وضعت الولايات المتحدة إيران في حجر زاوية الخميس بعد الكشف عن أدلة تشمل بقايا صواريخ من المحاولتين الأخيرتين لميليشيا الحوثي اليمنية لاستهداف مدن سعودية. وقالت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هيلي، في مؤتمر صحافي، “علينا أن نوصل رسالة إلى طهران بأن الكيل قد طفح”.
وكشفت هيلي عن أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لديها العديد من الأدلة، التي عملت 7 دول على التأكد من صحتها، وسيتم عرضها على سفراء من دول عدة حول العالم تمهيدا لتشكيل تحالف بقيادة الولايات المتحدة لمواجهة نفوذ إيران في الشرق الأوسط.
وتوضح هذه “الأدلة الدامغة”، التي عمل على تجميعها خبراء من الأمم المتحدة أيضا، أن إيران تنتهج سياسة جديدة، منذ أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أكتوبر الماضي عن استراتيجيته لمواجهة إيران في المنطقة، تقوم على استباق حصار نفوذها تدريجيا عبر استراتيجية هجومية.
وتحاول إيران تثبيت أمر واقع في اليمن والعراق وسوريا خصوصا خلال مرحلة تقترب فيها أزمات سوريا والعراق من إيجاد حلول بتوافق دولي. وتريد طهران ضمان تأسيس قاعدة نفوذ دائمة وغير مؤقتة في هاتين الدولتين، عبر تضمين هذا النفوذ ضمن بنود أي حلول طويلة الأجل يمكن أن يفرضها المجتمع الدولي.
أما اليمن فقد انتقل من كونه دولة بعيدة عن إيران ساهم موقعها الجغرافي في غيابها عن قائمة أولويات النظام الإيراني، إلى كونه أحد أهم الملفات الاستراتيجية التي من الممكن أن يتم توظيفها لزعزعة استقرار منطقة الخليج، وتقويض قدرات السعودية وشغلها استراتيجيا عن أي جهود لمواجهة إيران في دول أخرى.
وقال نادر أوزكوي، الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إن “التورط الإيراني في الدول الثلاث واضح وأنشطة إيران في هذه الدول مزعزعة للاستقرار، لكن يبدو لي، بسبب ظروف المنطقة، أن التحالف الذي بدأ في التبلور سيبدأ باليمن”، وأضاف “عليهم أن يوصلوا رسالة إلى إيران مفادها: قد طفح الكيل”.
وأكد أوزكوي “إذا تم تطبيق ذلك في اليمن فمن الممكن أن تنتقل المواجهة لاحقا إلى العراق وسوريا”.
وشملت الأدلة التي عرضتها هيلي وثيقة يتحدث فيها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن عمل خبراء في المنظمة الدولية تمكنوا من فحص بقايا صواريخ بين 17 و21 نوفمبر، وتساؤلاتهم عن منشأ إيراني لبعض مكوناتها.
ويؤكد الخبراء الأمميون في التقرير أن “تصميم ومواصفات وأبعاد المكونات التي تم التدقيق فيها تتطابق مع عناصر تم ابتكارها وإنتاجها للصاروخ (الإيراني) قيام-1″، مذكرين في الوقت نفسه بحظر على الأسلحة مطبق على اليمن منذ أبريل 2015.
وقالت هيلي “لدينا دليلان يظهران أن هذه الصواريخ صنعت في إيران وأرسلت إلى الحوثيين في اليمن، ثم اطلقها الحوثيون بهدف قتل المئات من المدنيين في السعودية”.
وأكدت “إيران ترسل صواريخ موجهة وقصيرة المدى، وطائرات من دون طيار لديها تأثير مدمر، وبحرا هناك زوارق تستخدم كزوارق مفخخة لاستهداف سفن كبرى”.
وأشار إلى أن “إيران مصممة على تقويض السلام والاستقرار في العالم، ويجب وقف ما يفعله النظام الإيراني، ونطالب كل الدول بالانضمام إلينا لفعل ذلك”.
وقالت إن “إيران تعتقد أن لديها ضوءا أخضر لتستمر في ما تفعله، ويجب أن نقول لها إن ذلك غير مسموح.. لأننا وصلنا إلى قناعة بأنه لا توجد جماعة إرهابية في الشرق الأوسط ليس لها ارتباط بإيران”.
ولاحظت هيلي أن “إيران كانت تختبئ خلف الاتفاق النووي، وتقوم بكل ما تريد، بينما كنا جميعا نركز على الاتفاق. إيران أساءت فهم هذا الاتفاق، وبدأت تستغله لتوسيع نفوذها والإضرار بحلفائنا في الشرق الأوسط. في النهاية الاتفاق النووي لم يحسن أي شيء في الملف الأمني الذي يخصنا”.