تواجه جنوب أفريقيا حالة غموض سياسي متزايدة بعد أن قرر حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم إلغاء اجتماع كان يمكن أن يفضي إلى الإطاحة بالرئيس جاكوب زوما الذي يكافح للبقاء في الحكم.
ويتعرض زوما البالغ من العمر 75 عاما لضغوط كبيرة للاستقالة وتسليم الحكم لنائبه وزعيم الحزب الحاكم سيريل رامابوزا (65 عاما)، فيما أشار الإعلام المحلي إلى أن زوما ينتظر التوصل إلى اتفاق خروج ذي امتيازات على طريقة رئيس زمبابوي روبرت موغابي.
وأعلنت رئيسة البرلمان باليكا مبيتي الأربعاء، أن رامابوزا سيطلع الشعب قريبا على آخر مستجدات الوضع السياسي المضطرب، حيث قالت “لا يمكن أن نستبق ما الذي سيحدث لذلك، لا يزال علينا احترام حقيقة أن هناك مشاورات بين الرئيسين”.
ويأتي الإعلان عن تأجيل اجتماع اللجنة الوطنية التنفيذية التي تمتلك سلطة الإطاحة بالرئيس، غداة إلغاء الخطاب عن حال الأمة، والذي يلقيه الرئيس ويعدّ مناسبة سياسية رئيسية سنوية توضح أولويات الحكومة لمدة عام مقبل.
وكان من المفترض أن يلقي زوما الخطاب أمام البرلمان الخميس، قبل أن يتم إرجاؤه، ما يؤكد التكهنات بأن زوما سيرضخ في نهاية المطاف للدعوات التي تطالبه بالاستقالة.
ويدفع العديد من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم إلى تولي رامابوزا السلطة فورا، لكن الموالين لزوما مصممون على أن يكمل الرئيس فترته الرئاسية الثانية والأخيرة في الحكم، والتي تنتهي بإجراء الانتخابات العام المقبل.
وقالت الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي جيسي دوارتي الثلاثاء، “يمكنني أن أقول إن هناك رؤى مختلفة”، فيما أوضحت رئيسة البرلمان مبيتي أن خطاب الرئيس أرجئ لأنه كان هناك “احتمال قليل” في أن يجري دون مقاطعة.
وخلال السنوات القليلة الماضية، دأب نواب المعارضة على الصراخ لمقاطعة خطاب زوما كان ينتهي بإخراجهم من المجلس بعد تدخل من الحراس الشخصيين في مشهد لم يخل من اللكم والضرب.
وقال المحلل السياسي رالف ماثيكغا لوكالة الصحافة الفرنسية إن الحزب الحاكم “أدار رحيل زوما بشكل خاطئ”.
وأضاف ماثيكغا “للأسف هم لم يواكبوا الواقع، لذا فحزب المؤتمر الوطني الأفريقي يحاول الآن استعادة السيطرة”، متابعا “إلغاء اجتماع الحزب الأربعاء قد يعني ان هناك اتفاقا على رحيل زوما”.
ودعت مؤسسة نلسون مانديلا، التي تحافظ على إرث رمز جنوب أفريقيا المناهض للعنصرية الثلاثاء، إلى عزل زوما لأنه “أثبت أنه غير صالح للحكم”.
وأشارت المؤسسة في بيان إلى وجود “أدلة دامغة على أن النهب المنظم الذي مارسته شبكات مصالح على ارتباط بالرئيس زوما شكل خيانة للبلد الذي حلم به نلسون مانديلا”.
وبإمكان زوما ترك منصبه عبر الاستقالة أو سحب البرلمان الثقة منه أو من خلال إجراءات لعزله، فيما توقع متابعون أن يقدم الرئيس استقالته من منصبه بعد حصوله على ضمانات بعدم تتبعه قضائيا على غرار ما وقع مع الرئيس الزمبابوي روبرت موغابي.