244 مليون مهاجر دولي نصفهم من النساء

آخر تحديث : الإثنين 16 أكتوبر 2017 - 11:11 صباحًا
244 مليون مهاجر دولي نصفهم من النساء
عمّان:

>> ثلثا فقراء العالم هم من النساء

يحتفل العالم هذه الأيام بثلاث مناسبات دولية ، اليوم الدولي للمرأة الريفية بتاريخ 15/10/2017 وموضوعه لعام 2017 ” التحديات والفرص في مجال الزراعة المراعية للمناخ من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات الريفيات” ، ويوم الأغذية العالمي بتاريخ 16/10/2017 تحت شعار ” فلنغير مستقبل الهجرة: نستثمر في الأمن الغذائي والتنمية الريفية”، واليوم الدولي للقضاء على الفقر بتاريخ 17/10/2017 وموضوعه لهذا العام “السبيل نحو مجتمعات أكثر سلماً وشمولاً”.

وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني “تضامن” الى ترابط هذه الأيام الدولية بعضها ببعض كونها تشكل إعترافاً بحقوق أساسية للإنسان لا زالت تنتهك بمختلف الأساليب وتشكل النساء الغالبية العظمى منهم ، ومن بينها حقوق النساء الريفيات وتمكينهن والحق في الغذاء الكافي والحق في الحماية من الفقر.

وأكدت منظمة الأغذية والزراعة والهجرة (الفاو) على أنه وخلال عام 2015 كان هنالك 244 مليون مهاجر دولي نصفهم من النساء، وبزيادة نسبتها 40% منذ عام 2000، ومن بينهم 150 مليون من العمال المهاجرين. وتتراوح أعمار ثلث المهاجرين الدوليين ما بين 15-34 عاماً. وتعود نسبة كبيرة من المهاجرين الى المناطق الريفية، فحوالي 40% من التحويلات المالية الدولية ترسل الى المناطق الريفية، وهي أصول نسبة كبيرة من المهاجرين.

فيما دعت الأمم المتحدة في اليوم الدولي للقضاء على الفقر الى “العمل بحقيقة ما تحلت به الأسر التي تعيش في فقر من معرفة وشجاعة، والى أهمية الوصول الى الأسر الأشد فقراً، وبناء تحالف من المواطنين من كل الثقافات للقضاء على الفقر. ويراد من شعار هذا العام تذكيرنا بأهمية وقيمة الكرامة والتضامن، والتأكيد على الدعوة الى العمل لمكافحة الفقر والقضاء عليه في كل مكان”.

*عالمياً…هدر أو فقدان 1.3 مليار طن سنوياً من الطعام المنتج للإستهلاك البشري

من جهة ثانية تؤكد الأمم المتحدة بأن الآثار السلبية لا تتوقف على الناحية المادية بسبب هدر أو فقدان (1.3) مليار طن سنوياً من الطعام المنتج للإستهلاك الآدمي وهو ما يشكل ثلث الإنتاج العالمي الكلي ، بل تمتد وبصورة كبيرة على الناحية البيئية من حيث المبالغة والإسراف في إستخدام المواد الكيماوية المستخدمة في إنتاج الطعام كالأسمدة ووقود النقل ، وإنبعاث غاز الميثان من الأطعمة الفاسدة.

ويعتبر فقدان الغذاء من أهم عوامل إهدار الموارد المختلفة كالمياه والأراضي ورأس المال والعمالة ، وفي حين يتم فقدان الغذاء في الدول النامية بمراحله الأولى كمرحلة الحصاد والتخزين ، فإن فقدانه في الدول الغنية ناتج عن الإسراف في الإستهلاك ويكون بمراحله الأخيرة من سلسلة التوريد. فالزبائن في الدول الغنية يهدرون (222) مليون طن سنوياً من الطعام وهو ما يوازي الإنتاج السنوي لمنطقة جنوب الصحراء الكبرى.

*تقرير أممي: نسبة إنتشار إنعدام الأمن الغذائي الحاد بين مجموع السكان في الأردن 12.7%

أشارت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في تقريرها حول “حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم 2017″، الى أن العالم ينتج ما يكفي من الأغذية لإطعام الجميع، إلا أن 815 مليون شخصاً لا زالوا يعانون من الجوع ويشكلون 11% من سكان العالم، في إشارة الى أن الجوع العالمي آخذ بالإرتفاع بعد عقد من التراجع.

وتشير “تضامن” الى أن التقرير تتضمن عدداً من المؤشرات عن حالة التغذية في الأردن بصورة مقارنة خلال عقد من الزمن (2004 – 2016)، مما يؤكد على إحراز تحسن في بعض المؤشرات وثبات أو تراجع في مؤشرات أخرى.

وأكد التقرير على أن الأردن الى جانب عدداً آخراً من الدول النامية يستضيف حالياً أكثر من 80% من مجموع اللاجئين في العالم مما يشكل ضغطاً على الأمن الغذائي. أما فيما يتعلق باللاجئين السوريين فإن تواجدهم في دول الجوار كان على النحو التالي خلال عام 2016: فقد قدر بأن 4.8 مليون لاجئ موجودون في تركيا (58%)، وفي لبنان (21%)، وفي الأردن (14%)، وفي العراق (5%)، وفي مصر (2%).

*نسبة إنتشار قصور التغذية بين مجموع السكان في الأردن 4.2%

إرتفعت نسبة إنتشار قصور التغذية بين مجموع السكان في الأردن لتصل الى 4.2% عام 2016 مقارنة مع 3.4% عام 2006، ووصلت نسبة إنتشار إنعدام الأمن الغذائي الحاد بين مجموع السكان في الأردن (متوسط ثلاث سنوات 2014-2016) الى 12.7%.

وأكدت المنظمة الأممية على أنه عند مقارنة مستويات إنعدام الأمن الغذائي بين النساء والرجال تبين أن إنتشار إنعدام الأمن الغذائي كان أعلى بقليل بين النساء على الصعيد العالمي وفي كل منطقة من مناطق العالم. وأضافت المنظمة بأنه وبمقارنة إنتشار انعدام الأمن الغذائي الحاد بين الرجال والنساء البالغين من العمر 15 عاماً فأكثر، تبين بأن 7.9% من النساء و 7.3% عالمياً يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وتضيف “تضامن”: في ظل بحثها عن سبب ارتفاع نسبة إنتشار انعدام الأمن الغذائي الحاد في الأردن، تبين بأن المنظمة الأممية إعتمدت على ردود مباشرة بنعم أو لا على ثمانية أسئلة تتعلق بالحصول على الغذاء الكافي، وتتضمن الإجراءات التحليلية المستخدمة في تجميع المؤشرات أن تكون قيمتها قابلة للمقارنة عبر البلدان. وحيث أن عدداً قليلاً من البلدان تجمع بيانات مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي في عمليات مسح وطنية، فقد أصدرت المنظمة الأممية تقديرات قطرية أساسية مؤقتة لأكثر من 140 بلداً بواسطة البيانات التي طلب جمعها من خلال إستقصاء غالوب العالمي (Gallup).

هذا وقد حصلت المنظمة الأممية بعد المشاورات على موافقة مكاتب الإحصاء الوطنية على نشر التقديرات لبلدانها، وأن التقرير يعرض فقط الإحصاءات الوطنية للبلدان التي أبدت موافقتها قبل عملية الإصدار.

وقد عرف التقرير حالات انعدام الأمن الغذائي كما يلي : انعدام الأمن الغذائي الخفيف هو القلق حيال القدرة على الحصول على الأغذية، وانعدام الأمن الغذائي المعتدل هو تراجع في نوعية الأغذية وتنوعها وخفض الكميات وتفويت الوجبات، في حين عرف انعدام الأمن الغذائي الحاد على أنه المعاناة من الجوع.

*مؤشرات أخرى حول الأردن

وإنخفضت نسبة إنتشار التقزم لدى الأطفال (دون سن الخامسة) الى 7.8% عام 2012 مقارنة مع 12% عام 2002، فيما ثبتت نسبة إنتشار الوزن الزائد لدى الأطفال (دون سن الخامسة) على 4.7% (2005-2016). ووصلت نسبة إنتشار الهزال لدى الأطفال (دون سن الخامسة) عام 2016 الى 2.4%.

وإرتفعت نسبة إنتشار البدانة بين البالغين (18 عاماً فأكثر) لتصل الى 29% عام 2014 مقارنة مع 23% عام 2005، كما إرتفعت نسبة فقر الدم لدى النساء في سن الإنجاب (15-49 عاماً) لتصل الى 34.7% عام 2016 مقارنة مع 28.9% عام 2005.

وتحسنت بشكل طفيف نسبة إنتشار الرضاعة الطبيعية الخالصة لدى الرضع الذين تتراوح أعمارهم بين يوم و5 أشهر لتصل الى 22.7% عام 2012 مقارنة مع 21.8% عام 2007.

ويعتبر التقزم (قصر الطول مقارنة بالعمر) من المؤشرات الأكثر شيوعاً لنقص التغذية بين الأطفال الى جانب الهزال (إنخفاض الوزن مقارنة بالطول) ونقص الوزن (إنخفاض الوزن مقارنة بالعمر).

وتشير “تضامن” الى أن التقزم وهو إنخفاض الطول مقابل العمر ناتج عن عوامل رئيسية هامة تتعلق بالأمهات والأطفال على حد سواء ، فالتقزم ليس نتيجة للغذاء وحده ، وإنما الوضع التغذوي يتأثر بتمتع كل من الأم والطفل بالغذاء والصحة والرعاية. وترتبط صحة الأطفال ذكوراً وإناثاً بشكل مباشر بصحة أمهاتهم ، وإن الإهتمام بالإمهات قبل وخلال فترة الحمل وبعده تؤثر بشكل مباشر على صحة الأطفال وتغذيتهم خاصة في الأشهر القليلة التالية على الولادة الى عمر السنتين.

*المؤشرات المتعلقة بالتغذية على المستوى العالمي

وأضافت المنظمة وفي عرض للحالة الراهنة للتغذية (عام 2016)، بأن 154.8 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من التقزم (22.9% من الأطفال دون الخامسة)، وبالتالي فإن معدلات إنتشار التقزم آخذه بالإنخفاض.

و 51.7 مليون طفل دون الخامسة يعانون من الهزال (7.7% من الأطفال دون الخامسة)، ولا تزال معدلات الهزال مرتفعة بشكل مفرط في بعض المناطق.

و 40.6 مليون طفل دون الخامسة يعانون من الوزن الزائد (6% من الأطفال دون الخامسة)، وزيادة الوزن في مرحلة الطفولة آخذه في الإرتفاع في جميع المناطق.

و 640.9 مليون شخص بالغ يعانون من البدانة (12.8% من البالغين 18 عاماً فأكثر)، وتزداد البدانة لدى البالغين في كل مكان بوتيرة متسارعة.

و 613.2 مليون امرأة في سن الإنجاب يعانين من فقر الدم (32.8% من النساء ما بين 15-49 عاماً)، وفقر الدم بين النساء في سن الإنجاب مشكلة مستمرة.

فيما إرتفع عدد النساء اللاتي يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية خالصة ليصل الى 60.3 مليون امرأة (43% من مجموع النساء اللاتي عندهن أطفال في سن الرضاعة).

*تقرير آخر للمنظمة الدولية يقول بأن نسبة إنتشار فقر الدم بين الأطفال دون الخامسة في الأردن 57.5%

وفي تقرير آخر لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة حول إنعدام الأمن الغذائي حمل عنوان “الشرق الأدنى وشمال إفريقيا: نظرة إقليمية عامة حول إنعدام الأمن الغذائي – الإدارة المستدامة للمياة في الزراعة شرط أساسي للقضاء على الجوع والتكيف مع التغير المناخي”، أشارت الى مدى إنتشار فقر الدم بين أطفال الإقليم دون الخامسة، وقالت بإن النسبة تتراوح ما بين 7.4%- 80.4%، أما في الأردن فبلغت النسبة ما بين الأطفال في سن ما قبل المدرسة 57.5%. كما زاد معدل إنتشار نقص فيتامين (د) خاصة بين الأطفال والنساء، حيث تشير التقديرات الى وصول معدل إنتشار نقص الفيتامين (د) بين البالغين في الأردن 60.3%.

*تمكين النساء مفتاح الحل لمشاكل الجوع والفقر

إن تمكين النساء جزءاً هاماً في مجال الحد من هدر الغذاء وفقدانه ، حيث تشير الحقائق الى أن (79%) من النساء الناشطات إقتصادياً يقضين ساعات عملهن في إنتاج الغذاء ، وإن توفير المزيد من الموارد للمزارعات يسهم في خفض عدد الجوعى في العالم بمقدار (100-150) مليون نسمة ، وإن (85-90%) من الوقت المخصص لإعداد الطعام في المنازل هو من وقت النساء أنفسهن ، وعند الضرورة فإن النساء أول من يضحين بحصتهن من الطعام لصالح باقي أفراد الأسرة ، كما وتؤكد الأبحاث على أنه عندما تكون النساء هن من يحصلن على دخل الأسر فإن ذلك يحسن من صحة الأطفال وتغذيتهم.

وتضيف “تضامن” الى أن النساء يشكلن المفتاح الأساسي للحل وحلقة الوصل ما بين مكافحة الجوع وإنتاج الغذاء وعدم تبذير الطعام ، من خلال العمل على الحد من الفقر والجوع وسوء التغذية بين النساء ، وتمكينهن إقتصادياً خاصة الريفيات منهن واللاتي يعملن في إنتاج الطعام ، وتملكهن للموارد ووصولهن للخدمات المختلفة ، وزيادة التوعية بضرورة عدم الإسراف في الطعام.

إن ثلثي فقراء العالم هم من النساء ، وأن عدد النساء الريفيات الفقيرات فقراً شديداً في إرتفاع مستمر وصل الى (50%) خلال العقدين الأخيرين ، في حين إزدادت نسبتهن لتصل الى (65%) في بعض البلدان العربية. وهذا يؤكد على أن ظاهرة “تأنيث الفقر” والتي تعني فرص أقل للنساء وعدم تكافؤ في فرص التعليم والعمل وملكية الأصول ، هي ظاهرة منتشرة في مختلف دول العالم وفي إزدياد مضطرد.

وتؤكد “تضامن” من جديد على أن حماية النساء من العنف والتمييز سواء داخل الأسرة أو خارجها ، وعدم الحرمان من التعليم ، وتمكنهن من تملك الأراضي والعقارات والموارد المالية وضمان وصولهن لها ، وعدم حرمانهن من الحصول على حقهن في الميراث ، ما هي إلا أساسيات لتمكين النساء الفقيرات خاصة الريفيات منهن للتمتع بمستقبل أفضل لهن ولأسرهن ، وليشاركن في تحقيق تنمية مستدامة في مجتمعاتهن ، فلا يعقل أن تكون النساء هن من يغذين العالم ولكنهن الأكثر جوعاً وفقراً.

وتعتقد “تضامن” بأن الإستثمار في الشباب للقضاء على الفقر بشكل خاص يستدعي الإستثمار بالشابات الأردنيات على وجه الخصوص وزيادة مشاركتهن الاقتصادية من خلال الوقوف على الأسباب الحقيقية الكامنة وراء خروجهن المبكر من سوق العمل وتذليل كافة العقبات التي تعترضهن. فكيف يمكن للشابات المساهمة في القضاء على الفقر دون أن تكون لهن مشاركة حقيقية وملموسة تخرجهن هن أنفسهن من اخطار الفقر.

>>

رابط مختصر
2017-10-16
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر