رجحت تقارير دبلوماسية غربية أن تشكل القارة الأفريقية رقعة أساسية للصراع، في المستقبل خصوصا بين واشنطن وبكين، في سيناريو شبيه بالحرب الباردة.
وفي نسخة، تحاكي أحداث النصف الثاني من القرن العشرين في أوروبا، تتوقع تقارير بأن يؤول التنافس المحموم على النفوذ بين الجانبين إلى استقطاب في القارة السمراء، ينتهي بتمزيقها، بين معسكر شرقي يحسب على الصين، وغربي يحسب على الولايات المتحدة.
وبالرغم من ضعف النفوذ الأميركي في المنطقة، اقتصاديًا مقارنة بالصين، وسياسيًا وعسكريًا مقارنة بفرنسا ودول الاتحاد الأوروبي، فإن واشنطن لا تخفي اهتمامها بتدارك هذا الوضع، لا سيما وأن القارة تضم أكبر تجمع للدول النامية في العالم، ذات الأسواق المتعطشة للاستثمارات، والثروات الهائلة.
ومما يزيد من أهمية القارة في هذه المرحلة، حاجة الصين الملحة إلى تنويع مصادر واردات الطاقة، وهي التي احتلت، عام 2016، صدارة قائمة مستوردي النفط عالميًا، بعد تخلي الولايات المتحدة عن ذلك الموقع.
ولا أحد يعلم، ما إذا كانت واشنطن قد بلورت، بالفعل، استراتيجية جديدة تجاه أفريقيا، إلّا أن عددًا من التقارير، تم تسريبها مؤخرا، تلقي الضوء على تحركات أميركية غير مسبوقة، خاصة في غرب وشمال غرب القارة، بخلاف تركيز واشنطن السابق على منطقة القرن الأفريقي.
ونشرت مجلة “ذي إنترسبت” وثائق مسربة من البنتاغون، حول تدريبات نظرية واسعة النطاق، تشمل القوات البرية والبحرية والجوية، تحاكي عملية عسكرية كبيرة في الغرب الأفريقي، عام 2023، للقضاء على “إرهابيين” نفذوا هجمات في الولايات المتحدة.
وكشفت المجلة وثيقة سرية لقيادة القوات الأميركية في أفريقيا “أفريكوم”، تشير إلى عملها على إنشاء قاعدة للطائرات من دون طيار في النيجر، على أن يشمل نطاق عملها دول المنطقة، وذلك بتكلفة تناهز 100 مليون دولار.
ونقلت في تقريرها عن الخبير الأميركي حول الوجود العسكري لواشنطن بأفريقيا، آدم مور، قوله إن ذلك ليس نشاطًا معزولًا، بل هو جزء من “توجه نحو تدخل أكبر، ووجود دائم في غرب أفريقيا” وذلك لتدارك الضعف في النفوذ الأميركي بالمنطقة مقارنة بالنفوذ الفرنسي، ولاستباق التغلغل الصيني القادم من شرقي القارة.