تحت عنوان “لبنان: إستقالة الحريري، مقدّمة لحرب جديدة؟”، نشرت صحيفة “لو بوان” الفرنسية مقالاً تحدّثت فيه عن تداعيات استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري من الرياض وإعلانه عدم تغطيته للوصاية الإيرانية على لبنان.
ولفتت الصحيفة الى نقطة لافتة حصلت في سوريا قبل يوم من إستقالته، فقالت: “إنّ إستعادة دير الزور من قبل الجيش السوري بمساعدة حزب الله، لم يكن سقوط المعقل الأخير لداعش في سوريا فحسب، بل كان تتويجًا لنجاح المشروع الإيراني بإقامة رابط مباشر يمتد من طهران الى بيروت، ويمرّ في العراق وسوريا، وبذلك يتحقّق وعد سيطرة إيران على المنطقة بأكملها”.
ولفتت الصحيفة الى أنّ إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش ارتكبت أخطاء زعزعت استقرار العراق، وجرت الإطاحة بالرئيس الراحل صدام حسين من دون تعيين بديل عنه. وتضيف الصحيفة أنّه مع رؤية التأثير السني “مهمشًا” في بعض الدول العربية، ما عدا الأردن والسعودية، ومع العمل ضد الفساد، رفض السعوديون رؤية لبنان يقع بيد “إيران من دون تحريك أي ساكن”.
وتابعت: “لهذا السبب، لم يكن أمام الحريري خيار آخر إلا “الخيار الغريب” بإعلان الإستقالة من الرياض”. واعتبرت أنّه بدون الحريري تُصبح السلطة متزعزعة.
وأوضحت أنّ الحريري أصبح رئيسًا للوزراء من خلال اتفاق بين الفرقاء اللبنانين، برعاية السعودية، وتغيّرت مواقف الحريري بعد الأشهر الأولى من عهده تحت الضغط. وتابعت: “حصل استياء في الرياض، الحريري وافق مؤخرًا على إرسال سفير لبنان الى دمشق، ما يعني إعطاء الشرعية للرئيس السوري بشار الأسد”، وهذه النقطة الثانية التي تخص سوريا والتي سرّعت باستقالته.
وعبر دفع الحريري نحو الإستقالة، تريد السعودية الإشارة الى أنّها لن تقبل بما يجري، ومن دون الحريري وفرقه السياسي ستُصبح السلطة متزعزعة. ومع معرفة نزعة اللبنانيين الى خوض نقاشات لا تنتهي، يأمل السعوديون بأن يتعثر “حزب الله” وحلفاؤه في البحث عن استقرار حكومي، صعب التحقيق، وإذا تمّ الإنتقال لاستخدام القوّة، عندها، قد تندلع حرب جديدة.