سمّى الشعب الإيراني يوم 29 أكتوبر-تشرين الأول يوم ”كوروش الكبير“ حيث يحتفي الإيرانيون بهذا اليوم تقديراً لما قدم هذا الملك من الخدمات العظيمة وهو كان يحكم في إيران 550 عاما قبل الميلاد على أجزاء واسعة من قارة آسيا و تعرف الامبراطورية العظيمه للسلالة الاخمينية بخدماته أيضا ويحتشدون في هذا اليوم على مقبرته في منطقة تسمى ”باسارغاد“ استذكاراً و احتراماً لخدماته.
ترك ”كوروش الكبير“ في حياته”إعلان حقوق الإنسان“ وكان يحترم جميع الأديان والثقافات والقوميات والتقاليد كما كان يُفرج عن جميع الأسرى بعد انتهاء المعارك كما أصدر أمرا أن يحظى البلد باستتباب الأمن و الرفاهية والحرية لجميع المواطنين في الأرض التي هو يحكمها.
إن مقبرة هذا الملك الكريم المشهور، مشيدة في غاية البساطة ودون زخارف رغم تقديمه خدمات قيمة وانسانية لشعبه ولا توجد آثار من الزخارف المألوفة في مقبرته. خاصة في فترة حكم الملالي المعادين للثقافة والتراث لم تحظ هذه البناية التاريخية حتى أبسط الرعاية والاهتمام في حين هناك جهة خاصة واسعة النظاق وبصلاحيات مالية كبيرة مع دائرة باسم ”منظمة التراث الثقافية“ في الحكومة وبإشراف رئيس الجمهورية ويعتبر مديرها مساعد رئيس الجمهورية وبتخصيص ميزانية هائلة لكن تصرف للحفاظ عن القيم الرجعية للملالي الحاكمين في إيران كما أوكل رئيس الجمهورية دوماً هذه الجهة الغنية وذات الموارد المالية الضخمة، للمقربين والمدللين وأبناء الذوات وأصحاب ألف عائلة المحسوبين للملالي بالذات. واذا تم المقارنة بين مقبرة كوروش الكبير ومقبرة خميني الدجال نستطيع أن نلاحظ الفرق الشاسع بينهما ونستطيع القول كما يقال في المثل الإيراني ”واحد كاخ والآخر كوخ “ كاخ كلمة فارسية بمعنى ”القصر“ حيث كلفت تشييد مقبرة الخميني الدجال أكثر من 6 مليار دولار و لاشك على حساب الشعب الإيراني لا محالة.
هذا أحد أسباب توجه الناس إلى زيارة مقبرة ”كورش الكبير“ في وقت ضاق ذرعهم فيه من حكم الملالي المتطرفين والرجعيين وبالأحرى يوجهون رسالة في إقبالهم لمقبرة كوروش وهو ”لا“ كبيرة لنظام الجمهورية الإسلامية ويعبرون بهذا الإقبال بأنهم يفضلون ”كوروش“ الذي كان يحكم على امبراطورية واسعة على هذا النظام السفاك الذي مارس تحت غطاء الدين أنواع الظلم والنهب والقتل طيلة 40 عاما. كما يستوعب النظام الإيراني أيضاً معنى هذا التجمع والاحتجاجات وهذا ما يدفعه بمنع إقامة هذه المراسيم بكل ما بوسعه خوفاً من تجمع حشود الناس هناك. وأبدى النظام الايراني هذا العام رد فعل جنوني حيال الاحتفاء بيوم كوروش الكبير. و لم تتورع أجهزة النظام لاسيما قوات الحرس من التشبث بأي خدعة قمعية لارهاب المواطنين منعاً من تشكيل حشود المواطنين لهذا الاحتفال الكريم في باسارغاد كما و في بيان بتوقيع الشرطة الداخلية (وهي من قوات القمع) هدد بأن من يشارك في هذه الاحتجاجات يخضع المادة رقم 610 لقانون التعزيرات من قانون العقوبات للنظام الإيراني حيث وحسب هذه المادة فان تشكيل أي تجمع أكثر من شخصين يعتبر نوعا من التواطؤ ضد أمن النظام ويعاقب عليه.
وبالاضافة إلى ذلك، كان في بعض السيطرات والطرق المنتهية إلى باسارغاد، يأخذون تعهدا خطيا لعدم الذهاب إلى باسارغاد حتى 24ساعة مقبلة.
ومن تشبثات نظام الملالي تجاه يوم كوروش الكبير وأكثر المحاولات اثارة للضحك، هو مقال الحرسي حسين شريعتمداري، محترف التعذيب في سجون النظام وممثل خامنئي في جريدة كيهان القديمة حيث كتب يقول: «إن أنصار كوروش في ذلك اليوم، هم عناصر”حزب الله“ اليوم»!!؟
لاشك أن هذا الحرسي المصاب بالهيستيريا أن يستنتج وبهذا الربط المتناقض أن النظام مازال يحظى بالشرعية الى حد ما، لكن الحقيقة غير ذلك. الحقيقة هي أن النظام لا يتمتع بأية شرعية بين الشعب الإيراني وشعوب المنطقة والعالم بأية شرعية ومحكوم عليه بالسقوط المحتم وترك السلطة للمقاومة الإيرانية والشعب الإيراني بالذات.