أعداد المهاجرين تواصل رتفاعها حسب تقرير للأمم المتحدة

آخر تحديث : الثلاثاء 19 ديسمبر 2017 - 4:15 مساءً
أعداد المهاجرين تواصل رتفاعها حسب تقرير للأمم المتحدة

هناك الآن ما يقدر بنحو 258 مليون شخص يعيشون في بلدان غير بلدانهم الأصلية – أي بزيادة قدرها 49٪ منذ عام 2000 – وفقا للأرقام الجديدة الصادرة عن الأمم المتحدة اليوم بمناسبة في اليوم الدولي للمهاجرين.

ويشير تقرير الهجرة الدولية لعام 2017 (أبرز الملامح)، وهو منشور يصدر كل سنتين عن إدارة الشؤون الإقتصادية والإجتماعية بالأمم المتحدة، إلى أن 3.4٪ من سكان العالم اليوم هم من المهاجرين الدوليين. ويعكس ذلك زيادة متواضعة من نسبة قدرها 2.8 في المائة في عام 2000. وعلى النقيض من ذلك، ارتفع عدد المهاجرين كنسبة ضئيلة من السكان المقيمين في البلدان المرتفعة الدخل من 9.6 في المائة في عام 2000 إلى 14 في المائة في عام 2017.

ويستعرض التقرير أحدث اتجاهات الهجرة ويقيم المساهمة الديمغرافية للهجرة كما يستعرض المصادقات التي قامت بها الدول على الإتفاقيات ذات الصلة ويلخص آخر التطورات المتعلقة بالهجرة في الأمم المتحدة. وتستند البيانات الواردة في التقرير إلى الإحصاءات الوطنية التي تم الحصول عليها من تعدادات السكان وكذلك سجلات السكان والدراسات الإستقصائية التي أجريت على المستوى الوطني .

وتمثل الهجرة الدولية مصدر انشغال أساسي بالنسبة لتنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030. وفي 19 سبتمبر 2016، اعتمدت الجمعية العامة إعلان نيويورك بشأن اللاجئين والمهاجرين الذي وافقت فيه الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على تنفيذ سياسات هجرة تتم إدارتها بشكل جيد. كما التزموا بتقاسم العبء والمسؤولية على نحو أكثر إنصافا في استضافة ودعم اللاجئين في العالم وحماية حقوق الإنسان لجميع المهاجرين ومكافحة رهاب الأجانب والتعصب حيال المهاجرين. وسيعقد مؤتمر دولي بشأن الهجرة في أواخر عام 2018 بغرض اعتماد اتفاق عالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والعادية.

وقال السيد ليو زنمين، وكيل الأمين العام للشؤون الإقتصادية والإجتماعية بالأمم المتحدة: “تشكل البيانات والأدلة الموثوقة أداة حاسمة لمكافحة المفاهيم الخاطئة بشأن الهجرة ولوضع سياسات مستنيرة حول الهجرة”. “وستوفر هذه التقديرات الجديدة لأعداد المهاجرين الدوليين في جميع أنحاء العالم معطيات أساسية هامة للدول الأعضاء عند بدء مفاوضاتها بشأن الإتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والعادية”.

ويبين التقرير أن الهجرة الدولية تسهم إسهاما هاما في النمو السكاني في أجزاء كثيرة من العالم، بل إنها تعكس الإنحدار السكاني في بعض البلدان أو المناطق. فبين عامي 2000 و 2015، ساهمت الهجرة بنسبة 42٪ من النمو السكاني في أمريكا الشمالية و 31٪ في أوقيانوسيا. وفي أوروبا، الإنخفاض لو لم تكن الهجرة ، لكان ​​حجم مجموع السكان خلال الفترة 2000-2015 قد انخفض.

في عام 2017، كان حوالي ثلاثة أرباع (74٪) المهاجرين الدوليين في سن العمل، أو بين 20 و 64 سنة من العمر، مقارنة مع 57٪ من سكان العالم. ولأن المهاجرين الدوليين يشكلون نسبة أكبر من الأشخاص في سن العمل بالمقارنة مع مجموع السكان، فإن التدفق الصافي للمهاجرين يخفض نسبة الإعالة، أي عدد الأطفال والمسنين، مقارنة بعدد الأشخاص في سن العمل.

وفي أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، يكون الأثر الصافي للهجرة على النمو السكاني سلبيا في معظم البلدان ولكنه صغير نسبيا مقارنة بالتغيرات السكانية الأخرى. بيد أن الأثر السلبي للهجرة إلى الخارج في بعض البلدان النامية الصغيرة يمكن أن يكون كبيرا، ولا سيما بين البالغين في سن العمل.

الإتجاهات في الهجرة الدولية:

وفي عام 2017، استضافت البلدان ذات الدخل المرتفع 64٪، أي ما يقارب 165 مليون نسمة، من إجمالي عدد المهاجرين الدوليين في جميع أنحاء العالم. وعلاوة على ذلك، فإن معظم النمو في عدد سكان العالم من المهاجرين الدوليين نتج عن الإنتقال نحو البلدان ذات الدخل المرتفع، التي تستضيف 64 مليون من أصل 85 مليون مهاجر أضيفوا منذ عام 2000.

ويشمل عدد المهاجرين الدوليين 26 مليون لاجئ أو طالب لجوء، أو حوالي 10٪ من مجموع المهاجرين. وعلى الرغم من أن أغلبية المهاجرين الدوليين في العالم يعيشون في بلدان مرتفعة الدخل، تستضيف البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط ​​حوالي 22 مليونا أو 84 ٪ من مجموع اللاجئين وطالبي اللجوء.

وحدثت زيادة عالمية في متوسط ​​عمر المهاجرين من 38.0 سنة في عام 2000 إلى 39.2 سنة في عام 2017. غير أن متوسط ​​عمر المهاجرين قد انخفض في بعض المناطق مثل آسيا وأوقيانوسيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي بوجه خاص بنحو ثلاث سنوات.

وفي عام 2017، كان 48.4 ٪ من المهاجرين الدوليين من النساء. وتزيد أعداد المهاجرات عن عدد الذكور في جميع المناطق باستثناء أفريقيا وآسيا؛ وفي بعض بلدان آسيا، يفوق عدد المهاجرين الذكور عدد الإناث بنحو ثلاثة إلى واحد.

وفي عام 2017، كان ثلثا جميع المهاجرين الدوليين يعيشون في عشرين بلد فقط، وكان نصف المهاجرين الدوليين يقيمون في عشرة بلدان فقط. ويقيم أكبر عدد من المهاجرين الدوليين (49.8 مليونا أو ٪19 من المجموع العالمي) في الولايات المتحدة. وتستضيف المملكة العربية السعودية وألمانيا والاتحاد الروسي العدد الثاني والثالث والرابع من أكبرنسبة مهاجرين في العالم (حوالي 12 مليونا لكل من هذه الدول)، تليهم المملكة المتحدة (حوالي 9 ملايين مهاجر).

وجهة ومنشأ المهاجرين الدوليين:

يقيم أكثر من ستة من كل عشرة مهاجرين دوليين في آسيا أو أوروبا (80 و 78 مليونا على التوالي). وتستضيف أمريكا الشمالية ثالث أكبر عدد للمهاجرين ( 58 مليون ) ، تليها أفريقيا ( 25 مليون ) وأمريكا اللاتينية والكاريبي( 9.5 مليون ) وأوقيانوسيا ( 8.4 مليون )

وتتسق أنماط الهجرة هذه مع النمو الذي شهدته الفترة 2000 – 2017، عندما أضافت آسيا نحو 30 مليون مهاجر، تليها أوروبا، التي أضافت 22 مليونا، وأمريكا الشمالية، 17 مليونا، وأفريقيا، 10 ملايين.

وفي معظم بلدان أوروبا وأمريكا الشمالية وأوقيانوسيا، كان المهاجرون الدوليون يشكلون أكثر من 10 في المائة من مجموع السكان في عام 2017.

وفي عام 2017، كانت آسيا وأوروبا هي منطقتي المنشأ لأكبر عدد من المهاجرين الدوليين – 106 ملايين و 61 مليونا على التوالي. تليها أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي ب 38 مليونا وأفريقيا ب 36 مليونا.

وفي الفترة ما بين عامي 2000 و 2017، شهدت أفريقيا أكبر زيادة نسبية في عدد المهاجرين الدوليين الذين نشأوا في تلك المنطقة (+ 68 في المائة)، تليها آسيا (+ 62 في المائة)، وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (+ 52 في المائة) وأوقيانوسيا (+ 51٪).

ولدى الهند أكبر عدد من الأشخاص المولودين في البلد الذين يعيشون الآن خارج حدودها. وبلغ عدد الأشخاص المولودين في الهند المقيمين في الخارج 17 مليونا في عام 2017، وهو عدد يتقدم عدد الأشخاص المولودين في المكسيك الذين يعيشون خارج المكسيك (13 مليون نسمة). ولدى الإتحاد الروسي والصين وبنغلاديش والجمهورية العربية السورية وباكستان وأوكرانيا أيضا أعداد كبيرة من المهاجرين المقيمين في الخارج تتراوح بين 6 و 11 مليونا لكل منهم.

رابط مختصر
2017-12-19
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر