اتفق قادة الاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، والاتحاد الإفريقي، على خطة طوارئ لتفكيك شبكات تهريب البشر وإعادة توطين المهاجرين العالقين، في مسعى لتخفيف وطأة كارثة تتعلق بحقوق الإنسان في ليبيا. وجرى التفاوض بشأن تفاصيل هذه الاستراتيجية خلال قمة بين الاتحاد الإفريقي، والاتحاد الأوروبي، افتتحت أعمالها في ساحل العاج الأربعاء.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن الخطة تتضمن تشكيل «قوة عمل تنفيذية» مؤلفة من أفراد شرطة أوروبيين، وأفارقة، وأجهزة مخابرات. وأضاف «الهدف سيكون في وقت قصير جداً هو التمكن من اعتقال من يتم التعرف إليه من المهربين وتفكيك هذه الشبكات وتمويلها الذي يجري من خلال بنوك ومدفوعات في المنطقة تسهم في دعم الإرهاب».
وخرجت الخطة من اجتماع بين مسؤولين من الأمم المتحدة، وقادة في الاتحاد الأوروبي، وممثلين لحكومات تشاد والنيجر والمغرب والكونجو وليبيا عقد الأربعاء، بناء على طلب من فرنسا. ووافق الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة على تجميد أصول وفرض عقوبات مالية على المهربين المعروفين. وقال مسؤولون ألمان إن الحكومة الليبية التي تعهدت بالتحقيق في التقارير المتعلقة بمزادات العبيد، وافقت على السماح لوكالات الأمم المتحدة بزيارة مخيمات المهاجرين في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وأضافوا أن دول الاتحاد الأوروبي وافقت على تمويل جهود إعادة توطين المهاجرين من ليبيا، وهي العملية التي تنظمها بالفعل المنظمة الدولية للهجرة. وسينقل المهاجرون المعرضون للخطر، والذين قد يحصلون في النهاية على حق اللجوء، إلى تشاد أو النيجر قبل إعادة توطينهم في بلد ثالث سواء في أوروبا أو منطقة أخرى.
وقال رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، إن عدد المهاجرين في ليبيا حسب الإحصاءات الرسمية المحلية والدولية، تجاوز النصف مليون مهاجر، ينتمون لأربع وعشرين دولة، خمس وتسعون في المئة منهم من إفريقيا وحدها. وأضاف السراج أن مراكز الإيواء فيها نحو 20 ألف مهاجر موجودون في 42 مركز إيواء، أي يشكلون نسبة 4 في المئة فقط، من إجمالي المهاجرين داخل البلاد، أما البقية فمنهم من استوعبهم سوق العمل رغم ظروف البلاد الصعبة.
وأشار رئيس المجلس خلال كلمته إلى أن اغلب المهاجرين قرروا أن تكون وجهتهم لأوروبا عبر «قوارب الموت» وآخرين يجندون في الحروب والصراعات المحلية، أو تستغلهم المجموعات الإرهابية.
وتابع أن هذه المجموعات (الإرهابية) التي قمنا، ولا نزال نقوم بمحاربتها نيابة عن العالم، لا يخفى على أحد أن جميع التحقيقات أثبتت أنها تستخدم ممرات الهجرة للتسلل داخل ليبيا، وتستهدف الانطلاق نحو أوروبا.
من جهتهاً أكدت المفوضية السامية للأمم المتحدة للاجئين أن السلطات الليبية في طرابلس ستقيم قريباً «منشأة عبور وترحيل» للمهاجرين الأكثر عرضة للخطر نحو دول ثالثة.
وصرح روبرتو منيوني ممثل المفوضية في ليبيا بأن الهدف الأساسي من هذا المركز هو «تسريع العملية التي تتيح التوصل إلى حلول في دول ثالثة، خصوصاً بالنسبة إلى الأطفال من دون مرافق، والنساء». وتابع منيوني أن من بين تلك الحلول لم شمل الأسر والإجلاء إلى مراكز طوارئ تديرها المفوضية السامية للاجئين في دول أخرى، أو العودة الاختيارية.