كثير من الناس الآن تدينه مغشوش فهو يظهر تدينا فى شكله ومظهره وقوله فتسمع منه النصائح الدينية والذكر الدائم وحسابه على الفيس تظهر منه التقوى ويقطر ورعا ولكنه إذا خلا بنفسه تحكم فيه شيطانه وتلاعبت به نفسه الأمارة بالسوء فتجده يبحث عن المحرمات وينتهك الحرمات ويرتكب المعاصي وينطق بأفحش الكلمات وخاصة في الخلوات وقد يظن البعض أن الأمر خاصا بالشباب فقط والحقيقة أنه ليس كذلك فليس الأمر خاصا بالشباب فقط فحتى فى كبار السن والعواجيز وممن بلغوا من العمر عتيا كلهم ممن إذا خلوا بالمعاصي بين الحيطان والجدران ارتكبوها وفعلوها, لا يبالون بنظر الله عز وجل لهم.. ولا باطلاع الله تبارك وتعالى عليهم ، هؤلاء إذا دخل عليهم إنسان إذا بهم يظهرون الاستماع إلى القرآن أو البحث فى موقع دينى أو مشاهدة شىء صالح وتدين هؤلاء تدين مغشوش لأنهم لا يساوون حتى بين الناس ورب الناس فيخشون من أن تقع عين البشر عليهم فى المعصية ولا يخشون من أن الله يراهم وينظر إليهم وكذلك الملائكة التى تسجل عليهم كل قول وكل فعل ويجب ان نحذر هؤلاء ف إياك أن تغيب عنك عين الله عز وجل.. احذر أن تنظر إلى الله عز وجل كما تنظر إلى غيره من البشر.. لا تظن عند إغلاق الباب والاختفاء عن الناس أنه لا أحد يراك.. بل الله عز وجل يراك.. .أنت تنظر إلى اليمين.. وإلى الشمال.. وتنظر للأمام.. وللوراء.. لكن لا تنظر إلى فوق.. لا تنظر إلى السماء! لا تستحي من الله.. والله أحق أن يُستحى منه سبحانه وتعالى.. ( فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين)التوبة: 13 ولكن مهما فعلت من ذنوب فإن ربك غفور رحيم أسرع أولا بالاستغفار والتوبة من الذنب عملا بقول الله تعالى وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ {آل عمران: 135} وثق بأن ذلك من وسوسة الشيطان وتسلطه عليه فتكثر من ذكر الله عملا بقول الله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ {الأعراف: 201} واعلم أن من سمة العبد أنه لا بد أن يغفل وينال منه الشيطان، الذي لا يزال مرابطا ينتظر غرته وغفلته،وذكر الله بالقلب قبل أن يكون فقط باللسان واعلم كذلك أنك بذلك من المتقين
* الكاتبة أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر