انتفاضة جيش الجياع والمحرومين في إيران التي بدأت في مدينة مشهد في 28 ديسمبر 2017 لأنهم اختنقوا من ضيق العيش وبسرعة غير متوقعة اتسعت رقة التظاهرات في اليومين الثاني والثالث لتشمل الكثير من المدن الإيرانية ومنها نيشابور وشاهرود، وكرمانشاه، وقم، ورشت، ويزد، وقزوين، وزاهدان، والأهواز ودورود، و… وفي الأيام اللاحقة اتسعت لتشمل 141 مدينة.
مطالب المشاركين بالمظاهرات في البداية كانت اقتصادية ومعيشية و«لا للغلاء» لكن منذ اليوم الثاني وبعده، أصبح مطلب المتظاهرين الرئيسي هو إسقاط شامل لنظام ولاية الفقيه وكانت ممثلة بشعارات «الموت لخامنئي والموت للديكتاتور والموت لروحاني».
خامنئي بسبب صدمته وعدم تصديقه ما يحدث من إعلان كره الشعب له وحرق صوره وتمزيقها اختار الصمت لمدة 13 يوما وأخيرا في اليوم الثالث عشر أشار الى أن التظاهرات قد انتهت وأنه استطاع عن طريق قواته القمعية العسكرية والأمنية أن يسيطر على الأوضاع ويجعلها تحت السيطرة.
إنه وصف المتظاهرين بأنهم حفنة من المغرر بهم وألقى كلمته التي لم يخدع بها أحد، لكن بالمقابل وفي خطابه نفسه قال كلاما صدقه الجميع أن المظاهرات الواسعة لم تكن فقط مرتبطة بحفنة من المغرر بهم بل كانت مظاهرات سياسية وموجهة أيضا ومنظمة وذات قيادة واستغرق العمل عليها عدة أشهر.
خامنئي قال غاضبا ومغتاظا أن هذه المظاهرات جاء تنظيمها وقيادتها وتنفيذها من قبل مثلث من ثلاثة أضلاع.
كلام خامنئي حول التدخل الأجنبي في موضوع المظاهرات والانتفاضة الواسعة للشعب الإيراني لا يخدع كل ذي عقل، لأن خامنئي وجميع أركان نظامه اعترفوا بأن التنسيق وتنظيم الشعب الإيراني كان بدور أساسي وتوجيه من منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. والآن هو يعبر عن غضبه ووحشيته الحيوانية بقتل المعتقلين وهدفه من هذا العمل الشرير والمعادي للاإنسانية هو خلق جو من الرعب والخوف حتى يرتعب الناس من خروجهم مرة ثانية إلى الشوارع ويرفعوا شعارات الموت لخامنئي والموت للديكتاتور.
أجهزة خامنئي القمعية في السجون والمعتقلات تقتل المعتقلين تحت التعذيب وبعد ذلك تدعي أنهم انتحروا.
في المظاهرات الأخيرة تم اعتقال 8000 شخص على الأقل وأكثر من 50 شخص قتلو بنيران قوات النظام القمعية.
في الأيام الأولى للانتفاضة اعلنت المؤسسات التي تدافع عن حقوق الانسان ان 3 من المعتقلين في المظاهرات قتلوا في السجن أحدهم من أيفين اسمه سينا قنبري وشخص آخر من آراك قتل تحت التعذيب.
السيدة عاصمة جهانغير المقررة الخاصة للأمم المتحدة والمعنية بحالة حقوق الانسان في إيران وكذلك منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش طالبت النظام الإيراني بإجراء تحقيقات حول القتلى وبيان وضع المعتقلين خلال الاحتجاجات الأخيرة في إيران.
في الخامس من يناير عقدت جلسة استثنائية لمجلس الأمن في الأمم المتحدة للنظر في ما وصلت اليه أوضاع حقوق الانسان في إيران، خلال الجلسة قالت السيدة نيكي هيلي سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة خلال كلمتها: حقوق الانسان ليست هبة تمنحها الحكومات للشعب بل هي حق لكل انسان، الشعب الإيراني قال كلمته يكفي الى هذا الحد، النظام الإيراني ينفق 6 مليار دولار سنويا على الأسد لإراقة دماء الشعب السوري، ما يقوله الشعب الإيراني هو بدل ان تنفقوا ثروات إيران في دعم الارهاب فكروا بوضع الشعب الإيراني، لأن الشعب الإيراني سينجح أخيرا.
ممثل بريطانيا في الجلسة ذاتها قال: يجب أن يوفي النظام الإيراني بتعهداته بما يتعلق بحقوق الانسان وأن يلتزم بها بما يتعلق بالمظاهرات الأخيرة، ونحن ندعو دولة إيران الى احترام حقوق الانسان والمواطنين واحترام قرارات مجلس الأمن.
الملا غلام حسين ايجيئي المتحدث باسم قضاء النظام ادعى في 14 يناير أن 25 شخصا قتلوا في الشوارع خلال الاحتجاجات في يناير 2018 وبخصوص موت سجينين داخل سجني أيفين وآراك قال انهما انتحرا.
أحد الأمثلة عن قتل المعتقلين مقتل سارو قهرماني من سكان سنندج في كردستان إيران، هذا الشاب عمره 24 عاما و اختفى بعد مشاركته في احتجاجات شهر ديسمبر وفي يوم 13 يناير بعد 11 يوما من غياب أخباره تم تسليم جثته لعائلته وأعلن مقربون منه أن عليه آثار تعذيب.. و قبل ذلك شخص آخر فقد حياته في سجن دزفول.
و مثال آخر غلام رضا محمدي من سكان كرمانشاه، في اليوم الثاني من يناير اعتقل في مظاهرات كرمانشاه ويوم السبت 20 يناير تم تسليم جثته لعائلته وأشاع النظام أنه مات بسبب عدم حصوله على المواد المخدرة، هذا على الرغم أنه كان رياضيا وشارك في انتفاضة الشعب المطالبة بالحقوق وبسبب مقاومته للحاقدين، فهم قتلوه بعد اعتقاله.
ومثال آخر السيد ابراهيم رسولي من سكان مدينة اقليد في اقليم فارس. في 18 يناير قتل بإطلاق النار عليه من قبل عناصر حكومية ولكن على وسائل الاعلام الحكومية قالوا إنه قد انتحر. سكان مدينة اقليد شاركوا في مراسم دفنه وخلال شعاراتهم المناهضة للحكومة أطلقوا عليه اسم شهيد الانتفاضة و«السيد المظلوم».
الحقيقة هي أن الشعب الإيراني بعد 39 عاما تعب من تجاربه الدموية والثقيلة مع نظام ولاية الفقيه ويريدون إسقاطه بشكل كامل. الشعب صرخ بصوت واحد لا يريد الاصلاحيين ولا المحافظين. خامنئي أيضا في ردة فعله على إرادة الشعب الإيراني ودعم العالم له وفي كلمته في 9 يناير اعترف أن الشعب يريد إسقاط النظام بشكل كامل. و ستتحقق إرادة الشعب الإيراني بمساعدة المقاومة المنظمة الممثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي.