فتاة فلسطينية بشعر ذهبي وعيون زرقاء.. تقاوم الاحتلال منذ أن كان عمرها 4 أعوام، غير خائفة من الجنود الإسرائيليين المدججين بالسلاح، استيقظت قبل أيام على نبأ استشهاد ابن عمها محمد التميمي لتخرج لساحة بيتها في قرية النبي صالح قرب را الله فتجده مضرجا في دمائه وما زال حيا فما كان منها إلا أن هجمت على الجنود وصفعت أحدهم، عل ذلك القلم يشفي غليلها.
الفتاة عهد التميمي ابنة الـ 17 ربيعا اعتقلها جنود الاحتلال الإسرائيلي، بعد حملة تحريض في الإعلام العبري الذي رأى أنها “أهانت جنود وضباط جيش الاحتلال الإسرائيلي”، بعد انتشار فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي الذي يظهرها وهي تصفع جنديًا إسرائيليًا اعتدى على حرمة منزل عائلتها واستخدمه منصة لقنص الطفل محمد التميمي في رأسه والذي لم يستشهد ولكنه يرقد حاليا في حالة حرجة في قسم العناية المكثفة بالمستشفى.
وقالت نجية التميمي شقيقة ناريمان التميمي وخالة الطفلة “عهد” ان جنود الاحتلال أحاطوا بمنزل باسم التميمي واعتقلوا ابنته “عهد” ودمروا كل شيء حتى الولد الصغير لم يسلم منهم هجم عليه 4 جنود وأخذوا منه هاتفه.
وتابعت “أما الأم ناريمان فاعتقلوها هي الأخرى عندما ذهبت لمركز التحقيق الإسرائيلي من أجل محاولة حضور التحقيق مع ابنتها عهد، لأنها قاصر، والقانون الدولي ينص على ضرورة وجود ولي الأمر مع المعتقل القاصر.. إلا أنها بعدما دخلت ومعها ملابس لتعطيها لعهد لم تخرج.. ثم تفاجأت باتصال بي من مكتب المحاماة يقول لي عودي إلى البيت لأن الأم ناريمان تم اعتقالها هي الأخرى”.
وقالت منال التميمي:” عرفنا ان سبب اعتقالها هو الفيديو الذي نشر على مواقع التواصل الاجتماعي والذي يظهر هجومها على الجنود الإسرائيليين ولكنه لا يبين أن هذا الفعل ما هو إلا ردة فعل على قنص محمد التميمي (15 عاما ) ابن عمها الذي أصيب في رأسه وهذا الفيديو تم تصويره بعد إصابة محمد بحوالي نصف ساعة، لذا فمن الطبيعي أن يكون للأطفال بل وللكبار ردة فعل خصوصا انهم اعتقدوا انه استشهد، كما ان ابن عمها الآخر أحمد التميمي جرى اعتقاله من المدرسة قبل أسبوع، واليوم جرى اعتقال نور التميمي بنت عمها أيضا. وقالت ان اعتقالها جاء بعد حملة إعلامية، وما صرح به نفتالي بينيت وزير التعليم الإسرائيلي عندما قال “انه لابد بالحكم عليها بالمؤبد”، أما وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان فدعا إلى ضرورة معاقبة كل عائلة التميمي لتحديها الجنود.
وأكدت أن ما يحدث يدل على كمية الخوف والارتباك الذي يعيشه الاحتلال فيعتقل أطفالا يستخدمون حقهم في المقاولة السلمية، لافتة إلى أنهم أطفال وليس معهم سلاح. صديقتها جنى التميمي نشرت شريط فيديو بعد اعتقال عهد، ظهرت فيه وهي تشرح باللغة الانجليزية ما جرى الليلة الماضية، كان واضحًا حجم الدمار والخراب الذي أحدثه الاحتلال، كتب مدرسية ومريول أخضر، فعهد هذا العام تتقدم لامتحان الثانوية العامة.
من جانبها، قالت “احترام غزاونة” منسقة وحدة التوثيق والدراسات بمؤسسة الضمير ان اعتقال الطفلة عهد ليست الحالة الأولى ولن تكون الأخيرة، ففي عام 2017 ومنذ الأول من يناير وحتى 31 أكتوبر تم اعتقال 1150 طفلا بالإضافة إلى مئات الاعتقالات التي وقعت في شهري نوفمبر وديسمبر والذي يجري توثيقهما حاليا، مشيرة إلى أن وتيرة الاعتقالات زادت بشكل ملحوظ منذ 6 ديسمبر الجاري (أي منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل).
وأكدت أن هناك حملة إسرائيلية ممنهجة حاليا تستهدف اعتقال الأطفال الفلسطينيين خاصة في القدس والخليل، مشيرة إلى أن هذه الحملة ليست من فراغ والهدف منها تدمير بنية كاملة من المجتمع الفلسطيني وهم أطفال المستقبل.
ولفتت إلى ما جرى مع الطفل فواز الجنيدي (14 عاما ) قبل أيام، وجنود الاحتلال يحيطون به من كل جانب وهو معصوب العينين، وانتشرت صورته بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، والتي تُعرّي جنود الاحتلال الذين يلاحقون الأطفال والفتية في محاولة فاشلة لقمع هؤلاء الصبية التي خرجت نصرة للقدس.