كما أثار قرار ترشحه لانتخابات الرئاسة المصرية لعام 2018 من دولة الإمارات العربية جدلا واسعا في الشارع المصري، خاصة بعد أن بثت قناة “الجزيرة” القطرية بشكل حصري قرار ترشحه، أثار قرار الفريق أحمد شفيق، رئيس وزراء مصر الأسبق، بعدم ترشحه للانتخابات الرئاسية جدلا أكثر في الشارع السياسي والشعبي، بعد أن سبق قراره، بساعات، الموعد الذي قررته اللجنة العليا للانتخابات لإعلان الجدول الزمني لإجراء الانتخابات الرئاسية التي من المقرر أن تشهدها مصر في أبريل من العام الجاري.
فقد اختلفت آراء السياسيين والمحللين المراقبين للمشهد حول قرار “شفيق”، وفيما يلي بعضا من هذه الآراء:
بشرى شلش: موقف أحمد شفيق من ترشحه للانتخابات الرئاسية غامض
وصف الدكتور بشري شلش، الأمين العام لحزب المحافظين، موقف الفريق أحمد شفيق من ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية 2018 بـ”الغامض”، مشيرًا إلى أن شفيق أعلن في البداية عزمه الترشح بالانتخابات لكنه عدِل عن قراراه في تناقض واضح بين الموقفين.
وأوضح شلش، في تصريحات صحفية، أن شفيق ذكر في البداية أثناء إعلان الترشح أن البلاد تمر بالكثير من المشكلات والتي شملت جميع مناحي الحياة، وأدت إلى انهيار أو تردي مستوى كافة الخدمات المؤداة إلى المواطنين اقترنت بتنامٍ مخيف في حجم الديون، ثم بعدها في إعلان تراجعه قال إن البلاد تشهد تطورات وإنجازات رغم صعوبة الظروف التي أوجدتها أعمال العنف والإرهاب.
وأكد أمين حزب المحافظين أنه “كان يتوجب على شفيق دراسة موقفه من الترشح بالانتخابات بشكل جيد قبل إعلانه من البداية، خاصةً أنه رجل دولة ومرشح سابق بالانتخابات الرئاسية لدولة بحجم مصر”.
عبد الله المغازي: تراجع شفيق عن الترشح للرئاسة شيء طبيعي
وحسب رؤيته، قال الدكتور عبد الله المغازي، مساعد رئيس الوزراء السابق، تعقيبًا على إعلان الفريق أحمد شفيق، عدم ترشحه لرئاسة الجمهورية، إنه أمر طبيعي أن يرى كل مرشح الأمور المتاحة له، وهل هناك تقبل شعبي له، أو هناك أمور بإمكانه تحقيقها حال حصوله على المنصب.
وبحسب موقع جريدة الوفد أضاف “المغازي”: خلال مداخله هاتفية مع الشيخ مظهر شاهين ببرنامج “الشارع المصري” المذاع عبر فضائية “الصحة والجمال” أن الكتلة التصويتية التي انتخبت الفريق “شفيق” إبان انتخابات الإخوان، هى نفسها التى أعطت الرئيس عبد الفتاح السيسي، فالشعب المصري يختار شخصية وطنية تستطيع أن تقود، ومن الصعب أن يكون هناك رؤية وبرنامج تام للرئيس السيسي يطبقه بالفعل، ولاينتخبه الناس”.
واعتبر، أن انسحاب “شفيق”من الانتخابات الرئاسية بعد أن رأى هذه الأمور والمعطيات، نوع من العقل، لافتًا إلى أن وجود مرشحين أقوياء امام “السيسي” أمر هام على المستوى الداخلي والدولي، والفريق شفيق يمثل نفس تيار الرئيس السيسي”، وأوضاعهم شبيهة ببعض، ولو ظهر مرشح قوي من تيار مختلف أمام الرئيس، وكانت كاريزمته تسمح بتأييد شعبي له، كان ذلك سيساهم في إجراء انتخابات قوية.
سكينة فؤاد: “شفيق” شخصية كبيرة لها قيمتها..وقراره يستحق الاحترام
قالت الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد، مستشار رئيس الجمهورية السابق، قالت إن موقف الفريق أحمد شفيق يستحق الاحترام، لأنه مبنى على دراسة للواقع ويقدر ما يمتلئ به من تحديات، ومن أهم الصفات التى يجب أن تتميز بها الشخصية القيادية، الشجاعة فى إعلان ما تستطيعه وما لا تستطيعه.
وأضافت فى تصريحات لها: «مصر تمر بمرحلة من أخطر التحديات، والحرب على الإرهاب جزء منها، فدائرة النار والمؤامرات الإقليمية تحيط بمصر، ومنها مجيء تركيا لتأخذ جزيرة من السودان، فعلًا الموقف بالغ الخطورة، يقتضى منا جميعا ومن كل مصري محب لهذه البلد أن يكون جزءًا من المشاركة قدر ما يستطيع، وأنا أثق بأن الفريق شفيق سيشارك بما يستطيع».
وتابعت قائلة: «أتمنى على اللجنة الوطنية للانتخابات أن تعلن عن إجراءات وتحذيرات ضد كل من يحاول التقليل أو الإساءة لقيام عملية ديمقراطية، أساسها انتخابات حرة، يشارك فيها كل من لديه القدرة، بحيث تكون الكلمة الأولى والأخيرة للشعب المصرى، بمعنى أن تكون هناك محاسبة لكل من يحاول أن يسيء لمن يرى فى نفسه صلاحيات الترشح، وأنا أثق بأن الدولة المصرية تريد عملية انتخابية تتوفر فيها شروط الشفافية لبناء الدولة الديمقراطية».
وحول ما إذا كان “شفيق” قد تعرض لضغوط للانسحاب من الانتخابات الرئاسية المقبلة، قالت سكينة فؤاد: «أنا لا أثق بهذا الكلام، الفريق شفيق شخصية كبيرة لها قيمتها ودورها، ولا يمكن أن يتعرض لضغوط كما يقول هؤلاء، فالضغوط كي لا يترشح أحد إساءة للعملية الديمقراطية».
وأضافت: «أنا أثق بأنه لم يتعرض لضغوط، ولكنها جزء من حرب الشائعات ومحاولات التشويه، وهى جزء من المخاطر التى نتعرض لها الآن، فلا يمكن أن تحدث من الداخل محاولات لتشوية الانتخابات، في ظل السعي نحو استكمال بناء دولة ديمقراطية».
الدكتور رفعت سيد أحمد: “شفيق” لم يكن جادا من البداية..وأنقذ نفسه بالتنازل
من جانبه، قال الدكتور رفعت سيد أحمد، مدير مركز يافا إن الفريق شفيق لم يكن جادًا من البداية في تقنين أوضاعه، حتي وإن كان جادًا فلم يكن له حظ من النجاح، لأنه لم ينل منزلة حب لدى الشعب المصري، وذلك لتركه مصر في ظل حكم الجماعات الإرهابية وسافر إلى دولة الإمارات.
وأضاف رفعت أن شفيق أنقذ نفسه بالتنازل، لأنه فقد الكثير من مقومات النجاح، نتيجة هروبه وعدم وقوفه مع مصر وشعبها، فذهب إلى دولة الإمارات لـ«الفسح»، ولكنه في النهاية عاد إلى أرض الوطن بطريقة أفقدته ثقة المواطنين فيه.
النائب محمد بدراوي: “شفيق” لم يتعرض لضغوط ..وقرار صائب واتخذه بعد دراسة
أما النائب محمد بدراوى، عضو مجلس النواب عن حزب الحركة الوطنية، فقال إن الفريق شفيق مثلما قال فور وصوله إلى مصر، إنه سيدرس الملف من خلال وجوده على أرض وطنه، وأنه سيقوم بعقد لقاءات مستمرة ومن ثم الوصول إلى النتيجة المطلوبة، وهذا ما قام به بالفعل.
وأضاف بدراوى فى تصريحات له قائلًا: «قرار الفريق شفيق ورغبته فى الترشح جاء بشكل مبدئى فى الخارج، لكنه فور عودته إلى مصر تراجع عن الترشح، ومن هنا يمكن القول بأنه لا يمكنه اتخاذ قرار وهو خارج الملعب، لكن بعد عودته بدأ فى دراسة الأوضاع، فالتقى بكوادر حزبية وشخصيات عامة واتخد القرار بعد دراسة».
وتابع: «لا يمكننا القول بأن قرار الفريق شفيق اليوم به تعديل، لكنه قرار صائب اتخذه بعد الدراسة، فأنا من هؤلاء الذين التقوا الفريق شفيق منذ 10 أيام، برفقة نائب رئيس الحزب، والأمين العام للحزب، ورأينا أنه منذ عودته من الإمارات يلقى معاملة رائعة تحت رعاية الدولة»، وأضاف: «النهاردة هو فى بيته وبالتالى لا يمكن التصديق بأن الفريق تعرض لضغوط ولكن قراره ناتج عن دراسة الأوضاع، كما أن الإعلان الأول بشأن الترشح كان بشكل مبدئى قبل الدراسة».
وأردف: «أعتقد أن الناس لا بد أن تنظر إلى المسألة على قدرها، فنحن نتحدث عن قيمة وطنية بقامة الفريق شفيق، ولا داعى للمزايدات، لكن كل منا لا بد أن يقوم بواجباته، والفريق شفيق يرأس حزبًا يدعم الدولة ضد الإرهاب من خلال مؤتمرات ولقاءات مسجلة».