انطلقت، صباح اليوم، في مدينة العين التابعة لإمارة أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة أعمال الدورة الخمسون للمؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية، والتي تستضيفها جامعة الإمارات العربية المتحدة.
هذا، وقد أكد الدكتور محمد البيلي، مدير الجامعة، أن الجامعات العربية أمامها تحديات كبيرة لتلحق بالدول المتقدمة في التعليم الجامعي، وأن الجامعة عليها النزول من برجها العاجي وتتجه للثورة الصناعية، بعد أن تفوقت الصناعات على الجامعات.
(جانب من المشاركين في المؤتمر من رؤساء الجامعات العربية)
وأضاف “البيلي” في كلمته بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر: إن المؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية ينعقد هذا العام في وقت حرج وهام في نفس الوقت.. أما الوقت الحرج فيرجع إلى الظروف السياسية التي تمر بها منطقتنا العربية، أما الوقت الهام فيرجع إلى كون هذه الدورة تشهد انتخاب أمين عام جديد للاتحاد، وكذلك الأمينين العامين المساعدين.
وتابع “البيلي”: يجب علينا جميعا العمل من أجل تطوير الاتحاد واستمرارية أنشطته، كما على الاتحاد أن يقوم بدور فاعل في تحفيز الجامعات العربية ووصولها إلى المستويات العالمية.
وأشار “البيلي” إلى الفجوة التي استمرت لعقود طويلة بين الجامعات العربية والقطاع الصناعي، مؤكدا أنه في السابق كانت الجامعة تتفوق على الصناعات، ولكن اليوم فإن الصناعة اعتمدت على نفسها وأصبحت تتفوق على الجامعة.
وحذر “البيلي” من نهاية الجامعات في الوقت الذي لم تطور من نفسها ومن نظم تعليمها، وأنها ستكون ضحية بسب التقدم الصناعي المذهل وهو ما يطلق عليه “الثورة الصناعية”.
وأكد “البيلي” أن الاستثمار الحقيقي في الموارد البشرية وليس الموارد الطبيعية، مستشهدا بمقولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بأنه بعد 50 عاما قد تصدر الإمارات آخر برميل نفط في العالم”؛ وهو ما يعني ضرورة الاستثمار في البشر والعقول.
وفي هذا الصدد أشار “البيلي” إلى تجارب النمور الأسيوية والتي تفتقر إلى الموارد الطبيعية ولكنها أصبحت من أعظم الاقتصاديات العالمية بفضل استغلال ثروتها البشرية، ضاربا المثل بكل من سنغافورة وماليزيا وكوريا واليابان.. فمثل هذه الدول تفوقت على دول كبيرة وتتمتع بثروات طبيعية هائلة.
وفي نهاية كلمته أشار “البيلي” إلى دخول الجامعات الأمريكية والأوروبية إلى الدول العربية واستقطابها للطلاب العرب وهو ما يسحب البساط من تحت أقدام الجامعات العربية، مناشدا الحضور أن يكون مؤتمر هذا العام فرصة لأن تشترك الجامعات العربية في وضع مخطط للمستقبل ترتقي فيه بنظم تعليمها.
كما طالب الجامعات العربية القضاء على نظم التعليم التقليدية واتباع نظم تعليم جديدة، كما لفت إلى ضرورة ربط الجامعة بسوق العمل.