على هامش أعمال المؤتمر المصرفي العربي السنوي، لدورة عام 2017، والذي شهدته، العاصمة اللبنانية، بيروت، يومي 23 و24 نوفمبر الجاري، التقت “العربي الأفريقي” الدكتور مصطفى الهيتي، رئيس صندوق إعادة إعمار المناطق المتضررة من العمليات الإرهابية بجمهورية العراق.
وفي تصريحات خاصة لـ”العربي الأفريقي” أكد “الهيتي” أن التدمير بالعراق بدأ منذ 60 عاما، بعد ما تحول النظام في العراق من الملكية إلى الجمهوري وصاحب ذلك اختفاء الحكم المدني والليبرالية.
فبعد العام 1958 بدأ الصراع بين نظامي “دعاة الاشتراكية” ودعاة “القومية العربية”، ولم يكن هناك مكان للفكر الليبرالي الذي رحل مع رحيل الملكية.
وأضاف “الهيتي” في تصريحاته: وفي الستينيات قامت الدولة بعمليات تأميم القطاع الخاص، وإصدار قانون الإصلاح الزراعي والذي لم يعد بالفائدة على العراق، بل حقق مصالح ذاتية للمزارع الذي حصل على بعض الأفدنة، دون أن ينعكس ذلك في تحقيق مكاسب استراتيجية تعود بالنفع العام على الدولة في ذلك الوقت، حتى وصل صدام حسين إلى الحكم في عام 1968 واستكمل مسيرة التأميم فقام بتأميم شركات النفط.
وكشف “الهيتي” في تصريحاته لـ”العربي الأفريقي”، ولأول مرة، أن ما قذف من متفجرات على العراق، منذ عام 2003 وحتى الآن، يعادل 25 ضعف ما ألقي على “هيروشيما” و”نجازاكي” اليابانياتين في الحرب العالمية الثانية.
وفي جلسة بعنوان “تحديات الإعمار في المنطقة العربية” ضمن فعاليات المؤتمر المصرفي العربي أكد “الهيتي” أن عملية الإعمار في العراق من التحديات الهائلة أمام الحكومة العراقية، وأن ميزانيات تم رصدها من قبل الحكومة، علاوة على قروض ومنح خارجية للمساهمة في عمليات إعادة الإعمار للمناطق التي تضررت جراء العمليات الإرهابية التي عانى منها العراق، وبخاصة في العامين الأعوام الثلاثة الأخيرة.
وأكد “الهيتي” خلال الجلسة على أهمية على أن الإنسان هو محور عمليات الإعمار والتنمية؛ ولذلك فعلينا الانتباه لتعمير “البنية التحية للإنسان”، ومن هنا يجب الالتفات إلى ضرورة “الإصلاح التربوي”، ووجوب التخلص من طرق التعليم التقليدية فب عالمنا العربي والتي تتركز في التلقين والحفظ، فعلينا أن نتجه إلى طرق التعليم الاستنباطي الذي يغذي الفهم والابتكار لدى أبناءنا وطلابنا.