تطرق وزير الإعلام الجديد في حكومة الإنقاذ بصنعاء، عبد السلام جابر، إلى الكثير من القضايا الإعلامية الداخلية والخارجية، شارحاً تفاصيل الوضع الداخلي بعد الأزمة الكبيرة التي مرت بها البلاد نهاية العام الماضي 2017 والتي انتهت بمقتل الرئيس اليمني السابق وزعيم حزب المؤتمر الشعبي العام علي عبد الله صالح.
وتعيش صنعاء تلك الأيام حالة استثنائية في الفقر والجوع والمرض والقتل والحصار، وعن هذا وأكثر تحدث جابر في المقابلة الصحفية الحصرية الأولى له بعد ساعات فقط من توليه حقيبة الإعلام.
وقد أجرت وكالة أنباء سبوتنيك” الروسية أول حوار مع الوزير اليمني.. وفيما يلي نص الحوار:
سبوتنيك: ما هى خطتكم الإعلامية خلال المرحلة القادمة في أعقاب الأزمات الأخيرة؟
سوف يتم تقديم خطة كاملة وتصور دقيق، للدور المنوط بالإعلام خلال المرحلة القادمة، وذلك في الاجتماع الأول لمجلس الوزراء خلال أيام، وسوف تتضمن الخطة العديد من القضايا، ومن أبرزها تطوير أداء وسائل الإعلام الرسمية، وواقع الحريات الإعلامية في اليمن، وكذا قضية المنظمات المدنية المرتبطة بالعمل المدني كالنقابات والمنظمات والاتحادات ونقابة الصحفيين، فقد كانت تلك الجهات مشلولة الحركة بعد “العدوان”، وتحتاج إلى عملية تأهيل وتفعيل، كل تلك الأمور كانت تمثل عائق أمام الإدارة الحالية، ويجب أن تكون هناك حلول للوضع القائم في المشهد الإعلامي اليمني.
سبوتنيك: شهدت المرحلة السابقة أكثر من خطاب إعلامي داخل صنعاء ما هو شكل الخطاب في المرحلة القادمة؟
الخطاب الإعلامي للقوى الوطنية المقاومة في صنعاء، موحد سواء قبل الأزمة الأخيرة أو بعدها، حتى في الوقت الذي كان صالح زعيم المؤتمر موجودا، فلم يكن الإعلام منقسماً بغض النظر عن التعبيرات التي حدثت أثناء الأزمة، أما الخطاب العام تجاة مقاومة “العدوان” فكان خطاباً موحداً.
سبوتنيك: هل يعني هذا أنه كان هناك توافق تام بين الخطاب الإعلامي الداخلي والخارجي… إذا ما تفسيرك للمناوشات الإعلامية بين إعلام المؤتمر وإعلام أنصار الله؟
الخطاب الإعلامي الموجة للداخل أو بمعنى آخر الخطاب الموجة أثناء الأزمة، فهذا الأمر كان طبيعياً، نظراً للاحتقاق الذي كان موجوداً على الأرض، بطبيعة الحال، هذا لا يؤثر على المسيرة الإعلامية خلال المرحلة الراهنة، لأن الوضع عاد إلى طبيعته والجميع الآن أمام هدف واحد هو مقاومة الآلة الإعلامية الضخمة للتحالف الذي تقوده السعودية.
سبوتنيك: أعلن إعلام التحالف صراحة نجاحه في شق الصف في صنعاء… هل لديكم استراتيجية لمواجهه ذلك مستقبلاً؟
بطبيعة الحال ما حدث بين الشريكين في صنعاء، كانت حالة طارئة ولا تشمل عموم حزب المؤتمر الشعبي، فالاختراق الذي حدث للمؤتمر كان واضحاً منذ فترة طويلة، وكانت هناك تحذيرات من جانب أنصار الله للمؤتمر وإلى العقلاء في المؤتمر وإلى زعيم المؤتمر بشكل خاص، وكانت المؤامرة تركز على شخصية محددة داخل المؤتمر، وبعد أن انتهت تلك الأزمة الأخيرة، هناك محاولات لاختراق جديد للمؤتمر، ولكننا نعتقد أن الأزمة الأخيرة كانت مفرزة حقيقية للمؤتمر نفسه، وقد استطاع المؤتمر أن ينتصر لنفسه، وما تبقى من قيادات نظيفة ونزيهة داخل المؤتمر، هى من تشكل النموذج الوطني الذي يمكن الرهان عليه في التكامل مع القوى الأخرى لمواجهه التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات وإعادة الشراكة إلى روحها الأولى، وليس هناك أي قلق من اختراقات جديدة، لأن القيادة السابقة للمؤتمر كانت تمسك بزمام كل الأمور في الحزب، أما الآن فقد أصبح المؤتمر متحرراً وأكثر شفافية، وهو ما يساعد على تحسين الجبهة الداخلية.
سبوتنيك: ما هى حقيقة قائمة الإعلاميين المؤتمريين المطلوبين من جانب الحكومة في صنعاء؟
أنا لم أسمع عن ذلك سواء كانت جهه رسمية أم داخل أنصار الله أصدرت قائمة بمطلوبين، لكننا نقول إذا كان هناك أسماء مطلوبة ويحاول العدوان استغلالها لتحويل كوادر المؤتمر الإعلامية، فبعض تلك الأسماء مطلوبة في قضايا تسبق الأزمة الأخيرة وبعضها قضايا تعود لما قبل العدوان، وكانت منظوره أمام المحاكم، وبعد تفعيل القضاء ربما تم استدعاء تلك القضايا لاستكمال الإجراءات القضائية التي كانت سابقة أصلاً وليس لها أي علاقة بالأزمة.
سبوتنيك: ما هو سقف الحرية الذي تتمتع به حكومة الإنقاذ، وهل يتم التعامل معكم من جانب أنصار الله كـحكومة كاملة الصلاحيات؟
هناك حملة شعواء لتشوية حكومة الإنقاذ والسلطة القائمة في صنعاء، وعلى رأسها المجلس السياسي، وطرح موضوع الحريات الصحفية كقضية يتحملها المجلس، فهذا تجني على الحكومة وعلى المجلس السياسي، لأن من يطرح هذه القضية هو جزء من الإعلام الذي غادر البلاد ولجأ إلى دول العدوان، نحن في صنعاء نرحب بعودة الصحفيين لممارسة أعمالهم وإعادة إصدارات الصحف، وسوف يلاقوا كل الاهتمام والرعاية أسوة بزملائهم الآخرين، المشكلة الحقيقية التي يجب أن تطرح هى أنها أغلقت أبوابها ومقراتها في صنعاء وذهبت إلى الخارج، ويطرحون تلك القضايا للمزايدة، لأنهم لا يستطيعون العودة بسبب مواقفهم من العدوان، أما الصحف الموجودة والقائمة هنا في صنعاء، فهى تصدر بشكل طبيعي وتراعي الوضع الاستثنائي الذي تعيشه البلاد من عدوان غاشم وضرورة تماسك الجبهه الداخلية، لكن هذا لا يعني أن الحكومة لديها موقف شخصي من الحرية الصحفية، وقبل ساعات كنت على تواصل مع صحفيين وإعلاميين موجودين خارج اليمن وأبدو استعدادهم للعودة في القريب العاجل للإنضمام للقوة الوطنية المواجهه للعدوان.
سبوتنيك: كم عدد الصحفيين والإعلاميين المعتقلين لديكم بعد الأزمة الأخيرة؟
ليس هناك أي صحفيين معتقلين، فقط كان هناك بعد الأزمة تحفظ على مجموعة من الإعلاميين المؤتمريين في مقرهم الذي كانوا يعملون فيه وليس في معتقل، وكان هذا التحفظ خوفاً على حياتهم أولاً، لأن هناك متضررين كثر في الأزمة الأخيرة من المؤامرة، وكان على وزارة الإعلام تأمين حياتهم إلى أن تنتهي الأزمة “ليس لدينا معتقلين”.
سبوتنيك: كيف ترون الدور الروسي في المنطقة مؤخراً؟
منذ بدء العدوان ونحن نرى في روسيا الاتحادية، أنها قوة عالمية كبرى وقادرة على لعب دور سياسي في المنطقة، وإلى الآن نرى أن الدور الروسي الخالي لم يصل إلى المستوى الذي يليق بروسيا كقوة كبرى في العالم ولا يرتقي إلى مستوى العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين ولا بالمصالح المشتركة، ونتمنى أن يكون الموقف الروسي أكثر شفافية، ومحاولة إيجاد حلول بالضغط على جميع الأطراف وهذا ما نأمله من روسيا كطرف فاعل في المنطقة.
سبوتنيك: بعد ثلاث سنوات من الحرب… كيف تقرأ المواقف الدولية السياسية والإنسانية تجاهكم؟
دور المنظمات الإنسانية في اليمن لم يصل بعد إلى المستوى الذي يتوازى مع حجم المعاناة من حصار وقتل وتشريد ونزوح للخارج، لكن هناك منظمات ولكنها تعمل بشكل محدود، والوضع الكارثي داخل البلد يحتاج إلى عمليات إغاثة واسعة ودور كبير للمنظمات الإغاثية والإنسانية، ويعيش اليمن حالة حصار إعلامي مطبقة ومخيفة من جانب العدوان للتغطية على الكوارث والمآسي التي تحدث على الأرض.
سبوتنيك: تقول إن هناك حصار إعلامي ونحن الآن نحاوركم… كيف هذا؟
ليست جميع الأبواب مغلقة فهناك بصيص أمل في التعاطي الإعلامي الإيجابي مع قضيتنا من جانب بعض وسائل الإعلام، وفي طليعة تلك الوسائل وكالة “سبوتنيك”، ونحن نعلم أن صوتنا ومظالمنا وما نعانية سوف يصل للعالم أجمع من خلال “سبوتنيك” لتحريك الضمير الإعلامي العالمي تجاة القضية اليمنية، وبكل صدق ما يحدث في اليمن يتجاوز الخيال من مجازر يومية والتدمير الشامل للبنية التحتية، ونتمنى من الإعلام الذي مازال يمارس مهنته بحيادية أن يتيح مساحات في صحفهم لعرض ما يحدث في اليمن.