وجهت مريم رجوي، زعيمة المقاومة الإيرانية، والتي تتخذ من العاصمة الفرنسية باريس مقرا لها، خطابا للمتظاهرين الإيرانيين، حثتهم فيه على مواصلة احتجاجاتهم، كما طالبت جميع الإيرانيين للانضمام للمظاهرات بهدف حصولهم على الحرية والعدالة.. وفيما يلي نص الخطاب:
أيها المنتفضون! يا بنات وأبناء إيران البطلة! يا من انتفضتم وجعلتم المدن الإيرانية مضاءة بنور طلب الحرية والعدالة،
بوركت يداكم وأنتم قد هززتم الأرض تحت أقدام نظام ولاية الفقيه البائد.
آلاف التحية للشهداء الكرام في «دورود» و«تويسركان» و«نورآباد» و«إيذه» و«شاهين شهر» و«قهدريجان» و«همايون شهر» و«جوي آباد بإصفهان»!
انكم قرّبتم الشعب الإيراني إلى تحقيق آمالهم التي طمست منذ مئة عام.
انكم أثبتم أن إيران المتحررة من نير ولاية الفقيه والاستبداد الديني أمر ممكن.
وها هي الشعوب المقهورة المراقة دماء أبنائها من اضطهاد ولاية الفقيه في الشرق الأوسط، بدءا من سوريا وإلى العراق وأفغانستان رفعت أكفها إلى الدعاء لكم.
كما علّق عليكم آماله كل من يدافع عن الحرية والديمقراطية في أرجاء المعمورة. وبدأ يسمع العالم صوت مظلوميتكم، والحكومات والمؤسسات الدولية تشيد بانتفاضتكم واحدة بعد أخرى وتدعمها.
إن شهداء الشعب الإيراني، بدءا من الأبطال الذين سقطوا في ثمانينات القرن الماضي وسجناء المجزرة في العام 1988 وإلى القائمين بالانتفاضة في العام 2009 وشهداء أشرف وليبرتي يتطلعون إليكم الآن.
إنكم أبناء «ستارخان» و«مصدق» و«حنيف نجاد» وأن انتفاضتكم تحيي المآثر الإيرانية وتزيدها غناء.
ولجأ كبير جلادي نظام ولاية الفقيه خامنئي والمتعاونين معه إلى تهديدكم اليوم وبدأوا ينشرون حصيلة جرائمهم وحشّدوا قواتهم العسكرية لمواجهة الانتفاضة العارمة للشعب الإيراني.
عناصر النظام المسماة بالاصلاحية والاعتدال ممن لم يبخلوا عن تقديم أي خدمة للولي الفقيه الدموي، فقد نزعوا الآن النقاب عن وجوههم ويطالبون بقمع الشعب المطالب بالحرية. إنهم يحاولون بشتى الوسائل، لإيقاف حملة انضمام أبناء الشعب المتصاعدة إلى صفوفكم، ولكن خلف كل هذه التهديدات، يساور النظام بأكمله خوف كبير.
إن نظام ولاية الفقيه ورغم كل استعراضاته للقوة، ما هو إلا ذئب من ورق لا يطيق أمام انتفاضتكم. لأنكم أنتم القوة الحاسمة. ولأنكم أنتم أعداد لاتحصى، ولأنكم تتزايدون مع مرور كل يوم. وعندما تتصولون، متحدين ومتحالفين ومتلاحمين ومتماسكين، فان هذه الإرادة الموحدة تتغلب على كل قوة وسلطة.
ويظن الملالي أنهم وباغلاق الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، فان انتفاضتكم تتوقف عن التقدم والانتشار والتوسع، ولكنهم لا يعلمون ولا يستطيعون أن يدركوا أن هذه القلوب المتلاحمة والآلام المشتركة هي التي تدفع الحراك والانتفاضة إلى الأمام وتنشرها في كل مكان وتحرّك المدن واحدة بعد أخرى للانتفاضة.
أدعو كل المواطنين في أرجاء إيران إلى الانتفاض والالتحاق بالأمواج الهادرة للمطالبة بالحرية. المواطنين البلوش والكرد والترك والبختياريين واللور والتركمان والقشقائين، المواطنين من أهل السنة، المواطنين الساكنين في القرى والضواحي وبيوت الصفيح في عموم إيران!
هذه الانتفاضة لكم ومن أجلكم.
إن آبنائكم المنتفضين الذين يخوضون أكثر الصفحات حسما في ساحة الوغى، راحوا يقلبون الصفحة المظلمة في التاريخ الإيراني، فانهضوا إلى مناصرتهم!
أيها المواطنون الأعزاء، ويا أخواتي واخواني!
لا تتركوا المنتفضين وجيش المحرومين والمنهوبة أموالهم بوحدهم بلا دفاع في الشوارع. حان الوقت لكي يقوم العمال والمزارعون وتجار السوق والموظفون والمعلمون والأطباء والممرضون والاستاذة وكل الشرائح بدعمهم. انها انتفاضة تتعلق بكل الشعب الإيراني المحبوس المطالب بالحرية. لا تفوتكم أية فرصة للدعم والانضمام إلى النساء البطلات والرجال البواسل الذين يناضلون بصدور عارية في الشوارع. ابدأوا الاعتصام والإضراب في المعامل والدوائر وبيئات العمل حيثما كان لكي يرى العالم احتجاج عموم الشعب الإيراني على حكم الملالي البغيض ويسمع صوت الشعب المكبّل.
ومثلما قال مسعود قائد المقاومة: إن إيران وشعبها الأسير انتفضوا. والصبح قريب. وأن رسائله خلال هذه الأيام أفضل عامل لشق الطريق وأنصع دليل عمل.
الانتفاضة التي قمتم بها هي انتفاضة من أجل الحرية والديموقراطية والمساواة وفصل الدين عن الدولة.
انتفاضة من أجل العدالة الاجتماعية وهذه حركة وانتفاضة حتى النصر.
التحية لكم جميعا! التحية للحرية!