صرحت لورينا تشيكوتي، رئيسة الشرطة في مدينة ساليرنو الساحلية بجنوبي إيطاليا، أن الشرطة تحقق في الواقعة المثيرة، التي اكتشفت فوق أحد الشواطئ، والتي لا تزال تشكل لغزا للمسؤولين.
عثر ضباط الشرطة على جثث 26 امرأة مهاجرة نيجيرية، تتراوح أعمارهن بين 14 و18 عاما، فى البحر المتوسط، خلال رحلة خطيرة من ليبيا إلى أوروبا خلال عطلة نهاية الأسبوع، ما ولّد تساؤلات عما إذا كانت هناك جريمة قتل عمد، خصوصا أن كل الجثث من النساء، بحسب تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست”.
وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية، أن جثث النساء عُثر عليها بواسطة سفينة إسبانية في مرفأ ساليرنو في إيطاليا، مشيرة إلى أن الجثث وضعت في توابيت، وتمّ اكتشاف 23 جثة بالقرب من زورق مطاطي يعتقد المسؤولون أنه غرق الجمعة الماضية.
وقال سالفاتوري مالفي، وهو مسؤول كبير في ساليرنو، إن الاكتشاف مأساة، مصرّحا لوكالة الأنباء الفرنسية: “سوف نحتاج إلى معرفة ما إذا كان هناك مشتبه فيهم للتركيز عليهم أو ما إذا كان التحقيق في جريمة القتل سوف تقيّد ضد مجهول”.
وتغرق النساء لأنهن لا يستطعن السباحة مثل الرجال أو لأنهن يجلسن على مستويات دنيا من السفن التي تحملهن بعيداً عن سترات النجاة، وفقا لدراسة نشرت عام 2012. وقد تحاول النساء أيضا إنقاذ أطفالهن من الغرق، مما يعرضهن لخطر أكبر.
وتعد ليبيا أكبر منصة إطلاق للمهاجرين الأفارقة الراغبين في الفرار من الفقر أو الحرب من فراغ السلطة في ليبيا، مما سمح للمهربين بالعمل، في معظم الأحيان، دون عوائق. وقد جعلت رغبة المهاجرين في الوصول إلى إيطاليا البلد الواقع في شمال أفريقيا مركزاً لتهريب البشر.
ووفقاً للمنظمة الدولية للهجرة فإن الرحلة عبر البحر الأبيض المتوسط مميتة، حيث غرق 58% من اللاجئين الذين لقوا حتفهم هذا العام خلال هجرتهم عبر الحدود فى البحر الأبيض المتوسط.
وذكرت المنظمة الدولية للهجرة، أنه هذا العام حتى الأول من نوفمبر، نجح حوالى 151 ألف مهاجر فى رحلة عبر المتوسط إلى أوروبا. وقد هبط نحو 75% من هؤلاء المهاجرين — أي حوالي 111500 شخص — في إيطاليا، بينما وصل الباقون إلى شواطئ اليونان وقبرص وإسبانيا. وقد توفي أكثر من 2800 مهاجرٍ كانوا يحاولون العبور.
منذ عام 2014، عبر أكثر من 400 ألف من المهاجرين واللاجئين البحر الأبيض المتوسط من ليبيا إلى إيطاليا. بيد أن الحكومة الإيطالية التى تواجه تدفقا لا يتوقف من المهاجرين من أفريقيا وزيادة المشاعر المعادية للمهاجرين من شعبها تريد الحدّ من تدفق آلاف اللاجئين الذين يصلون إلى شواطئها كل شهر. ولذلك وافقت الحكومة على دفع المال للميليشيات الليبية الراغبة في كبح جماح تهريب البشر كجزء من صفقة غير عادية.