أعلن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس الجمعة، أن الولايات المتحدة تواجه “تهديدات متزايدة” من قبل الصين وروسيا اللتين اعتبرهما من “القوى الرجعية” التي “تسعى إلى إقامة عالم يتناسب مع أنظمتها المتسلطة”.
وخلال تقديمه استراتيجيته للدفاع القومي، طالب ماتيس بتأمين الوسائل الكفيلة بتحديث الجيش الأميركي، معتبرا أن “التقدم التنافسي” للولايات المتحدة يواصل “التراجع في كل الميادين”.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قدم الشهر الماضي “استراتيجيته للأمن القومي”، وصدر تقرير ماتيس حول استراتيجيته للدفاع القومي ليكون الترجمة العسكرية لهذه الاستراتيجية.
وشدد ترامب في استراتيجيته على أن “قوى منافسة مثل روسيا والصين تسعى إلى ضرب قيم الولايات المتحدة وغناها ونفوذها”.
وجاءت تصريحات ماتيس فيما وضع الجيش الأميركي مواجهة الصين وروسيا في محور استراتيجية الدفاع الجديدة التي تم الكشف عنها الجمعة في أحدث إشارة على تحول الأولويات الأميركية بعد أكثر من عقد ونصف من التركيز على قتال الإسلاميين المتشددين.
وتحدد الوثيقة الخاصة باستراتيجية الدفاع وهي الأولى من نوعها منذ العام 2014 على الأقل، أولويات وزارة الدفاع (البنتاغون) التي يتوقع أن تنعكس على طلبات الإنفاق الدفاعي المستقبلية. وأصدر البنتاغون نسخة غير سرية من الوثيقة مؤلفة من 11 صفحة الجمعة.
وتعد الوثيقة التي يطلق عليها “استراتيجية الدفاع الوطنية” أحدث إشارة على إصرار إدارة الرئيس دونالد ترامب المتزايد على مواجهة التحديات التي تمثلها كل من روسيا والصين على الرغم من دعوات ترامب لتحسين العلاقات مع موسكو وبكين.
وتقول الوثيقة “يتضح بصورة متزايدة رغبة الصين وروسيا في تشكيل عالم يتسق مع نموذجهما السلطوي. اكتساب سلطة تتيح لهما نقض قرارات الدول الاقتصادية والدبلوماسية والأمنية”.
وقال إلبريدج كولبي نائب مساعد وزير الدفاع لشؤون الاستراتيجية وتطوير القوات في إفادة للصحفيين إن روسيا أكثر جرأة بكثير من الصين في استخدام القوة العسكرية.
وضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في 2014 وتدخلت عسكريا في سوريا دعما للرئيس بشار الأسد، لكن كولبي قال إن قدرات موسكو محدودة بمواردها الاقتصادية.
ووصفت الوثيقة الصين بأنها تشهد صعودا في المجالات الاقتصادية والعسكرية. وبدأت الصين عملية تحديث واسعة النطاق لجيشها وصفها كولبي بأنها “تتناقض بشدة مع مصالحنا”.
وأضاف “تمثل هذه الاستراتيجية تغييرا أساسيا بالفعل لتقول إن علينا العودة إلى أساسيات احتمال نشوب حرب. هذه الاستراتيجية تقول إن التركيز سيكون على إعطاء الأولوية للاستعداد لخوض حرب خاصة مع قوة كبرى”.
كما أدرجت الوثيقة كوريا الشمالية بين أبرز أولويات البنتاغون، مشيرة إلى الحاجة للتركيز على الدفاعات الصاروخية الأميركية ضد التهديد الذي تمثله بيونغيانغ التي كدست إضافة للأسلحة النووية، ترسانة من الأسلحة البيولوجية والكيماوية والتقليدية.
وتعليقا على قيام وزير الدفاع الأميركي بكشف استراتيجية الدفاع القومي الأميركية التي وضعت التنافس بين القوى الكبرى أولوية تتقدم على محاربة الإرهاب، وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة تلك الاستراتيجية الجديدة بأنها “استراتيجية مواجهة”، بعد أن أشارت واشنطن إلى الصين وروسيا كتهديدات متنامية.
ورفض لافروف الاتهامات الأميركية بأن الصين وروسيا تقوضان الجهود لتعزيز الأمن الدولي.
وقال خلال مؤتمر صحافي عقده في الأمم المتحدة “من المؤسف أنه بدلا من اجراء حوار عادي وبدلا من استخدام أسس القانون الدولي، فإن الولايات المتحدة تسعى لإثبات زعامتها من خلال استراتيجيات ومفاهيم مواجهة كهذه”.
واعتبر لافروف أن الاستراتيجية تعكس سعي المؤسسة العسكرية للحصول على “موارد مالية اضافية”، مضيفا أن روسيا “منفتحة على الحوار”.
وأشار إلى أن العديد من أصحاب المناصب الرفيعة في الجيش الأميركي يتفهمون الحاجة إلى “الاستقرار الاستراتيجي” الذي يشمل أن تعمل روسيا جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة.
وذكّر بأن موسكو عضو مؤسس في الأمم المتحدة من خلال الاتحاد السوفييتي سابقا، وساهمت على مدى عقود في بناء نظام عالمي يستند إلى حكم القانون.