>> الغارة على مصنع الصواريخ قرب حمص رسالة إسرائيلية ذات هدف مزدوج إلى إيران وروسيا في الوقت ذاته.
أعربت مصادر غربية عن تخوفها من أن يؤدي التصعيد المستمر بين إسرائيل وإيران في سوريا إلى انفجار كبير في المنطقة. وقالت إن الحلقة الأخيرة في التصعيد كانت الغارة الإسرائيلية على مصنع للصواريخ قرب حمص أطلقت خلالها الدفاعات الجويّة السورية صاروخا في اتجاه الطائرة أو الطائرات الإسرائيلية التي نفّذت الضربة.
وذكرت أن الملفت في الأمر كان تزامن الغارة مع الزيارة التي يقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لطهران في ما بدا أنّه رسالة إسرائيلية ذات هدف مزدوج إلى إيران وروسيا في الوقت ذاته.
وأوضحت المصادر طبقا لما نشرته صحيفة “العرب” اللندنية، أن إسرائيل تسعى إلى إفهام إيران أن ليس في استطاعتها التغاضي عن أي مصانع لإنتاج الصواريخ في سوريا أو لبنان، كما يهمّها تذكير روسيا بتفاهمات كان توصل إليها بوتين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في شأن ضمان أمن إسرائيل.
وأشارت المصادر الغربية إلى أن روسيا تفهّمت في الماضي ما هو مطلوب إسرائيليا، خصوصا لجهة إبعاد إيران عن الجنوب السوري من جهة وعدم إنتاج صواريخ في سوريا ولبنان من جهة أخرى. وتتخوّف إسرائيل من أن تنتهي هذه الصواريخ في يد حزب الله الذي سبق له أن قصف مناطق مدنية إسرائيلية في حرب صيف العام 2006.
وتحدّثت المصادر ذاتها عن تحذيرات عدّة وجهت إلى النظام السوري من النتائج التي ستترتب على ما تعتبره إسرائيل “أعمالا عدوانية” إيرانية مصدرها الأراضي السورية.
وأشارت في هذا المجال إلى إطلاق صواريخ على طائرات إسرائيلية كانت تحلّق في الأجواء اللبنانية وإلى اضطرار إسرائيل لقصف قافلة من الشاحنات كانت تنقل أسلحة متطورة إلى الأراضي اللبنانية مرسلة من إيران إلى حزب الله. كما أشارت أيضا إلى أن أحد هذه التحذيرات نقل إلى النظام السوري عن طريق دولة أوروبية.
وذكرت أن هذه الدولة الأوروبية قبلت نقل التحذير بسبب خشيتها من حرب واسعة تشنّها إسرائيل في سوريا ولبنان وتخلق فوضى كبيرة لا بدّ أن تكون لها انعكاساتها المباشرة على الأمن الأوروبي، خصوصا على الدول الأوروبية المطلة على البحر المتوسط.
وقالت المصادر نفسها إن إسرائيل تعوّل على دور روسي لإنهاء ما تعتبره “حالة شاذة” في الأراضي اللبنانية والسورية. وأضافت أن إسرائيل، التي يحظى موقفها بتفهّم من الإدارة الأميركية، لا تستطيع البقاء مكتوفة اليدين في حال استمرّت عملية بناء مصانع للصواريخ في الأراضي اللبنانية والسورية.
ولفتت في هذا المجال إلى أنّه سبق لنتنياهو أن أبلغ بوتين شخصيا أن ليس في استطاعة إسرائيل القبول بأي مصانع للصواريخ في الأراضي السورية. وأكّد ذلك عندما ترافقت الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي لموسكو قبل ما يزيد على شهر مع قصف مصنع للصواريخ في مصياف القريبة من مدينة حماة.