رأى المؤتمر الشعبي اللبناني أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتدى على القدس وعلى كرامة كل عربي ومسلم ومسيحي، مطالباً باجتماع طارىء على مستوى القمة لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي يخرج بقرار قطع العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية، وداعياً الشعوب العربية والإسلامية الى مقاطعة البضائع الأميركية.
وقال بيان صادر عن مكتب الإعلام المركزي في “المؤتمر”، تلقت “العربي الأفريقي” نسخة منه: لم يعترف الرئيس الأميركي بالقدس عاصمة لما أسماه دولة اسرائيل، فالإعتراف يقوم على حقائق ثابتة وليس على أباطيل وتزوير وأكاذيب، بل هو اعتدى على القدس الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ومهد المقدسات الإسلامية والمسيحية، عندما اعتبرها عاصمة للكيان الصهيوني الغاصب وقرر نقل سفارة بلاده إليها، بمثل ما انتهك بشكل سافر حقوق الشعب الفلسطيني والمواثيق الدولية وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.
إن هذا العدوان الأميركي على القدس هو اعتداء مباشر على كرامة كل عربي ومسلم ومسيحي في المنطقة والعالم، وهذا الإعتداء السافر لا يمكن ردّه بمواقف الشجب والإدانة والإستنكار على أهميتها، بل بالأفعال المباشرة التي ترتقي الى مستوى المسؤولية الوطنية والقومية والدينية، وأولى هذه الأفعال على المستوى الرسمي عقد قمة عربية إسلامية تخرج بقرارات تقطع العلاقات مع الولايات المتحدة ومع الكيان الصهيوني وتطرد سفرائهما، وتوقف كل أشكال التطبيع، وتفعّل مكتب مقاطعة العدو، وتوقف التعامل مع الشركات الأميركية، وتسحب المبادرة العربية للسلام، وتتوقف عن التعامل مع الإدارة الأميركية بوصفها وسيطاً للسلام، وتنهي التعامل بالدولار الأميركي لصالح عملات عالمية أخرى.
وعلى المستوى الشعبي، رفع وتيرة الجهوزية من خلال كل الأحزاب والمؤتمرات والمنتديات والنقابات والاتحادات، والقيام بسلسلة تحركات ضاغطة مترافقة مع حملات في كل الدول العربية والإسلامية لمقاطعة البضائع الأميركية، ونبذ كل أصوات العصبيات الطائفية والمذهبية والعرقية، لتكون البوصلة الوحيدة نحو فلسطين والدفاع عن القدس والمقدسات.
إننا إذ نرحب بالمواقف الدولية وبخاصة الأوروبية الرافضة للقرار الأميركي، ندعو على المستوى الديني، لإعلاء الصوت من حاضرة الفاتيكان ومشيخة الأزهر ومرجعيتي النجف وقم، ورفع مستوى الخطاب والتعبئة ضد العدوان الأميركي على القدس، والضغط على المجتمع الدولي والامم المتحدة للتراجع عن هذا العدوان.
إن ساعة حقيقة الدفاع عن القدس قد حانت، وأن التاريخ لن يغفر لكل متخاذل، سواء على مستوى الحكام أو الشعوب، وإذا كان وعد بلفور المشؤوم قد سلك طريقه الى التنفيذ وما تزال المقاومة مستمرة، فإن قرار الشؤم الأميركي لن ينجح في ضرب عروبة القدس، بل سيزيد من الإصرار والتحدي على مقاومة المحتل ومن يدعمه حتى التحرير الكامل الناجز.