وزير خارجية عُمان: مصر “عكاز الأمة العربية” ودورها مهم في تحقيق التضامن العربي

آخر تحديث : الإثنين 5 فبراير 2018 - 10:17 صباحًا
وزير خارجية عُمان: مصر “عكاز الأمة العربية” ودورها مهم في تحقيق التضامن العربي

أكد يوسف بن علوي بن عبدالله، الوزير المسئول عن الشئون الخارجية بسلطنة عمان، ترحيب السلطنة بالرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي بدأ اليوم زيارة رسمية كرئيس عربي لدولة عربية شقيقة لها من المسئوليات العظام.

جاء ذلك فى حديث ليوسف بن علوي لوكالة أنباء الشرق الأوسط، ووكالة الأنباء العمانية، بمناسبة زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، التي بدأت اليوم الى السلطنة.

وقال بن علوي: إن السلطنة حرصت منذ تولي جلالة السلطان قابوس بن سعيد، مقاليد الحكم في البلاد، على التواصل مع الشقيقة مصر في مختلف المراحل التي مرت بها الأمة العربية منذ أكثر من أربعين سنة.

وأضاف: السلطنة تنظر الى مصر على أنها “عكاز الأمة العربية”، وهي اليوم كذلك المنصة التي تجمع الأمة العربية، ودورها مشهود ودورها يتعاظم “.. مشيرًا إلى أنها الزيارة الأولى للرئيس عبدالفتاح السيسي، منذ توليه زمام السلطة في مصر، وهي مناسبة جدا سعيدة، سيتم خلالها تبادل وجهات النظر مع جلالة السلطان قابوس بن سعيد ، فيما يدعم التضامن العربي، ويوسع التعاون في كل المجالات بين السلطنة ومصر.

وأكد الوزير المسئول عن الشئون الخارجية العماني، أن علاقات البلدين في تطور مستمر ويسعيان الى المزيد.. مشيرا إلى أن السلطنة ومصر، تشتركان في فكر وفهم مشترك، وهو دعم الاستقرار وتحقيق السلام أولا في منطقة الشرق الأوسط والعالم.

وأكد أن مصر تؤدي دورا أساسيا، خاصة فيما يتعلق بمسار القضية الفلسطينية، وغيرها من القضايا، وبالتالي، فإن السلطنة مسرورة بهذا اللقاء التاريخي الذي يجمع بين جلالة السلطان قابوس والرئيس عبدالفتاح السيسي.

وأوضح بن علوي، أن السلطنة ومصر على اتصال وتنسيق مستمرين لما يستجد في الأطر المختلفة.. مشيرا إلى أنه يتم البحث في منصة جديدة للتعامل مع بقايا المشكلات القائمة في المنطقة.

كما أوضح، أن لمصر ثقلا دوليا كبيرا، وأن مستقبل التضامن العربي يقوم على أساس مبادئ جديدة تتعامل مع المسارات العالمية المختلفة، وهي النظرة التي ينبغي أن ننظر فيها، ونرى فوائدها، وإمكانيات ربط مسار التضامن العربي بمسار التضامن والمصالح المشتركة مع دول العالم المختلفة.

وأكد يوسف بن علوي بن عبدالله، أن التضامن العربي وحدة واحدة لا يمكن أن تنفك، وأن مصر قامت بدور مهم في هذا السياق، وخاصة في الحرب العراقية الإيرانية، واحتلال العراق للكويت، والجهد الذي بذل بشأن تحرير الكويت، وكانت مصر في مقدمة الدول العربية التي دعت إلى تضافر جهد دولي لتحرير الكويت، وهذا يرتبط بمستقبل التطورات، ونأمل ألا تكون هناك أي مشكلة جديدة في المنطقة، ودور مصر مهم في ترتيب الأمن العربي، وكذلك في العلاقات الدولية وبين الدول العربية ومختلف دول العالم، كما نعتقد أن الأمن العربي بمنظوره الجديد، ينبغي أن يرتبط بالمصالح العربية مع المجتمع الدولي.

وحول الأوضاع الراهنة على الساحة العربية على ضوء الأزمات القائمة مثل الوضع في سوريا واليمن وليبيا، أكد بن علوي، أن هذه الأزمات تهم الجميع. معربا عن اعتقاده، بأنها بدأت في الانحسار في كل المناطق، سواء كانت في سوريا أو اليمن أو ليبيا، وتتجه نحو الاستقرار لكن ذلك يحتاج إلى جهد مضاعف وحسن البصيرة في تسوية هذه الخلافات.

وقال بن علوي: إن العنف بدأ بالانحسار.. وتساءل، لكن ماذا بعد العنف؟.. هي المهمة الكبرى التي ستواجه الدول والشعوب العربية من خلال إعادة البناء وإعادة الثقافة، ثقافة الشرق الأوسط التي تستند إلى الثقافة العربية الإسلامية.

وأوضح بن علوي في هذا الصدد، أنه ينبغي التحلي بشيء من الصبر، وألا تكون هناك سرعة بهدف القدرة على ضبط المسائل بصورة توافقية بين جميع الدول العربية، وأن ما دمر يبنى ونأمل كذلك أن تكون هذه مسئولية مشتركة ليس فقط بين الدول العربية، وإنما بين سائر دول العالم، لأن ما حصل في هذه المنطقة شيء لم يذكره التاريخ فيما سبق من القرون، وبالتالي ينبغي أن تكون النظرة إلى المستقبل هي النظرة الغالبة.

وبشأن انعقاد القمة العربية المرتقبة في المملكة العربية السعودية في مارس المقبل، والآمال المرجوة من القمة، قال بن علوي، إن الأشقاء في المملكة العربية السعودية يبذلون جهودهم، وسوف يقومون بجهد لا شك أنه سيوفر المناخ المناسب والبيئة الطيبة للقاء القادة العرب، ومستقبل التضامن العربي المشترك، وكيفية التخلص من آثار ما يعرف بالربيع العربي. مضيفا أن السلطنة سوف تكون مساندة دائما لأشقائها في المملكة العربية السعودية.

وفيما يتعلق بوسائل التصدي للقرار الأمريكي بخصوص القدس، أكد يوسف بن علوي بن عبدالله، أن هذه التحركات تأتي في إطار القضية الفلسطينية، وهي ليست منفصلة عنها وعن قيام الدولة الفلسطينية، وقرار الولايات المتحدة قرار أحادي، والقدس ما زالت ضمن اتفاقيات أوسلو، وينبغي أن تحل في نهاية المفاوضات، وفي نهاية الاتفاق بين إسرائيل وأشقائنا الفلسطينيين، وهي جزء من الدولة الفلسطينية ولا شك في ذلك.

وحول أهم مرتكزات السياسة الخارجية للسلطنة، أكد يوسف بن علوي بن عبدالله، الوزير المسئول عن الشئون الخارجية، أن المبادئ هي المبادئ المعروفة، وأن قضايا العرب هي قضايانا ورؤيتنا هي رؤية العرب، ونحن نسعى إلى تحقيق الأمن والسلم والاستقرار، وهذه المبادئ هي في السياسة العمانية. مضيفا أننا نعتقد أن العالم العربي والدول العربية على مسار واحد، وهو مواجهة النمو المكثف للسكان.

وفيما يتعلق برؤية السلطنة لمواجهة خطر الإرهاب والتطرف، الذي يهدد ليس فقط العالم العربي، وإنما العالم أجمع.. أوضح بن علوي، أن العنف والتطرف أصبح مسيطرا عليه، وما نسمعه ونراه هو بقايا وفي انحسار، ولكن بقايا العنف ستظل في المنطقة لأسباب تتعلق بالنمو الاقتصادي والانفجار السكاني، وبالتالي، علينا جميعا أن نبحث عن الوسائل التي تساعد وتهيئ الجيل الشاب الجديد للعمل من أجل التطور وبناء مجتمعات ذات تنوع إيجابي.

وتحدث الوزير المسئول عن الشئون الخارجية العماني، عن التعاون الاقتصادي بين السلطنة ومصر. مؤكدا، أن التعاون الاقتصادي وتبادل الخبرات بين الجانبين قائم، وسيتم بحث هذه المسائل بين الوزراء المختصين، سواء كان بين الوزراء المرافقين للرئيس السيسي، أو من الجانب العماني. مشيرا إلى أن اللجنة المشتركة قائمة، وسوف تعقد اجتماعاتها بصفة مستمرة، وأنه كلما أتيحت الفرصة للعمانيين، سواء كانوا من القطاع الخاص أو المؤسسات الاستثمارية سوف يكونون السباقين للعمل المشترك مع الأشقاء في مصر.

رابط مختصر
2018-02-05
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر