دانت شخصيات مقدسية بارزة أمس مشاركة “نفر أردني هامشي”، في مؤتمر عصابات المستوطنين، الذي عقد أمس في القدس المحتلة، حول ما يسمى “الوطن البديل”.
وأكدت هذه الشخصيات في تصريحات لـصحيفة “الغد” الأردنية، امس، أن “لا مكان لمؤامرات كهذه، يرفضها الأردن وفلسطين؛ وأن مشاركة عملاء في مؤتمر كهذا، لا تزيد للمخطط، الذي هو واحد من سلسلة المؤامرات التي حاكتها الصهيونية، على مدى أكثر من مئة عام”.
وكانت عصابات من المستوطنين الإرهابية عقدت أمس مؤتمرا، يعقد سنويا تقريبا، تحت شعار “الوطن البديل”، بمعنى قيام دولة فلسطينية في الأردن. وهو برنامج تتبناه عدة أحزاب استيطانية صغيرة، ويلقى رواجا أيضا حتى في أحزاب يمينية أخرى، مثل حزب “الليكود”.
وشارك فيه ثلاثة أشخاص من الأردن، تم استقدامهم من مكان اقامتهم في بريطانيا، أحدهم المدعو مضر زهران.
ولم يلق المؤتمر الذي عقد أمس، في مبنى “مركز ميراث مناحيم بيجن”، ضجة أو رواجا اعلاميا يذكر في وسائل الإعلام الإسرائيلية. والشخص الأبرز الذي يقود هذه الفكرة، هو عضو الكنيست الاسبق العنصري المتطرف، آرييه إلداد، وهو له علاقات مشتركة مع مجموعات من النازية الجديدة في عدة دول أوروبية.
وكان إلداد قد طرح برنامجه مرارا خلال عضويته البرلمانية، على منصة الكنيست. وفي العام 2011، أقام “لوبي” مجموعة ضغط برلمانية، لهذا لبرنامج، ضمت في حينه 42 نائبا، من بينهم من باتوا وزراء من حزب الليكود في الحكومة الحالية، مثل المدعو زئيف إلكين، وزير “القدس” وحماية البيئة. وتبين من فحص أجرته “الغد”، أن مركز مناحيم بيغين، لم يشارك في المؤتمر، بل كما يبدو تم استئجار قاعاته، على الرغم من أن هذا المركز هو مؤسسة حكومية، يتم تمويله من الخزينة الإسرائيلية العامة.
وفي حديث لـ”الغد”، قال رئيس هيئة دائرة الأوقاف الاسلامية في القدس الشيخ عبد العظيم سلهب، إن “إسرائيل تحاول بكل الوسائل، إيهام العالم بأنها دولة ديمقراطية، تحاول أن تطبق فعليا، ما يسمى بـ “يهودية الدولة”، التي تعني أن المواطنين العرب الذي ثبتوا في وطنهم في العام 1948، يكونون من دون حقوق قومية ومدنية كاملة. بموازاة سعيها الى طرد أكثر ما يمكن من الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، عبر التضييق. وتقليص أعداد أهل القدس الفلسطينيين، الى 10 % مما هو اليوم، بمعنى بقاء حوالي 30 ألفا، من خلال جدران الاحتلال، واجراءات أخرى”.
وتابع الشيخ سلهب قائلا، “وفي ذات الوقت، فإن إسرائيل والصهيونية تروجان لأفكار بذات المغزى عبر قنوات متعددة، ومن بينها فكرة ما يسمى “الوطن البديل”. والأردن هو المستهدف الاول من هذا المخطط التآمري، المرفوض بكل المقاييس، لأن الفلسطينيين قدرهم بأنهم يرابطوا في أرض الرباط، أرض المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين، ومسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ولن تجد الصهيونية من يختار مغادرة الوطن، رضوخا لمخططاتها”.
وقال الخطيب: “إن فكرة الوطن البديل، ليست واردة. وعلاقتنا بالأردن، هي علاقة ترابط دم. والمواطنون في الأردن جسم واحد، ولكن الأردن للأردنيين، وفلسطين للفلسطينيين، ولا بد من قيام الدولة الفلسطينية على التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس”. وختم قائلا، “إنه إذا وجد المستوطنون عملاء يساندوهم، من أجل ايصال الفكرة الخطيرة، فهذا لا يعني شيئا، ولن يجدي بشيء”.
وقال مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية زياد الحموري، في حديث لـ”الغد”، إنه “لا مكان للتداول بأي فكرة، دون فكرة قيام الدولة الفلسطينية على التراب الفلسطيني، وحاليا، لدينا شبه اجماع من القوى الفلسطينية، لقيام دولة فلسطينية على خطوط 1967، وعاصمتها القدس. وبالتالي فإن أي حراك يبادر له المستوطنون المتطرفون، ومعهم نفر هامشي، لا يستحق الذكر، لن يغير في واقعنا شيئا، لأنه لن تجد من يلتفت لهم”.
وقال الحموري: “إن ما يسمى بـ”الوطن البديل”، طرح مرارا، وفي أكثر من منطقة جغرافية، من بينها الأردن، إلا أن كل هذه المخططات التآمرية، فشلت وستفشل مستقبلا بالتأكيد”. وقالت الشخصية المقدسية، د.محمد جاد الله، “إن الحركة الصهيونية، واستعمارها، تريد تفريغ فلسطين من أهلها، وهذا المخطط المذكور، هو واحد من المؤامرات التي حاكتها الصهيونية على مدار أكثر من مئة عام، والحركة الصهيونية لا تتوقف عن حبك هذه المؤامرات، لأنها لا تنجح بها. فهذه المؤامرات لا يمكن أن تنجح طالما ليس لديها من يدعمها من الطرف الآخر، سواء من العرب أو فلسطين”.
واضاف لـ”الغد” ان “وجود نفر هامشي في هذا المؤتمر، معزول مرفوض لا يعني شيئا. لأن لا الأردن ولا فلسطين، ستقبل بهكذا مخطط تآمري مرفوض، يأتي على حساب الحق الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني بقيام دولته على تراب وطنه”.