>> اللقاء أسفر عن وضع خارطة طريق للمسار الصحيح للعلاقات بين البلدين
>> السفير السوداني لدى مصر سيعود قريبا
اتفق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره السوداني عمر البشير،على تشكيل لجنة وزارية مشتركة؛ للتعامل مع كافة القضايا الثنائية وتجاوز جميع العقبات التي قد تواجهها.
جاء ذلك خلال لقاء جمع السيسي والبشير، على هامش اجتماعات القمة العادية الـ30 للاتحاد الإفريقي، والمنعقدة على مدار يومي 28 و29 يناير الجاري، في إثيوبيا.
وهذا اللقاء هو الأول من نوعه، بعد استدعاء الحكومة السودانية سفيرها لدى مصر، عبد المحمود عبد الحليم، في 4 يناير الجاري، لمزيد من التشاور، فيما قالت القاهرة إنها بصدد “تقييم الموقف لاتخاذ الإجراء المناسب”.
وقالت الرئاسة المصرية في بيان، إن السيسي التقى البشير، السبت، في العاصمة أديس أبابا، وبحثا مختلف جوانب العلاقات الثنائية وسبل الدفع قدما بالتعاون بين البلدين.
وخلال اللقاء، اتفق الرئيسان على “تشكيل لجنة وزارية مشتركة للتعامل مع كافة القضايا الثنائية وتجاوز جميع العقبات التي قد تواجهها”، بحسب المصدر دون مزيد من التفاصيل بشأن آلية تشكيلها.
وأكد السيسي “مواصلة جهود تعزيز التعاون بين الدولتين، وحرص مصر على التشاور والتنسيق المتواصل مع السودان حيال مختلف الموضوعات والملفات، لاسيما في ضوء التحديات المشتركة التي يفرضها الوضع الإقليمي الراهن”.
بدوره، شدد الرئيس السوداني على “ما يجمع شعبي وادي النيل (مصر والسودان) من تاريخ مشترك ووحدة المصير”.
وأكد البشير حرص بلاده على تطوير التعاون الثنائي مع مصر على كافة الأصعدة، وفق الرئاسة المصرية
وأشار أن “التحديات الناتجة عن الأوضاع الاقليمية الراهنة تحتم على البلدين مواصلة التنسيق المكثف بينهما بما يساهم في تحقيق مصالحهما المشتركة”.
من جانب آخر ذكرت وكالة الأنباء السودانية، نقلا عن وزير الخارجية إبراهيم غندور، أن البشير والسيسي وجها وزيرا خارجية بلديهما، ومديرا الأمن والمخابرات، بـ”عقد اجتماع عاجل لوضع خارطة طريق، تعيد العلاقة إلى مسارها الصحيح، وتحصنها في المستقبل من أي إشكاليات”.
وقال غندور إن “اللقاء التاريخي يأتي بعد فترة شهدت فيها العلاقات إشكالات، الرئيسان وضعا النقاط فوق الحروف،وطالبا بالعمل وتجاوز كل العقبات”.
وأشار أن “الخارطة يحب أن تتضمن حلًا لكل الخلافات القائمة، ونظرة مستقبلية تحقق مصلحة الشعبين”. وأضاف أن “وضع الخارطة يتجزأ في المسارات الشعبية والتشريعية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية”.
وتابع “البشير والسيسي وجها الإعلام في البلدين بالالتزام، وبألا يتجاوز الحدود، ويتعامل مع هذه العلاقة باعتبارها علاقة مقدسة، يجب ألا تخضع لأية مزايدات إعلامية”.
ونفي غندور أن يكون اللقاء تناول التوتر على الحدود السودانية الإرترية، ومضي قائلاً “اللقاء تركز حول العلاقات الثنائية ولم يتطرق لأية علاقة مع دولة ثالثة”.
كان وزير الخارجية، سامح شكري، قد أكد، أمس الأول، في تصريحات صحفية، إن سفير السودان سيعود لممارسة مهام عمله من جديد في القاهرة “قريبا جدا”.
وتشهد العلاقات بين السودان ومصر توترا، ومشاحنات في وسائل الإعلام، على خلفية عدة قضايا خلافية؛ أهمها مفاوضات سد “النهضة”، والنزاع حول المثلث الحدودي في حلايب وشلاتين المستمر منذ سنوات.
وأعلنت القاهرة تجميد مفاوضات سد النهضة، في نوفمبر 2017، لرفضها تعديلات أديس أبابا والخرطوم على دراسات المكتب الاستشاري الفرنسي حول أعمال ملء السد وتشغيله.
وفي ديسمبر الماضي، اقترحت القاهرة، دخول البنك الدولي كطرف محايد بالمفاوضات، وهو ما رفضته إثيوبيا السبت الماضي، وأعربت مصر عن قلقها حيال رفض المقترح.
وتتخوّف مصر من تأثير سلبي محتمل لسد “النهضة” على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل (55.5 مليار متر مكعب)، مصدر المياه الرئيسي للبلاد التي يبلغ عدد سكانها 94 مليون نسمة.