أقامت هيئة الإسعاف الشعبي، التابعة للمؤتمر الشعبي اللبناني، حفل عشاء خيري في مركز توفيق طبارة ببيروت، حضره حشد من الشخصيات تقدمهم: الشيخ خلدون عريمط ممثلاً مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور عبداللطيف دريان، النائب السابق عدنان طرابلسي، المدير العام السابق لقوى الامن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص، مستشار الوزير فيصل كرامي الدكتور إبراهيم محسن، نقيب المحامين السابق عصام كرم، المرشح لمنصب نقيب المحامين في بيروت عزيز طربيه، المحامي خليل بركات ممثلاً المؤتمر القومي العربي، أمين سر منبر الوحدة الوطنية وليد حموية، المهندس غسان الطبش ممثلاً الهيئة القيادية لحركة الناصريين المستقلين- المرابطون، هيثم القيسي ممثلاً رئيس حزب الحوار المهندس فؤاد مخزومي، الى فعاليات إجتماعية وثقافية وممثلي هيئات إنسانية.
وتلقت الهيئة برقية من الدكتور نبيل شديد مدير عام المراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجمهورية اللبنانية نقل فيها تحيات فخامة الرئيس العماد ميشال عون للهيئة وتقديره لنشاطاتها الانسانية وتمنياته لها بدوام التوفيق والنجاح.
وتخلل العشاء تكريم كل من: رئيس مؤسسات المعهد العربي التربوية النائب السباق حسين يتيم، نقيب المحامين السابق ميشال خطار، رئيس بلدية المينا عبدالقادر علم الدين، رئيسة المجلس العربي الفلسطيني السيدة سامية الأيوبي خرطبيل، الشاعرة هدى ميقاتي والمحامي مصطفى عجم .
بداية تحدث المنسق العام لهيئة الإسعاف الشعبي عماد عكاوي فرحب بالحضور، متحدثاً عن مواصفات المكرمين، ومؤكداً أن مسيرة الإسعاف الشعبي مستمرة رغم الصعاب لتحقيق أهداف سامية وزرع الأمل في مواجهة المرض والألم والحرمان.
وعبر النائب السباق حسين يتيم عن سعادته بهذا التكريم، ووصف الإسعاف الشعبي بأنها مؤسسة مؤمنة تضي الشموع في الظلام الدامس، وهي من القلة العربية المؤمنة التي واجهت الموت وما هابته، فربحت شرف التاريخ وكرامة الأمة وإحترام الناس، موجهاً التحية لرئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا الذي بالرغم من كل ما تعرض له من نفي وحصار لم يحد عن مبادئه القومية العربية.
نقيب المحامين السابق ميشال خطار شكر الإسعاف الشعبي و مشرفها العام كمال شاتيلا على هذا التكريم، مشدداً على أن الناس تنظر بفخر وإعتزاز للإعمال الذي تقوم بها الهيئة التي هي دليل محبة مجردة من غير غاية، تخدم كل محتاج من منطلق ديني وإنساني بعيداً من أي إعتبارات أخرى.
من جهته قدم رئيس بلدية المينا عبدالقادر علم الدين الشكر لهيئة الإسعاف الشعبي على هذا التكريم، معتبراً أن طوال رئاسته لبلدية المينا لم ير جمعية مكافحة وعاملة كهيئة الإسعاف الشعبي، لما لها من قدرة وطنية على العمل دون تعب أو استراحة، موجهاً التحية للأخ كمال شاتيلا ومنسقها العام عماد عكاوي ومسؤولها في الشمال المحامي عبدالناصر المصري وللمحامي مصطفى عجم.
هذا، وبعد تقديمه الشكر للحضور تحدث رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا قائلا: في ذكرى وعد بلفور المشؤوم، كيف يمكن أن نتقبل في ظل الخريف الإستعماري الذي سموه زوراً ربيعاً عربياً، نظرية تصدير الديمقراطية للأمة العربية، فيما فرنسا التي ترفع شعار الديمقراطية احتلت جزءاً من الأمة العربية وأهدرت حقوق الإنسان في تلك الحقبة، والولايات المتحدة الأميركية إحتلت العراق وقتلت مليون ونصف مليون شهيد بإسم الديمقراطية، وبريطانيا التي تصف نفسها مهد الديمقراطية، أصدرت وعد بلفور الذي اقتلع شعباً بأكمله من أرضه في فلسطين.
وأضاف “شاتيلا”: إن الإستعمار لا يلام، بل يجب توجيه اللوم الى النظم العربية التي عليها مسؤولية التصدي ورد التحدي، وفي المقابل علينا أن نتفاخر بمقاومتنا للإستعمار، فالصهاينة ظنوا أن بعد عشر سنوات من الإحتلال لفلسطين، سيستسلم الشعب الفلسطيني البطل للواقع، إلا أنه مستمر في المقاومة ورفع علم فلسطين أينما كان، متمنياً إستمرار نجاح المصالحة الفلسطينية لأنها رد إستراتيجي على الصهاينة. ودعا “شاتيلا” للتمسك بالأمل، فإنشاء إسرائيل للأسوار على الحدود مع سيناء وغزة والأردن ولبنان، في ظل الوضع العربي السيء الذي يسوده الإنقسام والضعف والفوضى، تأكيد على إنهيار مشروع إسرائيل الكبرى والرعب الذي يعيش فيه الكيان الغاصب، وبالتالي فإن من واجبنا التفاؤل بالمستقبل، مشدداً على أنه بالرغم من بعض النجاحات التي حققها مشروع الشرق الاوسط إلا أن الأقطار العربية عادت لتستعيد بعضاً من عافيتها. فليبيا تستعيد وحدتها تدريجياً بفضل جيشها الوطني، ومصر التي كان المطلوب ضرب قواتها المسلحة إستعادت وجودها وتتقدم في دورها بعد ثورة 30 يونيو، وهي تسعى لزيادة قدراتها العسكرية، وسوريا مصممة على الحفاظ على وحدتها، والعراق يستعيد وحدته تدريجياً، وتمت المصالحة الفلسطينية برعاية مصرية. فومضات الأمل في الأمة أكبر دافع لعدم الإستسلام.
وختم “شاتيلا”: في لبنان علينا تحصين وحدتنا الوطنية، لأن العدو الصهيوني الذي عجز عن ضرب الإستقرار في لبنان، يسعى من خلال الشبكات التجسيسية لتفجير الوحدة الوطنية من الداخل. فلا يجب أن يكون هناك صراعات بين المسلمين وبين المسلمين والمسيحيين، والشعب اللبناني يمتلك الوعي بالرغم من محاولات الفتن التي يحاول البعض إشعالها، داعياً للتمسك بالوحدة الوطنية وهويتنا العربية الجامعة، مؤكداً أن كل البدائل للخط القومي العربي المؤمن سقطت.
كما قدم رئيس مؤسسات المعهد العربي التربوية النائب السباق حسين يتيم لوحات تذكارية عربون وفاء وتقدير لرئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا والمنسق العام لهيئة الإسعاف الشعبي عماد عكاوي.