قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن المنظمة الدولية تعمل مع الاتحاد الإفريقي على “تعزيز الوقاية” من الصراعات والنزاعات بالقارة الإفريقية.
وأضاف، غوتيريش، في كلمة له خلال افتتاح القمة الإفريقية الـ30 بأديس أبابا، أمس الأحد، نعمل على تعزيز التعاون مع الاتحاد الإفريقي في مجالي السلم والأمن وبذل الجهود لحل أزمة جنوب السودان وتعزيز الوقاية من الصراعات والنزاعات.
كما أعرب عن دعمه للاتحاد الإفريقي في مسعاه لايجاد تمويل مستدام لعمليات حفظ السلام في القارة.
وشدد على ضرورة العمل مع القارة الإفريقية لتغير المناخ والهجرة غير الشرعية، باعتبار ذلك ضرورة، وأضاف أنه لا يمكن القبول بأي شكل من أشكال العبودية في هذا العصر.
بدوره، قال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي إن القمة ستبحث عددا من التحديات والنزاعات والصراعات والإرهاب والإصلاح، مشيرا إلى أن الشعوب الإفريقية تتوقع الكثير من القمة.
وأعلن “فكي” انتقال رئاسة الاتحاد من رئيس غينيا ألفا كوندي إلى الرئيس الرواندي بول كاغامي.
وشدد على ضرورة تعزيز مستوى التضامن بين الدول الإفريقية والعمل على وقف الاعتداءات ضد المهاجرين، وقال “يتعين بذل المزيد من الجهد لوقف هذه المعاناة”.
وأشاد بالشراكة مع دول تركيا والصين واليابان والدول العربية الأخرى، مرحبا بهذه الشراكة التي ستدفع بتعزيز التعاون والفائدة المشتركة.
وشدد “فكي” على ضرورة بذل الجهود لإنهاء النزاع في جنوب السودان، وقال إنه يتعين “فرض عقوبات” على كل من يعيق عملية السلام في هذا البلد.
كما تطرق المفوض الإفريقي إلى الأوضاع في الكنغو والصومال ومالي وليبيا وإقليم الصحراء، وقال إن المرحلة الحالية تجعل القارة أمام خيارين إما التقدم أو الفشل.
فيما شدد رئيس الاتحاد الإفريقي، المنتهية ولايته رئيس غينيا، ألفا كوندي، في كلمته، على رفض القارة الإفريقية محاولات التدخلات الخارجية.
وقال إن إفريقيا يجب أن تتولى مسؤولياتها في عمليات السلم والأمن بنفسها، ومنوها بالجهود التي بذلت خلال الفترة الماضية في تعزيز وتنسيق الجهود للتصدي للإرهاب وإنهاء النزاعات والصراعات.
من جانبه، أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط ، استمرار الجامعة العربية – بكل طاقاتها – في العمل المنهجي بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي.
وقال “أعدكم باستمرار التعاون مع مفوضية الاتحاد الإفريقي لتنفيذ كل ما صدر عنكم وعن القادة العرب من قرارات في القمم المشتركة السابقة”.
وأوضح “أبو الغيط”، خلال كلمته، أن الشراكة الإفريقية العربية تكمل اليوم عامها الـ40، منذ انعقاد قمتها الأولى العام 1977 بالقاهرة.
وأشار إلى أنها أرست القواعد الأساسية الأولى بيننا طوال هذه العقود، وقام قادتنا بتطويرها وتنميتها عبر جهد تراكمي أثمر ثلاث قمم مشتركة منذ 2010.
وأعرب عن ثقته في مواصلة العمل من أجل إنجاح قمتنا المشتركة الخامسة بالمملكة العربية السعودية العام المقبل .
وثمن الدور الإفريقي “الثبات والمبدئي في مناصرة” القضية الفلسطينية، وقال إن القضية الفلسطينية على رأس الأجندة المشتركة للعالمين العربي والإفريقي.
وأضاف أن هذا “ما أثبتته (الدول الإفريقية) مجددا في الجمعية العمومية بالأمم المتحدة برفض القرار الأمريكي، أحادي الجانب، بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل”.
وأكد “أبو الغيط” استعداد الجامعة العربية للمساهمة في أي جهد على الصعيدين السياسي والفني لمعالجة أزمة المهاجرين والتصدي للانتهاكات التي يتعرضون لها في ليبيا .
ولفت إلى أن الأزمة الليبية تمثل أولوية مشتركة وتتقاطع فيها جهود المنظمتين، معربا عن أمله في قيام الجانبين بدور أكثر فاعلية لمساندة الأشقاء في ليبيا.
وانطلقت، في وقت سابق اليوم، بأديس أبابا، الجلسة الافتتاحية لقمة الاتحاد الافريقي في دورتها الـ30، بحضور أكثر من 40 زعيما من القارة الإفريقية.
وبحسب رصد لمراسل الأناضول، فإن أبرز ما ميّز انطلاق هذه الدورة، مشاركة الرئيس النيجيري محمد بخاري إثر غيابه عن قمتين سابقتين لـ”دواعٍ صحية”، كما يشارك لأول مرة رئيس سيراليون المنتخب، جورج ويا، لاعب كرة القدم المشهور.
كما حضر رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، الذي تغيب عن عدد من القمم الإفريقية الماضية بسبب الصراع الدائر في بلاده منذ منتصف 2013، وغاب عن الجلسة المغلقة رئيس موريتانيا محمد ولد عبد العزيز، الذي تستضيف بلاده القمة الإفريقية المقبلة في يونيو/حزيران.
وتناقش القمة التي تستمر يومين، تحت شعار “الانتصار في مكافحة الفساد.. نهج مستدام نحو التحول في إفريقيا”، أهم التحديات من الصراعات والنزاعات ببعض دول القارة، إلى جانب الإرهاب، فضلا عن موضوع القمة لتعزيز وتسهيل التعاون بين الدول الأطراف لضمان فاعلية التدابير والإجراءات الخاصة بمنع الفساد، والجرائم ذات الصلة في إفريقيا.