“فاضت الكأس بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحرّ. ما يقوله مسؤولو الطرفين في الغرف المغلقة، يتخطى ما يقوله الجمهور، تعبيراً عن الإحتقان بينهما.”
مشيرا الى ان “مسألة الخلاف والحصار الذي تتعرض له القوات، كما أصبح معروفاً بشهادة وزرائها، أبعد من الانتخابات النيابية. إذ يكاد يصل إلى مرحلة حرب الوجود. تصرّ القوات، وبقرار من رأس الهرم فيها، على الإعلان عن التمسك بإعلان النوايا والتحالف مع التيار، لأنه حقق لُحمة مسيحية منحت المسيحيين قوة أدت إلى انتخاب الرئيس القوي لرئاسة الجمهورية، فيما تصرّفات التيار تبدو مناقضة لهذا المسار.”
وبحسب موقع “ليبانون ديبايت” نقلا عن “المدن”، في آخر جلسة للحكومة، اعترض وزراء القوات على ملف بواخر الكهرباء، كما ارتفع صوتهم حول الحصار الذي يتعرّضون له، من عدم إدراج بنود خدماتية وأساسية تتعلق بوزاراتهم على جدول أعمال مجلس الوزراء، علماً أن هذا النهج يستمرّ منذ فترة، من خلال حجب الإعتمادات عن الوزارات التي تتولاها القوات، التي مسؤولية ذلك إلى التيار. لكن، مصادر قواتية تشير إلى أن عتبها على رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي يبدو أنه لا يضع جدول الأعمال من دون مناقشته مع باسيل.
تنتقد القوات الأداء الحكومي، وتعتبر أن الأمور وصلت إلى مرحلة لم يعد بالإمكان القبول بها، في ظل غياب الشفافية وعدم اجراء المناقصات، وفق القانون والدستور من خلال دائرة المناقصات. وتعتبر أن هدف دخولها إلى الحكومة كان مواجهة هذه الآلية، وهي كانت في الخطاب السياسي تتلاقى مع التيار على هذا المبدأ. إلا أن التيار تغيّر على ما يبدو.
بناءً على ذلك، فإن خيار إستقالة وزراء القوات من الحكومة أصبح أكثر من وارد. ويؤكد القواتيون أن الإستقالة لن تكون موجهة ضد التيار، بل ضد كل الحكومة ونهجها. فيما هناك من يعتبر أن لحظة الإستقالة لم تحن بعد، لأن القوات لم تيأس من محاولة إصلاح الوضع. أما في حال بقائه على ما هو عليه، وفي حال استفحل الخلاف السياسي بشأن العلاقة مع النظام السوري، فحينها ستتقدم القوات باستقالتها، لأن ذلك سيكون مخالفة صريحة للبيان الوزاري.