يعقد معهد الشارقة للتراث بدولة الإمارات العربية المتحدة الورشة الإقليمية الثانية لمراجعة مكنز الفولكلور العربي (واصفات الشام- وادي النيل- شرق أفريقيا- شمال أفريقيا) في الفترة من 21 إلى 25 يناير الجاري.
وعن دوافع انعقاد هذه الورشة يقول الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث: تحفل الثقافة الشعبية العربية بآلاف العناصر التي تحوي كمًّا من التفاصيل والعلاقات التي من الصعب الوقوف عليها أو قراءتها أو تحليلها، دون أن نمتلك أدوات منهجية قوية لتوثيقها وحفظها وإتاحتها.
وعلى سبيل المثال ترتبط عادات الزواج– رأسيًّا – بعادات الخطوبة، والمهر، وتقديم الشبكة، والدخلة.. إلخ، كما ترتبط– أفقيًّا – بعناصر التراث الشعبي الأخرى كالموسيقى، والأغاني، والمعتقدات الخاصة بحماية العروسين، وفنون الفرجة، والرقصات الشعبية، وفنون الزينة والحلي..إلخ.
ويضيف “المسلم”: ومن ناحية ثانية تتداخل هذه العناصر مع عناصر أخرى عبر المكان، فنجد تنوعًا ثقافيًّا في عنصر ما في بيئة مختلفة، كما نجد تشابهًا أو اختفاءَ لعنصر آخر. أما إذا توسعت الرؤية خارج النطاق المحلي،فسنجدنا أمام كم لا حصر له من التنوعات الثقافية للعنصر الواحد إذا تتبعنا مساراته من الخليج العربي، فالشام، مرورًا بحوض النيل وشرق أفريقيا، وصولاً للمغرب العربي.
وتابع “المسلم”: ومن ناحية ثالثة يتدخل عامل الزمن، فنكتشف عناصر من الثقافة الشعبية لاتزال تعيش بيننا رغم مرور السنين، وقد نقف على عناصر أخرى كانت حية بين الجماعة الشعبية في زمن ما، غير أنها اختفت من الذاكرة تمامًا، وقد نقف على عناصر تطورت وتحورت وتبدلت وظائفها وعاشت بيننا في ثوب جديد.وعلى المستوى الميداني، تحمل الجماعات روايات متعددة ومتداخلة حول موروثها الشعبي في صورة حكاية، أو سيرة شعبية، أو معتقد، أو ممارسة شعبية، أو فنون، أو حرف تقليدية..إلخ. كما تحفظ الدراسات المنشورة والوسائط المسجلة بأنواعها كمًّا هائلاً من المواد التي تحتاج لمنهج توثيق علمي رصين لإتاحتها.
تصدي معهد الشارقة للتراث لنشر المكنز العربي
وعن ملامح هذه الورشة يقول الدكتور محمد حسن عبد الحافظ، المدير الأكاديمي لمعهد الشارقة للتراث: تحمل هذه الورشة ملامح أمل جديد في إطار تبني معهد الشارقة للتراث لفكرة تنفيذ “مكنز الفولكلور العربي” والذي عكف على إنجازه دكتور مصطفى جاد الذي سبق وأنجز “مكنز الفولكلور المصري”، سنة 2007، ونهض بإنجاز “المكنز العربي”، منذ هذا التاريخ حتى تم الانتهاء من إعداده عام 2017.
ويضيف “عبد الحافظ”: وتشرع “الإدارة الأكاديمية” بمعهد الشارقة للتراث في تنفيذ المراجعات العلمية للمكنز، وإعداده للنشر في صورته الورقية والرقمية، بالتعاون مع “مركز التراث العربي” بالمعهد الذي يضطلع بتنفيذ مشروع ضخم لجمع وتوثيق عناصر الثقافة الشعبية العربية الميدانية والمنشورة، لإدخالها لقاعدة بيانات المكنز العربي.
مكنز الفولكلور وسيلة منهجية لحفظ الثقافة الشعبية
وتابع “عبد الحافظ” في تصريحاته: يحوي مكنز الفولكلور العربي ما يقرب من 25.000 واصفة (مصطلح) عربية مصنفة تصنيفًا موضوعيًّا حسب التصنيف الدولي للتراث الثقافي غير المادي الذي اعتمدته اليونسكو، مع بعض الإضافات المسايرة للثقافة الشعبية العربية.
وأوضح “عبد الحافظ” أن مصطلح مكنز (Thesaurus) معروف في علم المعلومات على المستوى الدولي. ويمكننا تعريف “مكنز الفولكلور العربي” بأنه “قائمة بالواصفات المرتبطة بالتراث والمأثور الشعبي العربي وعلاقاتها التكافؤية والهرمية والترابطية، ويكون ترتيب وعرض الواصفات وعلاقاتها بما يخدم بكفاءة وفاعلية في تحليل محتوى المادة الفولكلورية، وتُستخدم واصفات المكنز في استرجاع عناصر الظواهر الفولكلورية بوسائطها المتعددة”.
كما لفت “عبد الحافظ” إلى أن “مكنز الفولكلور العربي” يُصنف إلى ستة أقسام رئيسية، هي:
1. الموضوعات العامة.
2. المعتقدات والمعارف الشعبية.
3. العادات والتقاليد الشعبية.
4. الأدب الشعبي.
5. فنون الأداء الشعبي.
6. فنون التشكيل الشعبي والحرف.
كما يصنف جغرافيًّا إلى خمسة أقاليم ثقافية، هي:
1.الخليج العربي.
2.الشام.
3.وادي النيل.
4.شرق أفريقيا.
5.شمال أفريقيا.
مهام الورشة الإقليمية الثانية
وعن مهام الورشة يقول الدكتور مصطفى جاد، منسق الورشة: لمَّا كان مشروع المكنز العربي شديد الاتساع والتعقيد والتنوع والتشابه بين الثقافات الشعبية العربية، فقد لزم التخطيط لمجموعة من ورش العمل الإقليمية تجمع خبراء الثقافة الشعبية العربية، من أجل الاطلاع على ما تم إنجازه ومراجعته، ومناقشة بعض الإشكاليات التي وردت به.
ويضيف “جاد”: تناقش الورشة الإقليمية الثانية واصفات الثقافة الشعبية المرتبطة بمناطق: الشام (فلسطين- الأردن- سوريا- لبنان)- وادي النيل (مصر- السودان)- شرق أفريقيا (الصومال- جيبوتي- جزر القمر)- شمال أفريقيا (ليبيا- تونس- الجزائر- المغرب- موريتانيا). الورشة الإقليمية الأولى (واصفات مكنز الخليج العربي).
جدير بالذكر أن معهد الشارقة للتراث نظم الورشة الإقليمية الأولى لمراجعة المكنز العربي، حيث شارك خبراء الخليج العربي في هذه الورشة ممثلين عن كل من: الإمارات- السعودية- البحرين- سلطنة عمان- الكويت- اليمن- العراق. وعكف الخبراء على مراجعة المصطلحات والواصفات التيتخص الخليج العربي وعلاقته بالدول العربية الأخرى ورصد المشترك والمختلف بينها.
