الأوروبيون يتوخون الحذر في موقفهم من المظاهرات الإيرانية

آخر تحديث : الخميس 4 يناير 2018 - 1:59 صباحًا
الأوروبيون يتوخون الحذر في موقفهم من المظاهرات الإيرانية
أ ف ب:

أثارت المظاهرات التي تهز إيران ردود فعل حذرة، لدى الدول الأوروبية التي أعربت عن “القلق”، ودعت إلى “الحوار”، في موقف متأن يتناقض مع مسارعة الرئيس الأمريكي، إلى تأييد المتظاهرين ما يولد نتائج عكسية بحسب خبراء.

وتشهد إيران منذ أسبوع، تظاهرات احتجاج على الوضع الاقتصادي والنظام، تخللتها أعمال عنف أسفرت عن مقتل 21 شخصا بالإجمال وتوقيف المئات، ومنذ بدء الاضطرابات كثف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يعتبر إيران، عدوته اللدودة في الشرق الأوسط تهجمه على نظام وصفه بأنه “وحشي وفاسد”، ووعد الأربعاء بتوفير الدعم الأمريكي للشعب الإيراني “في الوقت المناسب”.

لكن الاتحاد الأوروبي الذي يخوض تطبيعا للعلاقات مع طهران، منذ إبرام الاتفاق الدولي بشأن برنامج إيران النووي في 2015، اتخذ موقفا أقل ضغينة واختار التشديد على احترام حقوق الإنسان.

لذا استنكرت وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغريني الثلاثاء “الخسائر غير المقبولة في الأرواح”، داعية “جميع الأطراف المعنية” إلى الامتناع عن “أي عمل عنف”، في اليوم نفسه أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لنظيره الإيراني حسن روحاني عن “القلق” إزاء عدد الضحايا وناشده “ضبط النفس والتهدئة”.

كما أرجأت الزيارة المقررة لوزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان إلى طهران.

وعلق وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، قائلا إن “المملكة المتحدة تراقب بانتباه الأحداث في إيران”، فيما دعت برلين طهران إلى “احترام حرية التجمع والتعبير”، وحثت النظام على الرد “بالحوار”، وصرح السفير الفرنسي السابق في إيران فرنسوا نيكولو “لا شك أن الموقف الأوروبي أقل إفادة لنا أمام الرأي العام لدينا لكنه ينم عن حكمة”.

واعتبر هذا الخبير في العلاقات الدولية أن “ما يجري في ايران تعبير عن معاناة عميقة، لكن أسلوب التعبير بلا إطار او برنامج يكشف فرص نجاح ضعيفة، ستسحق لزاما في مواجهة قاسية مع النظام”.

كذلك أوضح خبير الشؤون الإيرانية في مجموعة “ايريس” الفرنسية للبحوث تييري كوفيل انه “قبل العقوبات الاقتصادية على ايران كان الاتحاد الاوروبي الشريك التجاري الأول لهذا البلد، وعلى الصعيد الدبلوماسي فان إيران لاعب مركزي في الكثير من الأزمات الإقليمية، وكل ذلك يصب في الفكرة السائدة في أوروبا ومفادها الحاجة إلى إعادة العلاقات إلى سابق عهدها مع طهران، ويجب النظر إلى المواقف الأوروبية على هذه الخلفية”.

وأضاف أن “الاتحاد الأوروبي يبدي حكمة، لكن المهم هو المجتمع المدني الايراني، والطريقة الفضلى لدعمه تكمن في استهداف التحسين الاقتصادي وليس صب الزيت على النار، فالمعتدلون الإيرانيون لديهم الكثير ليخسروه في هذه الأزمة، فيما قد يكسب المتشددون الكثير”.

بالتالي “ليس من الحكمة ان يدعم الغرب وخصوصا الرئيس دونالد ترامب المحتجين لأن هذا الموقف قد يصب في مصلحة “الصقور” على ما أكدت صحيفة “ذا تايمز” البريطانية الاثنين، موضحة ان “أفضل ما يمكن فعله هو الانتظار وترك هذا النظام المعتل يكشف عن طبيعته الحقيقية”.

رغم كل شيء فقد تتشبث واشنطن بمواقفها عندما يحل موعد “اتخاذ ترامب قراره بالتنديد أم عدمه بالاتفاق حول البرنامج النووي الايراني في محيط 15 يناير”، على ما ذكر الباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولي دوني بوشار.

وأمام إعادة ترامب النظر في هذا الاتفاق، يقف الاوروبيون وبينهم فرنسا في الصف الاول للدفاع عن تطبيقه، ويعتبر مؤيدوه انه الأمثل لتفادي حيازة ايران السلاح النووي، وكل ذلك رغم ما أبداه ماكرون من تقارب من الموقف الاميركي تكرارا، عند مطالبته بفتح حوار مع ايران بشأن برنامجها الصاروخي وأنشطتها الخارجية وخصوصا في العراق وسوريا.

رابط مختصر
2018-01-04 2018-01-04
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر