بات تعاظم النفوذ الإيراني في العراق وسوريا مصدر قلق شديد للولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما ظهر جليًا فيما أعلنه رئيس هيئة الأركان للتخطيط والسياسات الاستراتيجية الجنرال كينيث ماكنزي، أمس الخميس، بشأن أن الولايات المتحدة تنظر بجدية للنفوذ الإيراني في العراق وسوريا.
وقال القائد العسكري، “إن نفوذ إيران في سوريا يثير مخاوفنا الخطيرة خصوصا في منطقتي دير الزور ووادي نهر الفرات”. كما أقر ماكنزي بنفوذ طهران في العراق. لكن وفي الوقت نفسه، لا يعتقد أن إيران تسيطر على المناطق الحدودية هناك.
وفي هذا الصدد يقول الرائد عومير كرمي، الخبير العسكري في “جيش الدفاع الإسرائيلي”، إن طهران لديها مجموعة متنوعة من الأدوات المتاحة للانتقام من الولايات المتحدة، أولها أن إيران قد تزيد مضايقتها للقوات البحرية الأمريكية في الخليج، حتى إنها قد تحاول احتجاز سفن تابعة للبحرية الأمريكية كما فعلت في العام الماضي.
وفي أواخر يوليو، اقتربت السفن الإيرانية من سفن البحرية الأمريكية مرتين، مما أرغمها على إطلاق طلقات تحذيرية نحو الإيرانيين. وكشف البنتاجون عن وقوع 35 حادثة من السلوك غير الآمن أو غير المحترف من قبل السفن الإيرانية في عام 2016، معظمها في النصف الأول من ذلك العام.
وأشار الخبير الإسرائيلي، عبر دراسة منشورة في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إلى أنه بإمكان إيران احتجاز المزيد من المواطنين الأجانب بتهم “التجسس” واستخدامهم كأوراق للمساومة مع الولايات المتحدة. وقد تمّ استعمال هذا التكتيك بشكل متزايد ضدّ مواطنين أمريكيين خلال العام الماضي، وكانت أحدث فصوله سجن الطالب الأمريكي زيو وانغ الشهر الماضي.
ويضاف إلى أوراق إيران أن بإمكانها استخدام وكلائها في المنطقة لضرب القوات والقواعد الأمريكية بقذائف الهاون أو بالعبوات الناسفة. ومن شأن مثل هذا الهجوم أن يمكّن طهران من الوفاء بتهديداتها مع الحفاظ في الوقت نفسه على إنكارها وتجنّب أي تصعيد مع الولايات المتحدة. وقد يرفض بعض الوكلاء الامتثال لأوامر إيران، ولكن نظراً إلى العدد الكبير من الجماعات التي تدعمها الجمهورية الإسلامية، من المرجّح أن تجد طهران خلية منشقة متطرفة للقيام بهذه المهمة.
ويؤكد أن أحد أقوى هؤلاء الوكلاء المتمردون الحوثيون الذين يسيطرون الآن على جزء كبير من اليمن. ويمكن أن تطلب إيران من الحوثيين ضرب القوات البحرية الأمريكية في البحر الأحمر —كما فعل الحوثيون في العام الماضي- أو استهداف قاعدة أمريكية بصاروخ تزوده إيران، ومثل هذه الهجمات ستبعث برسالة قوية في جميع أنحاء المنطقة، حتى وإن لم تصب هذه الصواريخ أهدافها أو تمّ اعتراضها.
وكان وزير المخابرات الإسرائيلي إسرائيل كاتس، قد هدد، أمس الخميس، بأن بلاده مستعدة للجوء إلى عمل عسكري لضمان عدم امتلاك إيران أسلحة نووية أبدا، على هامش زيارته إلى اليابان، حيث يسعى لحشد الدعم لنهج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأكثر تشددا إزاء إيران.
وقال كاتس في مقابلة في طوكيو: “إذا لم تمنع الجهود الدولية التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذه الأيام إيران من اكتساب قدرات نووية فستتحرك إسرائيل بنفسها عسكريا”. وقال ترامب، يوم 13 تشرين الأول، إنه لن يصادق على التزام إيران بالاتفاق الذي يحد من برنامجها النووي، والذي وقعه سلفه باراك أوباما، مما يعطي مهلة لمدة 60 يوما للكونغرس لإعادة فرض عقوبات على طهران.