدأ باستدعاءِ كلّ سياسيٍّ قريبٍ إليها، لتؤنّبه، وتحذّره وتنبّهه إلى مواقفه أو مواقف حلفائه، فيعود ويشنّ “حرباً” كلاميّة على أخيه في الوطن إرضاءً لها!

وفي هذا السّياق، عبّرت أوساطٌ نيابيّةٌ مستقلّة، عن أسفها لـ”عودة التدخّلات الخارجيّة إلى السّاحة اللبنانيّة الداخليّة، خصوصاً بعدما تمكّن لبنان من كسرِ هذا الحاجز، للمرّة الأولى، وصنع قراره السياسيّ بمفرده، من خلال انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة وإتمام الاستحقاق الرئاسيّ، فالحكوميّ فـ”الانتخابي” مع إقرار قانونٍ انتخابيٍّ جديدٍ صُنِعَ في لبنان، ليُثبت أنّه قادرٌ على الإقلاع بوحدةِ أهل الوطن والسياسة، من دون السّماح لأهل الخارج بالتحكّم في مساره، لكن للأسف ها هي التدخّلات الخارجيّة تعود اليوم من بوّاباتٍ عربيّةٍ خليجيّةٍ دولية، ليس فقط لتتحكّم بالقيادة؛ بل لتُعيد الانقسام اللبنانيّ الداخليّ، وتشعل فتيل الفتنة السياسيّة التي كانت نائمةً منذ فترة”.

وبحسب الموقع اللبناني “ليبانون ديبايت”، رأت الأوساط أنّ “مشهد رحلات السفر إلى الخارج عاد بقوّةٍ في الفترة الأخيرة، سواء العلنيّة منها أو السريّة، ولعلّ أبرزها حاليّاً تلك المتّجهة إلى السعوديّة، التي يبدو أنّها ستلعبُ دوراً كبيراً في المرحلة المُقبلة كما سبق لها أن فعلت في حقباتٍ سابقة، إذ إنّ المملكة التي لطالما اعتبرت أنّ “من يُقصّر في دعم لبنان، فهو مُقصّر في حقِّ نفسهِ وعروبته وإنسانيّته”، والتي كان دفاع أصدقائها في لبنان عنها يرتكز على أنّه من المُعيب تشبيه العلاقة مع السعودية بتلك القائمة مع إيران وسوريا، على اعتبار أنّ وقوف المملكة إلى جانب لبنان دولةً وشعباً، هو “مجانيّ” أي من دون شروطٍ أو معايير مُعيّنة أو مقابل سياسيّ، أو تدخّل داخلي، وهو واحد لا يشوبهُ أي تمييزٍ أو تفرقة.. يبدو أنّه فقد هذه الركيزة اليوم، بعد مواقف وزير الدولة السعوديّ لشؤون الخليج العربيّ ثامر السبهان، ضدّ فريقٍ أساسيٍّ في لبنان، مع دعوته إلى تشكيل تحالفٍ دوليٍّ ضد “حزب اللّه” وحلفائه، مرحبّاً بالعقوبات الأميركيّة الجديدة ضدّ الحزب، التي تدلّ على تمييزٍ واضحٍ لا بل تأجيج الخلاف والانقسام وهذا ما سنراه في الأيّام المُقبلة”.

وتخوّفت الأوساط من تداعيات مواقف السبهان الأخيرة على التوافق السياسيّ اللبنانيّ، التي وصل بعضها إلى حدّ قوله “هل يرضى العالم بوجود دواعش في برلماناتٍ وحكوماتٍ” قاصداً بشكلٍ غير مباشر “حزب الله” وتواجد وزرائه في حكومة الرئيس سعد الحريري، معتبرةً أنّ “هذه المواقف ستُعيد الانقسام اللبنانيّ الحادّ، فهناك فرقاءٌ لن “تزعّل” السعوديّة ولو على حساب تحالفاتها الجديدة، فيما الأطراف الأخرى ستقف إلى جانب “حزب اللّه” وبالتالي ضدّ السعوديّة، لنكون للأسف أمام انقسامٍ جديدٍ له انعكاساتٍ خطيرة على الداخل اللبنانيّ الذي هو أصلاً بدأ يُعاني من تفتّت مع بروز معالم “الطلاق” بعد زواجٍ لم يمرّ عليه السنة بين عددٍ من القِوى السياسيّة”.

وختمت الأوساط بالتأكيد أنّ “لبنان يعيش اليوم إرباكاً سياسيّاً واضحاً، ومخاوف كثيرة، وضياع تامّ في المواقف التي سيُعلنها، فمن جهّةٍ هناك رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون الذي سبق أن قام بزيارةٍ خليجيّةٍ لتصحيح العلاقات خصوصاً مع السعوديّة وعودة تلك السياحيّة والاقتصاديّة، والذي يحرص على التأكيد أنّ “حزب الله” هو مكوّنٌ أساسيّ في لبنان، ليس فقط لكونه حليفاً أساسيّاً أوصله إلى سُدّة الرئاسة، بل لأنّه ابن هذا الوطن والدفاع عنه واجب، وبالتالي فإنّ الأنظار اليوم ستتركّز على موقفه من هذه المسألة. وهناك أيضاً “التيّار الوطنيّ الحرّ” الذي يعيش إرباكاً في علاقته مع شقيقه “القوّات” التي زار رئيسها السعودية قبل أيّام، وهذا خلافٌ جديدٌ يضاف إلى خلافاتهما، وهناك رئيس الحكومة سعد الحريري الذي سبق أن عاش خصاماً سعوديّاً عند دعمه ترشيح الرئيس عون، ويعاني كذلك من خسائر سياسيّة وشعبيّة وسنيّة في شكلٍ خاصّ، تضعه في موقفٍ مُحرجٍ هو الذي يحاول أن يتمسّك بالعلاقة الجديدة مع العهد ويُؤكّد سلامتها في كلّ ظرفٍ ومُناسبة”. مشيرةً إلى “أنّ لبنان يبدو أنّه يعيش لحظات التوافق السياسيّ الأخيرة، وأوراق التحالفات ستعود وتتبدل”.

رابط مختصر
2017-10-16
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر