اختُتم في بغداد في 20 ديسمبر تدريبٌ متقدمٌ لتعزيز مهارات التفاوض والوساطة لدى منظمات المجتمع المدني المحلية والقيادات النسائية، نظمته بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، بالدعوة إلى زيادة مشاركة النساء ومنظمات المجتمع المدني في المصالحة المجتمعية والمصالحة الوطنية والتسوية التاريخية. وجاء هذا التدريب متابعةً للتدريب الأساسي وورشة العمل التي قُدّمت إلى نفس المشاركين في أكتوبر 2016.
وكان الهدف من ورشة العمل تدريبُ القيادات النسائية على أن يكنّ وسيطات ومُيسّرات فاعلات.
وركّزت الورشة أيضاً على الدور الهام الذي يمكن أن تؤديه المرأة في بناء السلام والمفاوضات والعمليات السياسية.
وقد جرى تقديم تدريباتٍ وورشات عملٍ مماثلة إلى 60 من القيادات النسائية والمدافعين عن حقوق الإنسان وأعضاء مجالس المحافظات والأقضية والنواحي في محافظات ميسان وكربلاء والنجف والبصرة وواسط وبابل.
وأكّدت القيادات النسائية في ورشة العمل استعدادهنّ للاستفادة من دعوة يونامي وهيئة الأمم المتحدة للمرأة إلى مشاركتهنّ الكاملة وإتاحة الفُرص لهن للمشاركة في المفاوضات والمصالحة إلى جانب نظرائهن من الذكور.
واتفقن على تشكيل شبكاتٍ داخل مجتمعاتهن لمعالجة قضايا ما بعد داعش مثل بناء الثقة بين المجتمعات المتضررة ومحاربة التطرف العنيف فضلاً عن التوفيق بين المجتمعات. وحثّت القيادات النسائية الأمم المتحدة على دعم جهودهنّ الرامية إلى إعادة بناء المجتمعات التي تفككت في أعقاب النزاع ضد داعش. كذلك، حثت المشاركات الأمم المتحدة على تعزيز مشاركة المرأة في المفاوضات والساحة السياسية التي كانت محدودةً بالنسبة للنساء.
وشدّدت مستشارة النوع الاجتماعي في يونامي السيدة ماباتلارو نونو دييمو خلال حديثها في الجلسة الختامية للتدريب الذي استمر أربعة أيامٍ على أهمية تعزيز قدرات المرأة على المشاركة المُجدية في المصالحة الوطنية والتسوية التاريخية.
وقالت السيدة دييمو: “لم يُحرز سوى تقدم محدود نحو زيادة تمثيل المرأة في عمليات التفاوض والوساطة في العراق. ومن الأسباب التي يعزى إليها ذلك اعتقادُ البعض بأن المرأة تفتقر إلى الثقة والقدرة على المشاركة في مثل هذه العمليات الهادفة إلى رسم مستقبل البلد.”
إلا أن المرأة العراقية تتسم بالصمود، وقد أظهرت أنها قادرةٌ على القيادة والتأثير في الساحة السياسية. وأضافت السيدة دييمو أنه “على الرغم من الهدف الصريح لتعزيز مشاركة المرأة على النحو المتوخى في خطة العمل الوطنية العراقية، إلا أن المشاركة السياسية المباشرة للمرأة في المصالحة الوطنية ما زالت متدنية، ولا بدّ من الإقرار بهذا الأمر ومعالجته.”
وأشارت إلى أنها اجتمعت مع قادةٍ سياسيين في بغداد وأربيل والسليمانية وناقشت معهم سُبل تعزيز مشاركة المرأة في صنع القرار والعمليات السياسية. وأكدت السيدة دييمو أن يونامي وهيئة الأمم المتحدة للمرأة ستعملان مع أصحاب الشأن كافة لضمان وضع التدابير والأطر القانونية التي تضمن مشاركة المرأة في جميع السلطات الثلاث للدولة، لا سيما السلطة القضائية التي يقلّ فيها تمثيل المرأة، وفي عمليات المصالحة الوطنية والمجتمعية وفي مجلس الوزراء والمؤسسات الحكومية.