قال أحمد الهواري الباحث في المركز المصري لدراسات أفريقيا، إن تكليف الرئيس السوداني عمر البشير، لسفيره لدى القاهرة، بحل القضايا العالقة مع مصر، يعني توجه السودان بدوره إلى التفاوض الدبلوماسي وحل الأزمات.
وأضاف الهواري، في تصريحات خاصة لـ”سبوتنيك”، أمس الخميس، إن السودان لمس خلال الأيام الماضية حرص مصر الكامل على علاقاتها مع الخرطوم، خاصة في ظل التصعيد الدبلوماسي والإعلامي الموجود في السودان، والذي لم يؤثر في الموقف المصري الداعم للعلاقات المصرية السودانية، حيث أدارت مصر الأزمة باحترافية.
وتابع: “مصر تعاملت بشكل متوازن جدا مع الأزمة السودانية، فعلى الرغم من تصعيد حدة الخطاب الإعلامي في الصحف والوكالات والقنوات السودانية، إلا أن التصريح الأول للرئيس عبدالفتاح السيسي استطاع إزالة كافة الأزمات بين الجانبين، عندما أعلن عن حرص مصر الكامل على علاقاتها مع “شقيقتها وجارتها السودان”، ما ترك انطباعاً راسخاً بأن مصر لن تتآمر على أحد”.
وأوضح الخبير في الشؤون الأفريقية، أن ما حدث خلال الفترة الماضية، كان — في ظاهره — “محاولة أحادية للتصعيد من جانب السودان، خاصة مع تصريحات السفير السوداني بالقاهرة بأن جميع الخيارات مفتوحة بداية من قطع العلاقات وصولاً إلى الحرب، ولكن الحقيقة هي أن السودان يخشى أن تضعه مصر جانباً فيما يتعلق بمفاوضات سد النهضة”.
وأكد الهواري، وهو دبلوماسي سابق، أن الأشهر الماضية، شهدت محاولات من جانب دولة إثيوبيا، للإيقاع بين مصر والسودان، وبالفعل نجحت إثيوبيا في هذا الأمر وأعطت إيحاءات للخرطوم أن القاهرة تحاول استبعادها من مفاوضات سد النهضة، بالإضافة إلى معلومات خاطئة قدمتها أديس أبابا بشأن دعم مصر للمعارضة السودانية.
ولفت إلى أن الموقف المصري تمكن من التغلب على هذه المحاولات، بداية من تصريحات وزير الخارجية المصري سامح شكري، التي أكد فيها على أهمية دولة السودان بالنسبة لمصر، والتي عكست حالة عميقة من التقدير من مصر للسودانيين، وعكست في الوقت نفسه حرص الدولة المصرية على إبقاء السودان في خانة الأشقاء، وصولاً لتصريحات الرئيس السيسي.
ومن جانبه رحب الصحفي السوداني أحمد العادل، ببشائر التهدئة التي لاحت في الأفق، بعد استدعاء الرئيس السوداني عمر البشير للسفير السوداني لدى القاهرة عبد المحمود عبدالحليم، وإصدار أوامره بضرورة حل المشاكل العالقة مع مصر بالطرق الدبلوماسية.
وأوضح العادل، في تصريحات خاصة لـ”سبوتنيك”، أمس الخميس 18 يناير/ كانون الثاني 2018، أن كافة محاولات الوقيعة بين دولتي مصر والسودان لن تنجح، لأن الجذور التاريخية بين البلدين ثابتة، مهما تعددت نقاط الاختلاف، فهما في النهاية دولة واحدة، وكلاهما عمق استراتيجي للأخر، ومصر تعد بوابة أمن قومي للسودان.
وكان الرئيس السوداني عمر البشير، طالب سفير السودان لدى القاهرة، بحل القضايا العالقة مع مصر، بينما أكد البشير، ثقة حكومته بالدبلوماسية السودانية، لتأسيس علاقات قائمة على الاحترام وتبادل المصالح المشتركة مع دول الجوار.
وحسب وكالة السودان للأنباء، أول أمس الأربعاء، فإن “الرئيس البشير، التقى اليوم، بـسفير السودان لدى القاهرة، عبد المحمود عبد الحليم”، وأوضح السفير السوداني، أنه تناول مع الرئيس البشير، أوضاع العلاقات السودانية المصرية حاليا والأوضاع في الإقليم والمنطقة”.
وكشف عبد الحليم، أن البشير، وجهه بالعمل على حل القضايا العالقة مع مصر التي استوجبت استدعاءه من مصر”، وأفاد أن الرئيس البشير، طمأن خلال اللقاء على أوضاع الجالية السودانية في مصر.