الأيام الماضية قام رؤساء الموساد السابقون والالة الاعلامية الاسرائيلية بالترويج للمرأة فى العمليات الاستخباراتية التى قاموا بها من خلال الجهاز وزيادة فى ذلك بدأ الحديث والافصاح عن بعض العمليات اللاتى قمن بها واضفاء عنصر الابهار عليها بل الادهى هو قيام يوسى كوهين رئيس الموساد الحالى بالاعلان عن ترقية سيدتين داخل الموساد لدرجة رئيس شعبة وهى المرة الاولى التى يتم فيها ذلك، خاصة ان من يتولى ذلك لا يقل عن رتبة لواء داخل الجيش ورغم كل هذا.. يبقى التساؤل ما السر وراء ذلك؟
الاجابة ببساطة شديدة ان رجال الموساد لا ينسون حتى الان ما حدث من عمليات فاشلة اطاحت بطموحات هذا الجهاز ومنها بالطبع ما حدث مع مارسيل نينو او ما يعرف بفضيحة “لافون” .
فمارسيل فيكتور نينو أو فيكتورين نينو بطلة أوليمبية من الجالية اليهودية شاركت في أوليمبياد سنة 1948 وتم تجنيدها من الموساد.. كان لها علاقات واسعة في أواخر حكم الملك فاروق.
وألقي القبض عليها في أعقاب اكتشاف شبكة التجسس التي نفذت عمليات تفجير دور السينما في القاهرة والإسكندرية والشهيرة بفضيحة لافون أو عملية لافون سنة 1954، وكانوا يعدون ايضا لتفجير مبانٍ تابعة لأمريكا وبريطانيا من أجل توريط مصر مع هاتين الدولتين.
وحاولت مارسيل الانتحار مرتين في السجن، وتم إنقاذها لتقدم إلى المحاكمة وحكم عليها بالسجن 15 عاما، وكان من المقرر أن تنتهي عام 70، إلا أن عملية تبادل جرت بين القاهرة وتل أبيب بشكل سري عام 1968 أدت إلى الإفراج عنها مع عدد آخر من الجواسيس ضمن صفقة كبيرة لم ينشر عنها معلومات حتى الآن.
وعقب أعوام من الفضيحة كانت مارسيل نينيو تدرس في جامعة تل أبيب وتستعد للزواج، وحضر حفل زفافها وزير دفاع جيش الاحتلال آنذاك موشيه ديان، ورئيس الوزراء وقتها جولدا مائير.
الشيء الجميل فى هذه العملية انها كانت من الاسباب الرئيسية فى انشاء جهاز المخابرات المصرية الذى تم بقرار من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وكان ذلك فى 1954 ويبدو ان ذلك قد تسبب فى عقدة لرجال الموساد حتى الان حيث ان فشل هذه العملية كان سببا فى استقالة رئيس الحكومة الإسرائيلية، آنذاك ديفيد بن جوريون. الى جانب ان من بين المقبوض عليهم فى عملية لافون ضابط الموساد ماكس بينيت الذى انتحر داخل زنزانته بعد القبض عليه.
لم تكن مارسيل نينيو الوحيدة التى تم اكتشافها فهناك الكثير من الجاسوسات التى تم ضبطها من قبل المخابرات المصرية اهمها على الاطلاق هبة سليم التى تم القبض عليها بخطة فى منتهى الدهاء وقبض عليها الفريق أول رفعت جبريل رحمه الله عليه.
والمفارقة أن جولدا مائير رئيسة وزراء اسرائيل فى ذلك الوقت طلبت وساطة “هنرى كيسنجر” وزير الخارجية الامريكى لكى يتدخل مع الرئيس الراحل انور السادات لكى يتم الافراج عنها ولكن السادات بدهائه قال له لقد تم اعدامها فسأله كيسنجر متى؟.. فرد عليه السادات النهاردة وكانت تلك إشارة لتنفيذ حكم الاعدام بمنتهى السرعة.
فإذا كانت إسرائيل تحتفى ببناتها فى عمليات الموساد الناجحة ولكن التى لم تتم مع مصر فنحن نذكرهم بعملياتهم الفاشلة والتى يقومون بدراستها مرة اخرى لمعرفة اخطائهم.
وللتاريخ فالموساد عانى كثيرا من الضربات الموجعة التى تلقاها من المخابرات المصرية خاصة فى كشف عميلاته بدليل انهم لم يفصحوا عن اى عملية نجحت بها امرأة من الموساد داخل وطننا الغالى فتحية لرجال مخابراتنا الأجلاء على عملهم الدءوب لحماية الوطن.