“السنغال الناشئة”.. ما الذي تعرفه عن مطار “بليز دياغني الدولي” ؟

آخر تحديث : الإثنين 18 ديسمبر 2017 - 1:00 مساءً
 بقلم: عبدالحكيم نجم الدين
بقلم: عبدالحكيم نجم الدين

بعد عشر سنوات من بدء عملية التشييد والبناء، افتتحت السنغال في الأسبوع الماضي مطارها الجديد (مطار بليز دياغني الدولي) الذي كان محور خطة البلاد الطموحة لتحقيق التنمية ولتصبح لاعبا اقتصاديا كبيرا ومركزا للسفر فى غرب أفريقيا. إذ أصبح مطار “ليوبولد سيدار سنغور الدولي” القديم صغير جدا بالنسبة للطموحات الاقتصادية المستقبلية.

وفيما يلي ما تحتاج معرفته عن مشروع المطار الجديد..

جزء من خطة “السنغال الناشئة”

لقد شارك شخصيات سنغالية ومسؤولو البلاد – وعلى رأسهم الرئيس ماكي سال – في افتتاح مطار “بليز دياغن الدولى” الجديد الذي تبلغ تكلفة بنائه 575 مليون دولار، الواقع على بعد 50 كم من العاصمة داكار، يوم الخميس (الموافق 7 ديمسبر).

وكان مشروع المطار يُعد جزءا من خطة “السنغال الناشئة” للرئيس سال, الذي يسعى إلى تنشيط اقتصاد البلاد من خلال إنشاء مطار ومدينة جديدة خارج العاصمة داكار. وبحسب ما قاله الرئيس السنغالي ماكي سال للحشود أثناء الافتتاح, فإن المطار صار الآن مفتوحا للأعمال التجارية.

ويشمل تطوير المشروع مركزا للمؤتمرات ومراكز بحثية جديدة وفنادق ومنطقة اقتصادية خاصة تهدف إلى جذب الصناعات الجديدة. وجميعها تقع على طول طريق أسفلت جديد من وسط داكار.

وبهذا فإن حكومة البلاد تحاول وضع السنغال في خارطة تنموية جديدة بتوسيع اقتصادها المتنامي الذي يشهد تنوعا ببطء منذ السنوات الماضية خارج زراعة الفول السوداني التي اعتمدت عليها عندما قطعت علاقاتها الاستعمارية من فرنسا منذ عقود. وبالإضافة إلى الفول السوداني، فإن الزراعة في الدولة الغرب أفريقية تضم الأرز والقطن، كما أن شعب البلاد وجد طريقه إلى تطوير مهنة الأسماك وصناعة التعدين.

وكما قال المحللون, تمتلك السنغال إمكانات هائلة يضاف إلى ذلك فهي تتمتع ببيئة سياسية مستقرة منذ فترة طويلة, الأمر الذي زاد في قوة التفاؤل في مدن السنغال وخصوصا في داكار، التي تشهد يوميا نشاطات البناء والتشييد في مواقع عدة للمجمعات السكنية والمكاتب على شاطئ البحر.

وقال أورين مالي، وهو مستشار تحليلي رفيع المستوى لأفريقيا في شركة موديز: “إن الديمقراطية المستقرة في البلاد” تعوض عن بعض نقاط الضعف التي قد تواجهها السنغال. فكان مستوى الدين الضخم للبلاد من أحد نقاطها الضعيفة، وهو (مستوى الدين) ما يمثل 60 في المائة من اقتصادها السنوي.

ويوجد في السنغال أيضا أعداد هائلة من الشباب العاطلين عن العمل، الذين يخاطر بعضهم بحياتهم عبر البحر المتوسط للوصول إلى أوروبا على أمل أنهم سيعثرون على عمل ويؤمّنون لذويهم معيشة أكثر رخاوة. يضاف إلى ما سبق أن هناك دولا أخرى في المنطقة، بما في ذلك مالي وبوركينا فاسو، لديها اقتصادات متنامية – حتى وإن كانت نيجيريا ما زالت أكبر اقتصاد في القارة.

ميزة اقتصادية وجغرافية

يتضح بالنظر إلى القوى الاقتصادية في غرب أفريقيا أن منافس السنغال الحقيقي هو ساحل العاج الذى يتمتع باقتصاد أكبر من السنغال. غير أن الانحسار الذي شهدته ساحل العاج عندما اندلعت الحرب الأهلية في أوائل عقد 2000م، أدى إلى قيام جماعات المعونة والشركات بنقل مقرها إلى داكار. وقد شهدت مؤخرا هجوما إرهابيا على مجموعة من الفنادق، مما أدى إلى شح السياح وأصحاب الشركات المحتملين.

ومن ثم, يمكن أن يمنح المطار الجديد ميزة للسنغال. إذ يعدّ المطار واحدا من أكبر وأغلى المطارات مقارنة مع العديد من المطارات الجديدة التي حلت مؤخرا محل المطارات القديمة في ساحل العاج وتوغو أو تلك التي يجري بناؤها في أماكن أخرى بالمنطقة. وللسنغال أيضا ميزة جغرافية على الدول الأخرى: كونها أقرب نقطة في القارة إلى الأمريكتين الشمالية والجنوبية.

ويأمل المسؤولون السنغاليون في أن يخدم المطار – الذي يعدّ أكبر من المطار القديم بـ5 أضعاف – حوالي 3 ملايين راكب في عامه الأول. وتهدف الحكومة إلى 5 ملايين راكب في عام 2023 و 10 ملايين مسافر عام 2035. وحسب تعبير محمد حبيب الله, المتحدث باسم المطار الجديد “إن هدفنا هو جعل السنغال رائدة في مجال النقل الجوي في المنطقة ولاعب رئيسي في أعمال شركات الطيران الدولية”.

ومن الجدير بالذكر أنه تم اكتشاف النفط والغاز البحري مؤخرا بالقرب من حدود موريتانيا, مما يعطي المسؤولين فرصة تحويل الاقتصاد السنغالي وخلق فرص عمل جديدة. غير أن المحللين يحذرون من “ويلات” عائدات النفط, حيث تقدم المنطقة أمثلة للعديد من الدول التي تعاني الفساد بشكل واسع والذي تساهم فيه عائدات النفط.

ومع ذلك, لا تزال خطة الرئيس ماكي سال للسنغال تواجه تحديات؛ لأن معظم المشاريع في المدينة الجديدة لا تزال قيد الإنشاء، بما في ذلك البنية التحتية للأسواق الصغيرة. ويتعين الانتهاء من إسكان العمال في المواقع الواقعة في وسط أراضي فارغة. ولا يقبل حجز الغرف للزبائن إلا في فندق واحد فقط, وهو فندق راديسون بلو بالقرب من المطار الجديد. ولم تقترب خدمة السكك الحديدية السريعة المكلفة – لربط المطار مع داكار – من الانتهاء.

معلومات أخرى:

1. استغرق استكمال مشروع مطار “بليز دياغني الدولي” الجديد 10 سنوات, إذ بدأت عملية البناء في عام 2007.

2 – تبلغ تكلفة المشروع 575 مليون دولار. وفازت الشركة الألمانية فرابورت بعقد بناء المطار في عام 2007 ، بالتعاون مع شركات دولية متحالفة، لمدة 25 عاما.

3- سحبت شركة فرابورت عقد الامتياز لمشروع المطار في عام 2015 بعد توقف في البناء لعدة أشهر، نتيجة نزاع مالي بين حكومة السنغال ومقاول البناء مجموعة بن لادن السعودية.

4- ثم فاز اتحاد مكون من شركتين تركيّتين, “ليماك” و “سوما” , بعقد لاستكمال أعمال البناء بموجب عقد فرعي من مجموعة بن لادن السعودية في أبريل 2016. كما وافق الاتحاد على تشغيل المطار لمدة 25 عاما.

5- وتفيد مصادر سنغالية بأن تمويل المشروع جاء من بنك التنمية الأفريقي، والوكالة الفرنسية للتنمية، وبنك التنمية لغرب أفريقيا، وبنوك أخرى من جنوب أفريقيا وكندا والمملكة العربية السعودية.

6- يقع المطار الجديد في مدينة دياس التي تقع على بعد حوالي 29 ميلا من العاصمة السنغالية داكار. وتم بناء المطار في الموقع الذي يبلغ مساحته 4,500 هكتار – مع إبقاء مساحة 2000 هكتار دون استخدام في حالة التوسع المطلوب.

7 – وللمطار قدرة احتواء 3 ملايين راكب سنويا مقارنة بحركة السفر الحالية في السنغال البالغة 1.9 مليون راكب سنويا.

8 – سُمّي مطار “بليز دياغن الدولي” باسم أول أفريقي ينتخب نائبا (ليمثّل السنغال) في فرنسا عام 1914. وأعيد انتخاب بليز دياغن عدة مرات، وعمل حتى وفاته في عام 1934.

9- وقد أعلنت السلطات السنغالية إغلاق المطار القديم (مطار ليوبولد سيدار سنغور الدولى) الذى يقع فى العاصمة المزدحمة، وتم تسليمه إلى الجيش السنغالى.

10- وسوف يكون المطار الجديد بمثابة محور “مدينة المطار” المخطط لها. وسيسمح لما لا يقل عن 1000 من تجار التجزئة المحليين بتشغيل المحلات التجارية المعفاة من الرسوم الجمركية على الموقع حول المطار، مما سيكون له تأثير مباشر على الاقتصاد المحلي.

شارك بعض الرؤساء الأفارقة في افتتاح المطار, وهم: علي بونغو أونديمبا من غابون؛ أداما بارو من غامبيا؛ خوسيه ماريو فاز من غينيا بيساو.

ولا شك أن هذا المطار الجديد، الذى يقع فى المنتصف بين داكار ومنطقة منتجع الشاطئ، من المحتمل أن يساعد في زيادة السياحة, يقول مايورو راسين، الرئيس التنفيذى لشركة استشارات الفضاء والهندسة فى داكار.. ولكن مجرد بناء مطار مكلّف ليس كافيا.

و”لكي يتمكن المطار من العمل بشكل كامل وتوليد الدخل”، يقول راسين, “ينبغي أن يكون قادرا على رعاية رفاهية المسافرين ويساعد على جعل السفر سهلا.”

رابط مختصر
2017-12-18
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر