انقلاب “التيار”.. بحضور إلياس بو صعب

آخر تحديث : الخميس 4 يناير 2018 - 9:44 صباحًا
انقلاب “التيار”.. بحضور إلياس بو صعب

يتعمّق الشرخ بين حزب القوات اللبنانية والتيار والوطني الحرّ تزامناً مع اقتراب موعد الاستحقاق النيابي. وتنتقل المعركة من الاتهامات في ملفات وصفقات وزارية إلى الساحة التربوية بعد انتخاب كريستيان خوري (التيار الوطني الحر) رئيساً لمجلس إدارة صندوق التعاضد لمعلمي المدارس الخاصة، وهو ما اعتبره “القوات” خرقاً لاتفاق جرى في ما بينهما بالتنسيق مع باقي الأحزاب واللبنانية، برعاية مستشار رئيس الجمهوريّة الوزير السابق الياس بو صعب.

ويبدو أنّ تداعيات هذا الخلاف “التربوي” لن يُسكِت “القوات” بعد اليوم، باعتبار أن الأمور تزداد تعقيداً بين حلفاء الأمس، والملفات تتكدّس، وباتت مفتعَلة من قبل التيار الذي يواصل خروقه في مجالات عدة، وفقاً لمصالحه، خصوصاً بعدما جاء ردّ بو صعب متناسقاً مع كلام “القوات” في ما خصّ خرق الاتفاق الأخير.

وبحسب ما نشره موقع “ليبانون ديبايت” اللبناني، اتهمت مصلحة المعلّمين في “القوّات”، “الوطني الحرّ”، في بيان لها، بالانقلاب على ما جرى الاتّفاق عليه سابقاً، من خلال التوافق على سحب مرشّح القوّات لمنصب نقيب للمعلمين، وانتخاب رودولف عبّود نقيبًا للمعلّمين مع عضوين للتيّار، مقابل انتخاب رفيق فهد رئيساً لمجلس إدارة صندوق التعاضد، لكن الخرق حصل من قبل التيار للبند الأخير، باعتبار أن فهد محسوب على القوات.

لم يتأخر راعي الاتفاق الوزير بو صعب بالرد مؤكداً أن “الاتفاق تم التفاهم عليه مع القوات في منزلي بانتظار التفاهم مع الأحزاب الأخرى وخصوصاً تيار المستقبل. اما ما حدث في ما بعد وخلال مراحل التنفيذ وأدى الى عدم اكمال بنود الاتفاق فلم أكن على اطلاع عليه ولم أتابعه”.

على الطرف الآخر، اتهم المكتب التربوي للتيار، في بيان، القوات بالتضليل ومحاولة اقصائه، ونسج تحالفات تحت الطاولة.

لكن رئيس مصلحة المعلمين في “القوّات” رمزي بطيش، يوضح لـ”ليبانون ديبايت” تفاصيل هذه الانتخابات، مشيراً إلى أن المشاورات لانتخاب نقيب للمعلمين في المدارس لخاصة انطلقت في حزيران العام 2017، وسمّينا مرشحنا رفيق فهد للنقابة. وتحدّثنا مع التيار في هذا الشأن باعتباره حليفاً، وتوافقنا على أن يكون النقيب من نصيب أحد الطرفين، وجرى على هذا الأساس اتصالات عدة حتى دعانا الوزير بو صعب إلى منزله، وبدت مشكلة التيار بتبنيه ترشيح شخصيتين طوني مدوّر ورودولف عبود. وخلال اللقاء جرى النقاش على أساس اعطائهم النقابة والتصويت لصالح مرشحهم مقابل نقابة أخرى لنا. فطرح المسؤول التربويّ في التيار روك مهنّا أن تُعطى رئاسة مجلس التعاضد للقوات، وتم الاتفاق على هذا الأساس”.

ويضيف أنه “بعدها تحدثنا مع بقية الأحزاب، وفي مقدمتهم تيار المستقبل الذي كان ينتظر الاتفاق، باعتبار أنّ المدارس الخاصة معظمها تابعة للطائفة المسيحية، ومتفق عرفاً أن يكون الرئيس مسيحي، كما جرى التوافق مع حزب الله وحركة امل”.

انتُخب عبود في تموز 2017 نقيباً، وشكر مصلحة المعلمين في القوات على تصويتهم وتحالفهم. وبعد انتهاء ولاية رئيس إدارة مجلس التعاضد مجيد العيلي، تفاجأ القوات بترشيح خوري من قبل التيار. ويقول بطيش “عندما تحدّثنا مع روك بالأمر رفض حتى ضم اسم مندوب القوات للائحة، وعلّل السبب بأن السياسة العامة غير راضيين عنها”. ويعتبر رئيس مصلحة المعلمين في “القوّات” أسباب انقلاب التيار “طمع وسياسة”، مؤكداً أنهم صوّتوا لمرشح التيار لنقابة المعلمين، وما يُحكى عكس ذلك غير صحيح.

في المقابل، يكتفي رئيس مجلس إدارة التعاضد الجديد كريستيان خوري بالقول لـ”ليبانون ديبايت”، إنّ بيان القوات يحمل الكثير من المغالطات، مشيراً إلى أن الاتفاق جرى مع المستقبل وليس مع القوات. ويوضح أنه فاز بسبعة أصوات مقابل صوت واحد للقوات، وهذا الفارق بعد تصويت بقية الأحزاب له يلفت إلى أنه هو الفائز بموافقة جميع الأطراف.

رابط مختصر
2018-01-04
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر