أنهى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني جولته الخارجية، الثلاثاء، بزيارة قادته إلى فرنسا، حيث أجرى لقاء مطولا مع الرئيس إيمانويل ماكرون ركز خلاله على القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وتداعياته الكارثية على عملية السلام.
وقال الملك عبدالله الثاني خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الفرنسي، “لا حل للقضية الفلسطينية دون القدس عاصمة لدولة فلسطين المستقلة”، مشيرا إلى أن القرار الأمريكي باعتبارها عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة واشنطن إليها يعد انتهاكا للقوانين الدولية.
واعتبر العاهل الأردني أن “القدس هي مفتاح لحل كل التحديات التي نواجهها”، مؤكدا على أن الأردن سيواصل دوره التاريخي والديني في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وأضاف أن الأردن هو الراعي للأماكن الإسلامية المقدسة في القدس، وأن عمان تتعامل بحساسية مع أي تغيير في وضع المدينة المتنازع عليها بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ومن جهته قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن وضع القدس لا يجب أن ينفصل عن قضايا التسوية الشاملة، مؤكدا التزام بلاده بدعم عمان في الإبقاء على الوضع القائم في المدينة.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن في السادس من ديسمبر الجاري عن قرار بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده في تل أبيب إليها.
وأثار هذا القرار غضبا فلسطينيا وعربيا واستهجانا دوليا، لأنه يتناقض مع كل القرارات الأممية منذ العام 1967 والتي تنص على أن تحديد مصير القدس لا بد أن يكون في إطار مفاوضات فلسطينية إسرائيلية مباشرة للتسوية الشاملة.
ويتحرك الأردن ومصر والفلسطينيون اليوم على أكثر من مستوى لإبطال مفاعيل القرار الأميركي، وكان الملك عبدالله قد قام في وقت سابق من الثلاثاء بزيارة إلى الفاتيكان، حيث اجتمع مع البابا لمدة 20 دقيقة خلف الأبواب المغلقة.
وقال بيان للفاتيكان إن العاهل الأردني والبابا ناقشا “النهوض بالسلام والاستقرار في الشرق الأوسط مع الإشارة بشكل خاص إلى مسألة القدس ودور المملكة الهاشمية كراع للأماكن المقدسة”.