بريطانيا تستعين بشركات لمكافحة التجسس الإلكتروني

آخر تحديث : الجمعة 15 ديسمبر 2017 - 6:21 مساءً
بريطانيا تستعين بشركات لمكافحة التجسس الإلكتروني

>> المركز الوطني للأمن المعلوماتي في بريطانيا عالج 600 حادث معلوماتي كبير، بينها 35 صنفت “خطرة”

بدأت بريطانيا بفتح مجال مكافحة التجسس الإلكتروني أمام الشركات الحديثة والمتمرسين في المجال بهدف توفير حماية أفضل من قراصنة المعلوماتية، ولجأت إلى طرق مبتكرة لجذب العقول الشابة المبدعة في مجال التكنولوجيا لإنجاح هذا التوجه.

وفي ديسمبر من العام الماضي، عرض المركز الوطني للأمن المعلوماتي الذي أنشئ في بداية السنة ضمن مكتب الاتصالات الحكومية البريطانية، مشروع “مسرِّع الأمن المعلوماتي”، الذي يمثل حاضنة للمشاريع.

وحضر المناسبة مستثمرون وصحافيون ورواد أعمال تمكنوا من إلقاء نظرة على ما يجري في الكواليس والتعرف على بعض أحدث الأسلحة التي تستخدمها الشركات الخاصة في حربها ضد الجريمة المعلوماتية.

ويقول المدير المساعد في مجال النمو وكفاءات الأمن المعلوماتي كريس أنسور إن الهدف من مشروع “مسرِّع الأمن المعلوماتي” هو إقامة صلة بين مكتب الاتصالات الحكومية البريطانية الذي يقدم النصح ضد التهديدات المعلوماتية، وقطاع التكنولوجيا المتقدم الشاب والمفعم بالنشاط.

واختيرت تسع شركات من بين 160 شركة مرشحة للعمل مع مكتب الاتصالات الحكومية على مدى تسعة أشهر على أن تقوم بتنفيذ مشاريع هدفها مكافحة مختلف التهديدات المعلوماتية ومن بينها على سبيل المثال حماية الأموال المشفرة وتصميم برمجيات تتيح محو محتوى كمبيوتر محمول في حال السرقة.

وتتعاون الشركات الموجودة في لندن مع مكتب الاتصالات الحكومية لإعداد منتجاتها لطرحها في السوق.

وعمل المركز على ابتكار طرق جديدة لجذب العقول الشابة المبدعة في مجال التكنولوجيا بتقديم عروض عمل في الشارع، إذ لجأ مكتب الاتصالات الحكومية سابقا إلى طرق خلاقة للعثور على مرشحين، فقام على سبيل المثال بحملة استقطاب من خلال إعلانات بخط اليد على الأرض لجذب شبان حي نخبوي في لندن أو عبر تنظيم مسابقة للعثور على مفتاح شيفرة لاستقطاب مواهب شابة بين قراصنة المعلوماتية.

وخلال السنة الأولى من عمره، عالج المركز الوطني للأمن المعلوماتي 600 حادث معلوماتي كبير، بينها 35 صنفت “خطرة” وفق مديره الفني إيان ليفي.

ويقول “لقد تعلمنا منهم”، واصفا قراصنة المعلوماتية بأنهم “يتحلون بذهنية خلاقة وشديدو الذكاء”.

ويشير إنتوني غليز مدير مركز دراسات الأمن والمعلومات في جامعة برمنغهام إلى أن مكتب الاتصالات الحكومية البريطانية يسعى إلى “رفع مستواه” ردا على مثل هذه التهديدات.

ويقول آلان وودوارد خبير الأمن المعلوماتي في جامعة سوري إن بريطانيا “في الطليعة” وإن “بعض أفضل الأفكار ولدت في رأس رجل في مرآب منزله ونحن هنا لدينا النسخة الحديثة منه”. ويضيف أن “هؤلاء العباقرة الصغار لا يشعرون بالضرورة بالارتياح للعمل في شركات كبرى أو لدى الحكومة”.

ويهدف العمل بوحي من وادي التكنولوجيا في الولايات المتحدة وفرصة الحصول على المال إلى جذب العقول الشابة الخلاقة وجعلها تعمل من أجل حماية البلد.

ويقول وودوارد “يمكن أن توظف شخصا في مكتب الاتصالات الحكومية مقابل 30 ألف جنيه إسترليني في السنة (40 ألف دولار، 34 ألف يورو) ولكن لديه فرصة مضاعفة أجره في القطاع الخاص. من الصعب جذبهم والاحتفاظ بهم”.

ويقول غليز إن “مكتب الاتصالات الحكومية حريص تماما على جذب المواهب الشابة. بعض أفضل قراصنة المعلوماتية شباب في عمر 16 أو 17 سنة، يعملون من غرفتهم”.

لكنه يضيف أن تشارك المعلومات قد تنجم عنه “مخاطر” في ما يتعلق بالأمن.

ويؤكد مكتب الاتصالات الحكومية أنه يحقق في ماضي المشاركين ولكن العملية “مُكلفة تماما”.

وتبدو مهمة الحكومة حساسة في الموازنة بين ما يمكن نشره وما يمكن التحفظ عليه.

ويقول غليز إن “مشاركة المعلومات أمر خطير على الدوام ولكنه ضروري. لا يمكننا أن نسير عكس مسار التاريخ”.

رابط مختصر
2017-12-15 2017-12-15
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر