كاتبة لبنانية: “الحريري” خسر شعبيته عربيا وإقليميا

آخر تحديث : السبت 4 نوفمبر 2017 - 10:24 مساءً
كاتبة لبنانية: “الحريري” خسر شعبيته عربيا وإقليميا
بيروت:

نشر الموقع اللبناني “ليبانون ديبايت” مقالا عن استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، كتبته فيفيان الخولي، عددت فيه أبعاد وردود الفعل حول استقالة “الحريري” المفاجئة والتي أعلنها من العاصمة السعودية “الرياض”، وفيما يلي نص المقال:

“لمست ما يحاك سراً لاستهداف حياتي”، “أيدي إيران في المنطقة ستقطع”، “حزب الله استطاع فرض أمر واقع في لبنان بقوة السلاح”، ثلاث عبارات ضمن بيان مفصّل، صدرت عن رئيس الحكومة سعد الحريري، معلناً بعدها استقالته، من الرياض، كانت كفيلة بعودة الروح إلى قوى 14 آذار، علناً وضمنياً، على الرغم من عودة دخول البلاد في نفق المجهول. لم يأبه الحريري من تداعيات هذه الاستقالة وردود الفعل حول الموقع الذي أُعلن منها، لأن هذا اليوم متوقع، حتى لو بعد حين، لكن المفاجئ أن التصعيد ضد إيران وذراعها العسكرية حزب الله لم يكن ليُعلن لولا أن الاغتيال لم يعد سياسياً وعسكرياً، بل أصبح جسدياً.

خسر الحريري شعبيته وموقعه عربياً وإقليمياً، ومصداقيته مقابل تسوية لم يرض عنها سوى طبّاخوها، ليصل الأمر إلى أن يخسر حياته، فأعلن المواجهة.

أعلنها من الرياض ليس لأن المملكة تقوم بدور أساسي للعودة ولتقويض النفوذ الإيراني في لبنان، وهي على الخط السياسي لهذه القوى فقط، بل لأن مصادر أمنية أكدت لموقع “ليبانون ديبايت”، تلقي الحريري معلومات عن مخطط لاغتياله، فكان لا بد من التوجه إلى الدولة الحليفة، للوقوف عند هذه المستجدات. والنقطة الأهم التي يجب التوقف عندها تتمثل بالرسالة التي أوصلها الحريري من خلال العبارات الثلاث، مفادها توجيه أصابع الاتهام إلى هاتين الجهتين اللتين تخططان لاغتياله.

عضو قوى 14 آذار، النائب السابق مصطفى علوش، أشار في حديثه لموقع “ليبانون ديبايت” أن الاستقالة لم يتم التحضير لها، لكنها غير مستغربة، موضحاً أن الاستقالة مطروحة منذ تشكيل الحكومة.

لكن عن الأسباب التي دفعت الحريري للاستقالة، لفت علوش إلى أنه لا شك أننا “في خيارنا السياسي وفي مواجهة إيران وحلفائها نحن على تحالف مع الرياض وقوى أخرى تساعد على استقرار لبنان، لكن لا يمكن تقدير النسبة في تأثير الرياض على هذا القرار، لكن بالتأكيد نحن على خط المواجهة الحقيقية مع حزب الله. ولا يمكن أن ننسى أن 5 عناصر من حزب الله متتمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري”.

وأوضح أنه “لم يغب عن بالنا يوم أن سلاح “حزب الله” هو سلاح الاغتيال يلوّح به دائماً، لذلك فإن سعد الحريري يدرك إمكانية اغتياله”، مشيراً إلى أن “حزب الله ومنظومته الاقليمية هم نوع من القتلة المتسلسلين، فعندما يريدون قتل سعد الحريري أو غيره فلا مشكلة لديهم”. وأكد علوش أن تصعيد الحريري تجاه إيران وحزب الله لا شك أنه يوجه أصابع الاتهام لهذه الجهة.

ورأى أن كل هذه التطورات ستؤدي إلى مواجهة مفتوحة، معتبراً أنه اذا كانت هذه الأمور ستتجه نحو الأسوأ، فإن لبنان سيكون رهن جنون مسؤولي حزب الله، مشيراً إلى أنه “فلننتظر ونرى كيف سيدير الرئيس القوي الأمور في ظل حكومة تصريف أعمال”.

بدوره، اعتبر منسق الامانة العامة لـ”14 أذار” النائب السابق فارس سعيد، أن “التسوية انتهت”. وشكك سعيد في حديث لـ”ليبانون ديبايت”، “أن تأتي أي شخصية سنية لتولي مهام رئاسة الحكومة بعد استقالة الحريري”، آملاً “ألا ندخل مرحلة أمنية حساسة”.

من جهته، رأى عضو كتلة القوات اللبنانية النائب انطوان زهرا أن الاستقالة “هي انتفاضة كرامة بوجه محاولات الالحاق وتعطيل السياسية ومصادرتها”، مستبعداً في حديث لـ”ليبانون ديبايت”، تشكيل حكومة جديدة في المدى المنظور، “وبالتالي سندخل مرحلة تصريف اعمال طويلة الامد تمتد الى ما بعد الانتخابات النيابية”.

أما المنسق العام لقطاع الاعلام لتيار المستقبل عبد السلام موسى، شدد على مضمون بيان الاستقالة الذي كشف عن مخطط الاغتيال، باعتبار أن لبنان لا يمكنه تحمل ١٤ شباط آخر، ولم يعد يحتمل، لافتاً إلى أن نتيجة التعقيدات في الوضع الداخلي، فضلاً عما تلمّسه الحريري من المملكة من أجواء اقليمية ودولية، جاءت الاستقالة.

وأكد أن “هذا القرار أعاد الروح إلى قوى 14 آذار، في ظل تقاطع مواقف قياداتها مع الموقف الذي أعلنه الحريري، ومسؤولية جميع الاطراف في البلد اليوم، تمرير هذه المرحلة ورئيس الحكومة طرفاً منها”.

رابط مختصر
2017-11-04 2017-11-04
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر