أنطونيو جوتيريش: الانقسامات الدينية في أفريقيا الوسطى نتيجة لـ”التلاعب السياسي”

آخر تحديث : الخميس 26 أكتوبر 2017 - 5:26 مساءً
أنطونيو جوتيريش: الانقسامات الدينية في أفريقيا الوسطى نتيجة لـ”التلاعب السياسي”
الأمم المتحدة - نيويورك:

> أنطونيو جوتيريش يطالب المجتمع الدولي بتوفير حماية أفضل لشعب جمهورية أفريقيا الوسطى

قام الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بزيارة لجمهورية أفريقيا الوسطى في الفترة من 24 إلى 27 أكتوبر 2017، والتي كان قد أعلن عنها في حديثه إلى الصحافة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك يوم 18 من نفس الشهر.

وتهدف هذه الزيارة إلى توجيه الانتباه إلى الحالة الهشة في البلد التي غالبا ما كانت ” بعيدة عن الاضواء الاعلامية “. ويرافق الأمين العام في هذه الزيارة وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام، جان-بيير لاكروا و جين كونورز، الذي عين مؤخرا كأول محامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة.

وقد أدت الحالة المتدهورة إلى دفع نحو ربع سكان البلد من ديارهم ومنذ بداية عام 2017، بلغ عدد المشردين داخليا 000 600 شخص، وبلغ عدد اللاجئين في البلدان المجاورة أكثر من 000 500 شخص. وأضاف جوتيريش: “على الرغم من هذه الاحتياجات المتزايدة، فإن العاملين في المجال الإنساني والعاملين في مجال الإغاثة يتعرضون للتهديد والقيود المفروضة على الدخول”، مشيرا إلى أنه حتى الآن هذا العام، فإن 12 من عمال الإغاثة وعدد متساو من حفظة السلام من بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في البلد ، المعروف باسمها المختصر الفرنسي، بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى، قد فقدوا أرواحهم في أعمال عدائية.

وقال “ان زيارتى القادمة ستكون فرصة للاشتراك مع الحكومة وغيرها من اجل تخفيف المعاناة ووقف التراجع الحالى وتعزيز الدعم الدولى للسلام”. وكما أعلن في لقاءه الصحفي ، أمضى الأمين العام يوم الأمم المتحدة، الذي يحتفل به في 24 أكتوبر، مع “القبعات الزرق” التابعين للبعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في لجمهورية أفريقيا الوسطى للإشادة بعمل حفظة السلام في جميع أنحاء العالم الذين يظهرون شجاعة هائلة في أوضاع خطرة وهشة ومتقلبة. وتجدر الإشارة إلى أن مصر تساهم بأكثر من 3 آلاف من القبعات الزرق (عسكريون وشرطة) في في هذه البعثة.

وبهذه المناسبة، وضع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إكليلا من الزهور إحياء لذكرى حفظة السلام الذين لقوا حتفهم في جمهورية أفريقيا الوسطى.

وأثناء زيارته للبلاد قال جوتيريش “ليس هناك شيء أثمن من السلام، وليس هناك ما هو أكثر نبلا من العمل على صون السلم، حتى عندما يعني هذا العمل التضحية بالحياة”.

وأشار الأمين العام إلى تضحيات حفظة السلام الذين سقطوا في خدمة السلام في جمهورية أفريقيا الوسطى من نساء ورجال الأمم المتحدة.

وأضاف: “إننا بحاجة إلى التأكد من أن العالم يقدر تماما المساهمات البطولية لحفظة السلام الذين يقدمون الحماية للمدنيين، أحيانا في ظروف بالغة الصعوبة، مثل تلك التي تواجهها جمهورية أفريقيا الوسطى. إننا نحافظ على السلام حيثما يكون السلام بعيد المنال أحيانا. وهو ما يعني أن حفظة السلام يموتون ويصابون ويضحون بحياتهم لحماية هؤلاء المدنيين، لحماية من يرون في علمنا رمزا للبقاء، ورمزا لحل الأزمات السياسية الكثيرة التي نواجهها في جميع أنحاء العالم”.

وقد أعرب الأمين العام عن فخره الشديد كونه زميلا لحفظة السلام، مؤكدا اعتماد الأمم المتحدة على أصحاب القبعات الزرق دائما لجعل المنظمة الأممية أكثر فعالية في خدمة الشعوب

كما تهدف زيارة جوتيريش إلى إعطاء دفعة لنهج الأمم المتحدة الجديد لمعالجة ومنع الاستغلال والانتهاك الجنسيين.

وقال “اننا نعلم ان العمل الجيد والتضحيات الهائلة لقوات حفظ السلام فى جميع أنحاء العالم قد تشوهت بسبب الأعمال المروعة لبعض أفراد الامم المتحدة الذين أضروا بالشعب الذى كان من المفترض ان يخدمونه”، مضيفا: “نحن مصممون على ضمان سماع أصوات الضحايا – وسأكون مستعدا للقاء الضحايا وأسرهم – داخل جمهورية أفريقيا الوسطى وخارجها. ويجب ان يكون الضحايا محور استجابتنا اذا كنا نريد ان تكون سياستنا بعدم التسامح المطلق ناجحة “.

وفي اليوم الثاني لزيارته، اجتمع الأمين العام برئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، فوستين أرتشانج تواديرا، وأعضاء حكومته. وفى تصريحات للصحافة أدلى بها بعد هذا الإجتماع، قال الامين العام انه يقوم بزيارة تضامن نشط داعيا المجتمع الدولي إلى إظهار تضامنه والتزامه تجاه جمهورية أفريقيا الوسطى ليس فقط للمساعدة في خفض المعاناة في البلد، بل لأن “هناك فرصة لبناء جمهورية أفريقيا وسطى جديدة في مجالات السلام والأمن والازدهار”. وأشار إلى تمتع جمهورية أفريقيا الوسطى بمؤسسات ديمقراطية منتخبة من الشعب؛ وإرادة سياسية للانفتاح؛ وحوار سياسي بما في ذلك مع الحركات المسلحة، وتوجه لضمان مستقبل سلمي في البلاد.

كما أكد من جديد الحاجة إلى تعزيز بعثة الأمم المتحدة وبعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى، حتى يتسنى لها حماية السكان على نحو أفضل. ثم سافر الأمين العام والوفد المرافق له إلى بانغاسو في جنوب شرق البلاد. وفى المعسكر المحلى للقوات التابعة للامم المتحدة، وضع اكليلا من الزهور لتكريم الجنود المغاربة والكمبوديين الذين قتلوا فى وقت سابق من هذا العام خلال اداء واجبهم في حماية السكان.

من هناك، انتقل الأمين العام إلى مجمع الكنيسة الكاثوليكية في بانغاسو، التي تضم الآن أكثر من 1200 مسلم من سكان المنطقة.الذين لجؤوا إلى المجمع في وقت سابق من هذا العام سعىيا للحصول على مأوى من العنف الطائفي.

واستمع الأمين العام إلى فتاة مسلمة تدعى فاطمة البالغة من العمر 14 عاما التي شرحت حالة مجتمعها وشواغله و رغبته في المصالحة. وأعرب الأمين العام في كلمته أمام الحشد المجمتع عن تضامنه الشخصي مع أهل بانغاسو وحثهم على العمل من أجل المصالحة.

وشدد على أنه لن يكون بالعمل السهل. وقد شجب الأمين العام السياسيين الذين يستخدمون الدين لتقسيم المجتمعات التي غالبا ما تعبد انفس الخالق ، وإن كان تحت أسماء مختلفة. كما حث الزعماء الدينيين على الوفاء بمسؤولياتهم مشددا على ان القادة الدينيين يجب أن يكونوا رسلا من اجل السلام.

و صرح الأمين العام بأن هناك فهم بأن الانقسامات الدينية التي تظهر الآن في جمهورية أفريقيا الوسطى، ليست مسألة عميقة وأنها لم تكن موجودة قط. إنها فقط نتيجة للتلاعب السياسي الذي يجب إدانته وتجنبه بأي ثمن.”

وأعرب في هذا السياق عن امتنانه للرئيس تواديرا على “دعوته القوية إلى الوحدة، من أجل تحقيق المصالحة بين شعب أفريقيا الوسطى”، وأضاف: “أدعو جميع الزعماء الدينيين والمجتمعيين إلى رفع أصواتهم نحو المصالحة الفعالة، بين شعب عاش دائما معا في سلام، ويريد أن يبني، كما لاحظت أمس، جمهورية أفريقيا وسطى في وحدة وتضامن.”

كما دعا المجتمع الدولي إلى المساعدة في تعزيز حجم وقدرة البعثة على توفير حماية أفضل لشعب جمهورية أفريقيا الوسطى.

. ومن بانجاسو، عاد الأمين العام مرة اخرى إلى عاصمة البلاد، بانجي، حيث التقى بفريق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والتنمية بالإضافة إلى المنظمات غير الحكومية.

رابط مختصر
2017-10-26
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر